بطل الأناشيد الوطنية الفنان الكبير حسن عطا في دوحة اتحاد الأدباء والكتاب بلحج المحروسة

> «الأيام» مختار مقطري:

>
الفنان الكبير حسن عطا
الفنان الكبير حسن عطا
يحق للحج أن تفخر وأن تفاخر بمبدعيها العمالقة والكبار، ولم يؤرخ عطاؤهم في كتاب الخلود إلا بدءاً بالشاعر الأمير أحمد فضل القمندان الذي صب تراث لحج وشعبياتها في قوالب من ذهب، و(شك) معلقاته القمندانية في خيط حريري طويل (كجرز من الفل والياسمين) علقه حول عنقها كما يعلق (جرز فل عرايسي) حول عنق الغادة الحسناء، وفي كرمته شمخت أسماء وأسماء، أدباء وشعراء وملحنون ومطربون...إلخ، العبقري فضل محمد اللحجي والعملاق عبدالله هادي سبيت، والفلتة الشامخة محمد سعد صنعاني، والعلامات المتألقة والهامات الباسقة: صالح فقيه، أحمد صالح عيسى، صالح نصيب، محمود السلامي، صلاح كرد، محمد علي الدباشي، سعودي أحمد صالح، عبدالكريم توفيق، فيصل علوي.. ولا شك أنني لم أنس أهم واحد منهم فقط وإنما نسيت أسماء.. ولكني تعمدت تأخير اسم واحد من هؤلاء العلامات والهامات لعلي أسهم في الاحتفاء به إذا ذكرته منفرداً.. إنه التربوي القدير والفنان الكبير وملك الأناشيد الوطنية حسن عطا.. اسم كبير دون شك وعطاء غزير وأصيل وخالد جدير أن تحتفي به لحج بكل فعالياتها الثقافية والفنية واليمن كلها، كان آخرها وليس أخيرها الاحتفاء الكبير الذي نظمه اتحاد الأدباء والكتاب، فرع لحج، في مقره بمدينة الحوطة بالفنان الكبير حسن عطا تقديراً لدوره وعطاءاته في المجال التربوي والإبداعي، وذلك عصر يوم الاثنين الماضي 19/3 وكان في مقدمة الحضور الأخوة عبدالوهاب يحيى الدرة، محافظ لحج ومحسن النقيب، وكيل المحافظة عضو اللجنة الدائمة ورئيس المؤتمر الشعبي بلحج، رؤساء المنتديات الأدبية والثقافية، الاستاذ علي حسن جعفر القاضي، رئيس اتحاد الادباء والكتاب فرع لحج، الذي قال في كلمة فرع الاتحاد بعد قراءة الفاتحة على روح الشاعر الكبير الراحل محمد حسين هيثم:«من المهمات التي تناط بمنظمة إبداعية أن تعيد نظرتها إلى الماضي بتاريخه المزدهر والمؤلم، فكلا النظرتين تحملها على عاتقهم رجال زينوا لنا الحياة بمعاناة أو ابتهاج بالحياة غير مبالين بالمتقاعسين النفعيين الذين يستحقون التجاهل لعدم تأديتهم دورهم في خدمة وطنهم فكراً وإبداعاً وجهداً وتضحية، فنجد الاستاذ حسن عطا من الذين يمثلون صفوة المجتمع أفضل تمثيل.. ابتداءً بالأمير أحمد فضل القمندان وعبدالله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي وانتهاء ببطل الأناشيد والمربي الفاضل والمبدع حسن عطا.. وبهذه المحبة والسيادة على قلوب الناس يغنيه عن أي شيء آخر كما يقول عندما تأتي فكرة التكريم له منذ سنوات، فكل همه تكريم الآخرين، الذين كرموا من قبل اتحاد الادباء فرع لحج أحياء وأمواتا».

