مسؤولة بوزارة التعاون الألمانية لـ «الأيام»:محادثاتنا مع الجانب اليمني إيجابية ومن المهم الحفاظ على مصادر المياه

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
آنتي فريك
آنتي فريك
اختتم أمس الجمعة مسئولون ألمان زيارتهم الاستطلاعية والتفقدية لوادي حضرموت، وضم الوفد كلا من السيدة آنتي فريك مسئولة المشاريع لليمن بقسم الشرق الأوسط بوزارة التعاون الألمانية، السيدة د. ايرين فيلمان، مستشارة التعاون الاقتصادي بالسفارة الألمانية بصنعاء والسيد د. توماس انجلهارت مدير التعاون الفني الألماني GTZ في اليمن وصلاح الدين بورنو، كبير الخبراء الألمان بوزارة الأشغال اليمنية قسم المخلفات الصلبة، يرافقهم الأخوان عمر علي العكبري، وكيل وزارة الإدارة المحلية ومحمد حمود الحمادي، مدير عام مكتب وزير الإدارة المحلية. وأثناء زيارتهم لمديريات سيئون وشبام وتريم أجرت «الأيام» لقاء معهم.

خلال يومي الخميس والجمعة قام المسئولون الألمان بزيارة لتفقد مشروع النظافة بمدينة سيئون ومشروع إدارة المخلفات الصلبة الذي تساهم فيه مؤسسة GTZ وكذا الاطلاع على متاحف سيئون والترميمات الجارية لثلاثة منابر يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة قرون، وفي مديرية تريم زاروا المعالم الاثرية والتاريخية والاطلاع على مشروع النظافة، وبمدينة شبام التقى المسئولون الألمان بالمهندس عمر عبدالعزيز الحلاج، مدير مشروع التنمية الحضرية الألماني بالمدينة التاريخية والاطلاع على الأنشطة المنفذة وكذا زيارة عدد من المنازل التي تم ترميمها والمواقع الحرفية وقاموا بجولة على المعالم والمشاهد القديمة التراثية والاطلاع على نشاط خدمة المجتمع والتنمية التابع لجمعية الحزم الخيرية. وفي المساء أقيم حفل عشاء بفندق قصر الحوطة على شرف الوفد بحضور الإخوة المسئولين من وزارة الإدارة المحلية اليمنية وأحمد الجنيد، وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء وفهد الأعجم، الوكيل المساعد ود. عوض الكثيري، مدير عام سيئون ومحمد باقطمي، مدير عام تريم وطاقم المشروع الألماني بشبام وعدد من الشخصيات العامة. وتبادل الوكيل والمسئولة الألمانية الكلمات الترحيبية حيث نقل الأخ الوكيل الجنيد تحيات المحافظ عبدالقادر هلال وأثنى على المساعدات الألمانية المقدمة لبلادنا ونجاح المشاريع الألمانية البيئية والنظافة في تريم وسيئون وشبام، مشيرا إلى مستوى النجاح الذي يحققه المشروع الحضري للتنمية الألمانية للمساهمة في الحفاظ على المدينة التاريخية من خلال برنامج الترميمات بشبام وأعمال التأهيل الحرفي. وقدم الأخوان وكيل وزارة الإدارة المحلية ووكيل الوادي الهدايا التذكارية للضيوف ثم أقيم حفل فني قدمت فيه جمعية الفنون والموسيقى بمديرية شبام ألواناً من الرقص الشعبي كالزربادي وبني مغراه نالت الرضا والاستحسان.

توماس أنجلهارت
توماس أنجلهارت
وأثناء زيارة الألمان لمدينة شبام كان اللقاء أولا مع السيدة مسئولة المشاريع لليمن بوزارة التعاون الاقتصادي الألمانية انتي فريك.

< هل هناك نية لزيادة حجم المشاريع باليمن وعلى ماذا تركزت المباحثات بينكم وبين الحكومة اليمنية خلال الأيام الماضية؟

- تركزت المحادثات على المحاور والقطاعات الأربعة التي تعمل الحكومة الألمانية مع الحكومة اليمنية فيها منذ فترة، وهي محاور قطاع المياه وخصوصا مياه الشرب والصرف الصحي، وقطاع التعليم الأساسي والآن سيشمل التعليم الثانوي، وكذا القطاع الاقتصادي أي التنمية وهو أحد القطاعات الهامة التي تعمل بها الحكومة الألمانية مع اليمنية، وكذلك قطاع الصحة وخاصة الصحة الإنجابية، إلى جانب تطوير خدمات القطاع الخاص الصحية.

طبعا هذه المحاور الرئيسية ولكن الجلسات تركزت على موضوع المياه بشكل خاص، لأنه لا نريد أن يكون هناك فقط توصيل خدمات مياه شرب إذا كانت مصادر المياه في خطر، لذلك فإن إحدى النقاط الأساسية التي تم التباحث بشأنها والتي وصلنا لنتائج إيجابية بشكل كبير فيها بالتعاون والحوار مع وزارة الزراعة هي إيجاد آليات مناسبة للحفاظ على مصادر المياه وعدم تبذيرها وربط التعاون الألماني بموضوع المحافظة على مصادر المياه وليس فقط إيصال المياه.

