> أصبحت المظاهر تلعب دورا في حياتنا وفي معرفتنا بالحالة المادية لشخص ما، وأصبحت مكشوفة لكل الناس فأصحاب المال يتظاهرون بالفقر ويلبسون ملابس تدل على ذلك والفقراء يتظاهرون بالغنى، وعندما نهتم بمظاهر الناس وبأشكالهم وبحسبهم ونسبهم ونصادقهم ونبدي لهم الاحترام والحب والمودة من أجل ذلك فإننا ولا شك نصدم عندما نجد منهم إساءة أو قلة احترام أو كراهية أو حسدا أو كلاما جارحا تتلفظ به السنتهم، وذلك لأننا ظننا أن ملابسهم وحسبهم وأشكالهم الجميلة ومظاهرهم الفاتنة لن يخرج منها أي عيب، ولم ننظر إلى قلوبهم أو إلى سلوكهم أو حديثهم معنا ، لقد غرتنا المظاهر وأصبحت تغطي على عيوب الكثيرين منا.

وقد نتعجب فجأة ونحن في أي مكان، سواء في العمل أو في الشارع عندما نرى شخصا ربما تكون هيئته عادية ويكون متواضعا ونتفاجأ عندما نتحدث معه بأن لديه ميزة حسن الكلام ولديه ابتسامة لا تفارقه .

هذا يعطي لنا انطباعاً واحساساً بالارتياح عندما نتحدث معه كونه متواضعاً.

ولهذا يجب علينا أن لا نحكم على الناس من مظاهرهم الخارجية بل لنبحث عن ميزتهم في حديثهم وتعاملاتهم معنا فميزة الشخص هي التي تجعله يتفوق على الآخرين.