والأغنية اللجية سفر خاص في تاريخ الغناء اليمني، بكلماتها الشعرية النابضة بالحياة وألحانها العذبة المشعة تراثاً وتجديداً وابتكاراً.. تغنت بها لحج لتتغنى بها كل منطقة يمنية، فإذا تجولت في اليمن ووجدت نفسك في منطقة لا تسمع فيها أغنية لحجية فاعلم أنك قد تجاوزت حدود اليمن كما تجاوزتها الأغنية اللحجية إلى العالم العربي وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وحتى أوروبا وأمريكا مع الآلاف من المغتربين اليمنيين، ليرددها العرب هناك ويرقص الأجانب على إيقاعاتها الراقصة (شرح ومركح ودمندم).وحسن عطا واحد من فناني لحج الكبار الذين صنعوا هذه الأغنية اللحجية الرائعة والخالدة، فلا عجب أن يبدو وعملاقاً رغم دخوله متوكئاً على إطار حديدي مربع (المخدرة) التي أعدها الاتحاد لهذه الفعالية الكبيرة لتستوعب ذلك الحضور الكبير الذي يشارك بالاحتفاء بهذا الفنان الكبير حسن عطا من لحج وعدن وأبين، وألقيت فيه كلمات جميلة من عدة فعاليات أدبية وثقافية.

وقرأ الأخ لؤي محمد علي الجفري كلمة رائعة عبر فيها عن تقديره للمحتفى به الفنان حسن عطا، مبلغا نيابة عن عمه عبدالرحمن علي الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن (رأي) تقديره الكبير لهذا العلم الشامخ تربوياً وفناناً ولدوره الفني والوطني، معرباً عن اعتذاره لعدم تمكنه من الحضور شخصياً للمشاركة في الاحتفاء بهذا الرجل المعطاء. وفي الحفل قدم الأستاذ علي حامد السقاف قصيدة جميلة عن المحتفى به، ثم كانت مفاجأة الحفل بحضور الأستاذ الكبير عبدالله فاضل فارع شخصياً للمشاركة في الاحتفاء الجميل.

ثم تغنت أصوات جميلة وعذبة بعدد من أغنيات الفنان حسن عطا الراسخة في الوجدان والمنقوشة في الذاكرة، فغنى كل من وائل محمد علي، عبدالرحمن الجاوي، سامي عنبول، ثم قدم الشاعر فؤاد داود قصيدة جميلة، وتلقى الحفل مكالمة هاتفية من قاهرة المعز من الأستاذ عزت مصطفى منصور صديق وزميل الفنان حسن عطا في المجال التربوي حفلت بمشاعر الود والحب والتقدير تبودلت بينهما وبين لحج والقاهرة. وبالعودة للغناء أمتعني المخضرم الرائع الأداء والبعيد عن الأضواء مهدي صالح حمدون بأغنية (منقب صدفة لاقيته) ولكن أليس من الغريب عدم حضور سوى عدد قليل من الفنانين المعروفين ومن لحج تحديداً في حين تجدر الإشارة إلى حضور عوض أحمد وفضل كريدي والباحث الموسيقي الفنان القدير عبدالقادر أحمد قائد. ثم قدم الشاعر شيخ صبري رئيس منتدى خنفر الثقافي قصيدة جميلة، وقدم الفنان الجميل بصوته الشجي والمجرب محمد علي محسن باقة رائعة من أغنيات الفنان الكبير حسن عطا. وقد شاركت بالعزف مع الفنانين ثلاث فرق موسيقية هي فرقة جمعية فناني لحج، فرقة منتدى الوهط الثقافي وفرقة نسائم عدن التابعة لمنتدى (الباهيصمي) بالمنصورة عدن.وكانت زيارة الأخ محافظ عدن قصيرة إلا أنها كانت جميلة ومعبرة وشافية بارك فيها للفنان حسن عطا الحب الذي زرعه في قلوب محبيه منوهاً بأنه بعد هذا التكريم بقي تكريم وزارة الثقافة لهذا الفنان الكبير الذي يحاط اليوم بهذا الجمع الذي جاء للمشاركة في الاحتفاء به تربوياً قديراً وفناناً كبيراً. وكانت لحظات جميلة جداً التي تلقى خلالها فناننا الكبير حسن عطا تكريم الأخ محافظ لحج، ورابطة أبناء اليمن (رأي)، جمعية فناني لحج، محسن النقيب وكيل المحافظة، عبدالقادر أحمد قائد، مكتب ثقافة لحج وغيرهم من الشخصيات الرسمية والفنية والأدبية، ومن عدن مركز ادريس حنبلة للتوثيق.

وأخيراً.. لا شك أن حفل تكريم هذا الفنان الكبير والتربوي القدير الأستاذ حسن عطا من قبل فرع اتحاد الأدباء والكتاب بلحج كان أكبر من أن أكتب عنه تغطية شاملة.. فهنيئاً له وللفن وللحج هذا التكريم الجميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى