هيلاري كلينتون تستعد للانتخابات الرئاسية بصورة جديدة

> واشنطن «الأيام» ماري سانز :

>
هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون
في مواجهة ناخبين عدائيين وجبل من العوائق في طريقها لتصبح اول رئيسة للولايات المتحدة، لم تترك هيلاري كلينتون شيئا للصدفة واجرت تعديلات كبيرة في صورتها العامة.

وفي هذه الصورة تظهر ممثلة ولاية نيويورك في مجلس الشيوخ وهي تقبل الاطفال وتذهب الى عمق الجنوب وتشاطر اما تبكي ابنها الجندي احزانها وتتحدث عن الزراعة البيولوجية في نيو انغلند، وكل هذا في محاولة منها للتحول الى برلمانية نموذجية.

وكلينتون (59 عاما)، المرشحة للانتخابات الرئاسية 2008، تغيرت جذريا مذ عرفها العالم سيدة اميركا الاولى، التي احرجها زوجها بيل كلينتون باعترافه من على شاشة التلفزيون باقامته علاقة جنسية مع المتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي.

وتقول ليندا فاولر استاذة العلوم السياسية في دارتماوث كولدج في نيو هامشير (شمال شرق) لوكالة فرانس برس "رأينا على مدى السنوات القليلة الماضية أوجها عديدة لهيلاري لكن كما كل الذين ينخرطون في السباق نحو الرئاسة، كان عليها ان تعيد رسم صورتها الى حد ما".

بالنسبة للجنود وعائلاتهم، اقترحت كلينتون الشهر الماضي سلسلة من المبادرات لجهة اسلوب التعاطي مع الجنود الاميركيين الجرحى في العراق وافغانستان.

كذلك، رآها الاميركيون تدافع بشراسة عن الحقوق المدنية للسود في الاباما وتذهب حتى الى حد التحدث باللهجة الجنوبية المخففة، الامر الذي عاد عليها بانتقادات كثيرة وساخرة.

وقال دين سبيليوتيس الاستاذ في "ساينت انسيلم كولدج" في نيو هامشير "هناك جانب لا مفر منه في الدور الذي تلعبه في ترشحها"، مشيرا الى خبرتها والدعم الذي حصلت عليه لا سيما من زوجها الرئيس الاسبق ذي الشهرة الواسعة، وفريق عملها العالي الاحتراف وقدرتها على جمع التبرعات.

وتابعت صحيفة "نيويورك تايمز" حملة كلينتون الانتخابية على مدى عدة اسابيع لتصف في نهايتها اوجه هيلاري المتعددة وصفا ساخرا وقالت عنها "المحاربة الصلبة" و"المنصتة" و"الرفيقة" و"المضيفة القوية".

وبقساوة اكبر وصفت صحيفة "واشنطن بوست" هيلاري ب "المرشحة الاعتيادية".

واضاف سبيليوتيس "انها تخضع لضغوط شديدة من الجناح اليساري في الحزب، في مواجهة ناخبين عبروا بقوة عن مواقف معارضة للحرب".

وترفض كلينتون التي تنتقد بشدة طريقة ادارة الرئيس بوش للحرب في العراق، الاعتراف بان تصويتها في 2002 لمصلحة دخول الولايات المتحدة في هذا النزاع كان "غلطة".

وتقول فاولر "لا يمكنها بوصفها مرشحة ان تتحدث عن ارتكابها خطأ. ليس امرا سيئا بالضرورة ان يزن من يريد ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة كلماته".

لكن التكتيك الحذر الذي تتبعه كلينتون اتى ثماره حتى الآن,فهي تتقدم استطلاعات الراي للناخبين الديموقراطيين، وقد حصلت في استطلاع اجري في آذار/مارس على اربعين بالمئة من اصوات هؤلاء، مقابل 28% للسناتور الاسود باراك اوباما النجم الصاعد في الحزب الديموقراطي.

ولا تزال كلينتون تجمع تبرعات مالية ضخمة منها ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار خلال الاسبوع الفائت فحسب.

وتقول كارلين بوبمان المتخصصة في استطلاعات الراي في مركز الابحاث المحافظ "اميركان انتربرايز انستيتيوت" ان "هيلاري الجديدة اكملت تحولها عندما دخلت مجلس الشيوخ".

وتضيف "لقد عملت بجد ودرست ملفاتها اليومية، وصنعت صداقات في الكونغرس بمعزل عن الانتماء الحزبي لأصحابها، ما يعتبر خطوة رئيسية نحو دخول البيت الابيض".

وتضيف "لكنها شخصية ينقسم الاميركيون حولها"، مشيرة الى ان استطلاعات راي حديثة بينت ان 48% من الاميركيين لا يزال ينظرون اليها نظرة سلبية و50% لن يصوتوا ابدا لصالحها اذا ما فازت بترشيح الديموقراطيين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى