الصداقة مدينة الأوفياء

> «الأيام» أكرم حسن محمد/ الازارق- الضالع

> يالروعة وجمال هذه المدينة التي كان بنيانها قد شيد على أساس الكلمات الصادقة والاحترام المتبادل وروح الأخلاق العالية التي بدورها تحافظ على بقاء عمران هذه المدينة قوية واستمرارها بالشكل الذي يحلم به كل عاشق لصداقة تغمرها الثقة ويحفها الود والإخلاص، وكان قاطنوها كلهم ممن يحملون جوازات الوفاء.

ولكن القدر لم يرد لهذه المدينة أن تدوم طويلا حتى هبت رياح المصلحة لتحمل معها بشرى سارة لمن هم في انتظارها من تجار الصداقة لتحقيق رغباتهم وإرضاء ذاتهم.. فبدأوا في قطف زهور الصداقة التي كانت في أحلى ربيعها ولم يكتمل تفتحها بعد فتحولت صداقة الوفاء في نفوسهم إلى كابوس لا يستطيعون الفرار منه.

فما كان عليهم إلا اتباع مصالحهم الخاصة التي لا تساوي أكثر من جرح قلوب أولئك الأصدقاء ذوي المشاعر الحساسة والرقيقة والنية الحسنة، الذين لم يخطرعلى بالهم إلا كل ما يسعد ويفيد مبتعدين عن الأنانية؛ فهم لا يعرفون سوى رسم الابتسامة في وجوه أصدقائهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى