> لندن «الأيام» بول هيوز :

رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طهران أمس الأول من "مرحلة مختلفة" إذا لم تطلق سراح 15 عسكريا بريطانيا احتجزتهم قبل أربعة أيام.

وأدى احتجازهم اضافة إلي العقوبات الجديدة التي فرضتها الامم المتحدة على ايران يوم السبت بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه إلى تصعيد التوترات بين إيران والغرب ودفع اسعار النفط للصعود إلي على مستوياتها في 2007.

وحثت روسيا والامارات العربية المتحدة ايران أمس الأول على التقيد بمطالب الامم المتحدة بأن توقف انشطتها النووية الحساسة لكن ايران تقول ان قرار مجلس الامن غير شرعي.

وتقول إيران التي تنفي اي نية لصناعة اسلحة نووية انها قد توجه اتهامات الى البحارة البريطانيين بدخول مياهها بصورة غير قانونية. وتصر بريطانيا على انهم كانوا يعملون في المياه العراقية.

وقال بلير "ما نحاول عمله... هو متابعة هذا الأمر عبر القنوات الدبلوماسية وجعل الحكومة الإيرانية تتفهم انه يتعين إطلاق سراح هؤلاء الاشخاص وانه ليس هناك أي مبرر على الإطلاق لاحتجازهم."

واضاف قائلا لمحطة جي.ام تي.في التلفزيونية "يتعين إطلاق سراحهم. وإذا لم يحدث ذلك فإن الأمر سينتقل إلى مرحلة مختلفة."

وقال المتحدث باسم بلير ان الخطوة التالية التي يمكن ان تقوم بها بريطانيا هو ان تنشر ادلة في صورة سجلات لنظام تحديد المواقع العالمي بان البحارة لم يدخلوا المياه الايرانية.

واضاف قائلا "حتى الان لم نوضح صراحة لماذا نعرف ذلك لاننا لا نريد ان نصعد الموقف."

وقال مسؤول بالحكومة البريطانية لرويترز ان مسؤولين بريطانيين أطلعوا ايران على موقع البحارة بالتحديد عندما تم اعتقالهم.

وقال المتحدث باسم بلير "انا واثق تماما ان افرادنا كانوا في المياه العراقية وليسوا حتى على هامش المياه العراقية."

وتمت طمأنة بريطانيا إلي أن البحارة بخير لكن لم يسمح لهم بالاتصال بهم أو معرفة مكان احتجازهم.

وقال محمد على حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية لتلفزيون طهران الرسمي "بالطبع هم في مكان امن تماما وهم يعاملون بطريقة انسانية واسلامية."

ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مسؤول إيراني قوله ان السفارة البريطانية ستكون قادرة على الاتصال بالبحارة بمجرد استكمال التحقيق الأولي.

واتصلت مارجريت بيكيت وزيرة الخارجية البريطانية بنظيرها الايراني أمس الأول للمطالبة باطلاق سراح البحارة وتحدثت "بعبارات قوية للغاية" لكي "تطالب مجددا بعودتهم الامنة والسريعة والسماح لمسؤولين قنصليين بالالتقاء بهم فورا."

وقالت بيكيت في بيان انها اختصرت زيارة إلي تركيا بسبب ازمة البحارة المحتجزين. وقالت في وقت سابق ان بريطانيا "ستواصل ترك الباب مفتوحا من اجل نتيجة بناءة."

وقالت وزارة الخارجية العراقية وصياد عراقي شاهد احتجاز البحارة انه حدث في المياه العراقية. غير ان متحدثا باسم الحكومة العرااقية قال أمس الأول ان بغداد ليس لديها تأكيد لمكان احتجاز البحارة وقال ان العراق يخشى تداعيات التوتر المتزايد بين بريطانيا وايران.

وقال على الدباغ ان الحكومة العراقية تبذل جهودا مع ايران لحل القضية لان أي تصعيد سيكون له أثره على العراق.

واحتجزت إيران ثمانية جنود بريطانيين في ظروف مشابهة في عام 2004 وأطلقت سراحهم بعد ثلاث ليال.

وقال محللون ان الازمة الحالية تبدو اكثر تعقيدا وستستغرق وقتا اطول لحلها عما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات.

وقال الكيس بيجام من مركز السياسية الخارجية "حادث 2004 كان اقل توترا.. كان هناك القليل من السحب التي تتجمع في الافق ولهذا فربما يكون احتجازهم اطول."

واضاف قائلا "ربما كانت هناك ايضا معارك داخلية في ايران حول ما يتعين القيام به بعد ذلك."

وتعتقد بعض الجماعات المتشددة في ايران ان القضية يمكن ان تصبح ورقة مساومة في خلافها النووي وخلافات اخرى مع الغرب مما يكشف ما قال المحللون انه انقسامات مع الاصوات الاكثر اعتدالا الذين يريدون بناء جسور مع الخارج وليس زيادة التوتر.

(شارك في التغطية جيرمي لافول وديفيد كلارك وكاترين بالدوين وسوفي ووكر في لندن وفردريك دال في طهران وزيرين اليشي في انقرة وديالا سعادة في دبي وديمتري سولويوف في موسكو) رويترز