< انطباعاتكم الأولية عن حضرموت والوادي خلال هذه الزيارة؟

- سؤالك في محله فهي بالطبع انطباعات أولية جدا، لقد جئت إلى هنا صباح هذا اليوم (الخميس) زرت حضرموت نصف يوم حتى الآن، وسحرت بجمال الوادي خاصة سقوط الضوء على المباني الطينية الذي يترك انطباعا جماليا رائعا على هذه المباني وهو منظر خلاب وساحر، والمباني الطينية لها أناقة وجمال مميز لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر، حتى عندما تكون هذه المباني في حالة قديمة أو خربة تظل جميلة أنيقة ولا يمكن أن نتركها بهذه الحالة، فهذه العمارة من المهم الحفاظ عليها، وليس ما أعجبنا العمارة فقط، فقد أعجبنا بنوعية الحرف الموجودة بالمنطقة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتراث المنطقة وثقافتها، ونحن من جانبنا كحكومة ألمانية سنقدم ما بوسعنا من مساعدة للحفاظ على هذا التراث.

آيرين فيلمان
آيرين فيلمان
< الألمان يعملون بمدينة شبام مع الحكومة اليمنية عبر وكالة ألمانية هي GTZ ماذا تقولين عن المشروع الجاري؟

- كانطباع عام عن المشروع فإنه تجربة ناجحة من حيث التكامل، فالعمل لا يركز فقط على ترميم البيوت بل هو أساسا صورة تكاملية لكل ما هو مطلوب للمحافظة على التراث، فقد أوجد شعورا لدى الناس وثقة وإيمانا بقيمة تراثهم بل إنه عمل ليس في المدينة القديمة بل على محيط المدينة أيضا وأهم شيء أن الناس باتت تتكامل وتتفاعل مع تراثها بطريقة حية وأوجدت مصادر لكسب عيشها من المحافظة على هذا التراث، وهذه من النقاط الهامة جدا لاستمرارية المشروع. بالنسبة لي أعتقد أن المشروع الألماني بمدينة شبام من المشاريع الأفضل من حيث المفهوم وطريقة الأداء.

مدير GTZ في اليمن: الزائر لليمن يستكشف الجديد
سألنا د. توماس انجلهارت، مدير الوكالة الألمانية للتعاون الفني GTZ عن انطباعه خاصة وهو يزور شبام للمرة الثانية وما بين الزيارتين ماذا يقول؟

- الزائر لليمن يستكشف أشياء جديدة، وكل ما جاء واستقر الشخص يتعلم أشياء كثيرة..هذه زيارة سريعة إلى شبام وآمل ألا تكون الأخيرة ولن تكون كذلك، وسوف أزور هذه المدينة باستمرار حتى أستطيع أن أستكشفها وأعرف الكثير عنها، فمثلا أحد الأمور التي اكتشفتها اليوم في زيارتي لمنتدى شبام الثقافي كيف أن المنتدى يحاول تقريب وجهات النظر والالتقاء وإجراء الحوار، فهذه بادرة ممتازة جدا.

طبعا المشاركة في الأفكار جيدة، والحوار يغني الأفكار ويجعلها فعالة لتنتقل بين العقول ومن جيل إلى جيل ومن فكر إلى فكر، فنقطة الحوار هي المطلوبة للحفاظ على التراث بالمدينة بنقل المعلومات من جيل إلى الذي يليه عن طريق البنائين.

المستشارة الاقتصادية بالسفارة: نركز على التبادل والحوار ما بين الحضارات
وعن ما تقدمه السفارة من أنشطة ثقافية في اليمن سألنا د.ايرين فيلمان، المستشارة الاقتصادية بالسفارة الألمانية .. فأجابت:

الوفد الألماني لحظة الغروب في شبام أمس الأول
الوفد الألماني لحظة الغروب في شبام أمس الأول
السفارة الألمانية بشكل عام لديها مشاريع ثقافية ولكن ليست متخصصة في التراث الحضري، فذلك الأمر من اختصاص الوكالات الألمانية الفنية الأخرى، ولكن كان لنا إسهام وتدخل في الحفاظ على المخطوطات بالجامع الكبير بصنعاء كمشروع استمر عدة سنوات، والآن التركيز الأساسي على الحوار ما بين الحضارات سواء الحضارات الشرقية أو الغربية بحيث يفتح الحوار والتبادل الثقافي، ولنا عدة أنشطة سواء مهرجانات الأفلام أو المهرجانات الثقافية أو المعارض أو الحفلات الموسيقية كتبادل ثقافي بين اليمن وألمانيا، مثلا كان جهد السفارة لإيصال معارض التصوير الفوتغرافي للمصورين الألمان الاوائل الذين جاؤوا إلى حضرموت، فكان هناك معرض وإصدار كتيب عن الأعمال الفوتغرافية في اليمن بحيث يتعرف الشعب اليمني على الصور القديمة التي أخذت باليمن، وطبعا هناك مهرجانات موسيقية حديثة كنوع من التبادل والتعرف على الفن والرقص الألماني واليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى