> رام الله «الأيام» ناصر ابو بكر :

الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مجددا رفض الاتحاد الاوروبي التعامل مع وزراء حماس في الحكومة الفلسطينية ما لم تستجب الحركة لشروط اللجنة الرباعية بينما رأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان استمرار الحصار "عقاب مقصود" للشعب الفلسطيني.

وتزور ميركل التي تتولى بلادها حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، الاراضي الفلسطينية في اطار جولة تقوم بها في الشرق الاوسط.

وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل انه بحث مع المستشارة الالمانية "بشكل جذري وقف الحصار عن الشعب الفلسطيني"، مؤكدا ان "الحصار يجب ان يتوقف (...) ولا يوجد اي مبرر لابقائه على الاطلاق".

واضاف "بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية التي قدمت من وجهة نظرنا اجندة سياسية مقبولة، يفترض ان ينتهي الحصار والا معنى ذلك انه عقاب مقصود للشعب الفلسطيني".

ورأى رئيس السلطة الفلسطينية ان البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية يلبي شروط الاسرة الدولية. وقال "شرحنا للمستشارة ان البرنامج السياسي للحكومة وخطواتها الاولى تعكس تجاوبها مع متطلبات المجتمع الدولي لانهاء الحصار المفروض علينا".

واكد "التزام السلطة الوطنية الفلسطينية نبذ العنف والاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق تهدئة متبادلة ومتزامنة" مع اسرائيل.

من جهتها، رأت ميركل ان "معايير اللجنة الرباعية بنبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والالتزام بالاتفاقات السابقة هي القاعدة للعمل".

وعبرت عن اسفها لان "هذا الهدف لم يتحقق من جانب حماس ولهذا هم ليسوا طرفا في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي"، موضحة ان الاتحاد الاوروبي الذي قرر عدم الاتصال بالوزراء الاعضاء في حماس يتعامل مع الرئيس عباس لانه "يقبل معايير الرباعية".

وقالت ان "الرئيس عباس يقبل معايير الرباعية لهذا نحن نتعامل معه,تحدثنا معه اليوم بكل صراحة، وستكون هناك محادثات مالية في منتصف نيسان/ابريل الجاري وسنناقش كيفية التعاون مع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض".

واضافت ان قرار وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي تتولى المانيا رئاسته للدورة الحالية "مهم جدا. نحن نعمل وفق مبدأ ان هناك وزراء لا يقبلون معايير اللجنة الرباعية".

من جهة اخرى، رحبت ميركل بمبادرة السلام العربية التي اكدتها مؤخرا قمة الرياض، وبمساعي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والاطراف في الجامعة العربية الذين احيوا المبادرة.

وقالت انها بحثت مع عباس في "كيفية دعم الموقف العربي للموقف الفلسطيني في المفاوضات"، مؤكدة ان "الاتحاد الاوروبي ملتزم بالعمل نحو السلام لكن هذا الدعم ليس بديلا للدعم العربي".

وردا على سؤال عن الرفض الاسرائيلي لحق العودة للفلسطينيين، قالت "ليس علي التحدث باسم اسرائيل".

ودعت ميركل الفلسطينيين الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الاسير في قطاع غزة,وقالت "من الضروري اطلاق سراح الجندي شاليط لتعزيز الثقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي".

واضافت "اذا حققنا نجاحا في هذا الموضوع سيكون اشارة جيدة جدا".

وردا على سؤال عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في اسرائيل، قالت ميركل ان "موضوع شاليت يبني الثقة بين الجانبين ويجب ان تتحرك الامور في هذا الملف الى الامام".

واكد عباس من جهته ان السلطة الفلسطينية "تبذل جهودا مع جميع الاطراف لاطلاق سراح الجندي (الاسرائيلي جلعاد) شاليت وفي المقابل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين" المعتقلين في اسرائيل.

وقال عباس انه بحث مع ميركل في "افضل السبل الملائمة لاطلاق عملية سياسية ذات مغزى، خاصة بعد النتائج الايجابية التي خرجت بها القمة العربية بالرياض" حيث قررت الدول العربية تفعيل مبادرة السلام التي اقرتها قمة بيروت عام 2002.

وتنص المبادرة العربية على تطبيع العلاقات مع اسرائيل في مقابل انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي التي احتلتها العام 1967 واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتسوية "عادلة يتفق عليها" لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

ورأت اسرائيل "عناصر ايجابية" في المبادرة لكنها رفضتها بصيغتها الحالية مطالبة بتعديلها ولا سيما في ما يتعلق بقضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

واعرب عباس عن امله بان "تقوم الحكومة الاسرائيلية بخطوات بناءة وبالتجاوب مع رسالة السلام العربية المعروضة"، مشيرا الى انه لن يتم تعديل مبادرة السلام العربية طبقا لطلبات الدولة العبرية. (أ.ف.ب)