عفواً أيها الأب

> «الأيام» أروى علي عوض/المعلا - عدن

> (أبي) من أسهل الكلمات نطقاً لكنها تعني لنا الكثير، فهي تمثل الماضي، الحاضر، المستقبل في حياتنا.

وأقل ما يمكن قوله عن الأب إنه الأمان، الحنان، العطاء، التضحية، الحب.

نحن دائماً ننتظر منه الكثير وقد لا نعطيه شيئاً، فمن الصعب تخيل أنك ممكن أن تعطي فقط ولا تأخذ شيئاً إلا إذا كنت أباً..!! فالأب مكانته كبيرة في قلوب أبنائه لا يمكن وصفها بالكلمات، إنما يمكن التعبير عنها بالقلوب، وهذا هو الجانب الجيد والمريح في الموضوع.

ولكن سرعان ما نصطدم بالجانب المؤلم الذي كثيراً ما نسمع عنه، فمن المحزن والمؤسف أن هناك بعض الأبناء يقسون على آبائهم متناسين فضل آبائهم عليهم، لينتهي بهم الأمر أن يرمـوا بآبائهم العاجزين في ذلك السجن المظلم ليحكموا عليهم بالعيش في سجن كبير من الألم والحرقة، لا يرون فيه إلا الدمـوع ولا يسمعون فـيه إلا الآهـات.

يسألون أنفسهم في اليوم ألف مرة هل ربيناهم صغاراً ليرمونا كباراً؟ ماذا فعلنا لنستحق كل هذا؟

أين حق هذا الوالد المسكين الذي قضى حياته من أجل أبنائه؟

أين تعاليم ديننا؟ أين قيمنا؟

هل فقدنا إنسانيتنا لننسى آباءنا ونرى جروحهم تنزف دون أن نمد لهم أيدينا؟

كل الكلمات لا تكفي أن تمسح دمعة واحدة من دموع أب نسيه ابنه ولا أن تشفي جرحا واحدا من جروحه العميقة.

وما نفع الكلمات عندما تموت القلوب، وماذا يبقى لنا إذا ماتت القلوب وتحجرت؟ فاعذرني أيها الأب الطيب. فلا أملك سوى الاعتذار لك عن من جرحك.

ولكن تيقن وتذكر دائماً أيها الأب إذا كان ولدك اليوم ابناً فغداً يكون أباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى