مساعد ضابط التجنيد البريطاني آلان درسي: ما قدمته لليمن حباً في السلطان العولقي

> «الأيام» توفيق العبسي:

>
وزير الثقافة خالد الرويشان والأخ عوض العولقي أثناء تكريم درسي بدرع الوزارة
وزير الثقافة خالد الرويشان والأخ عوض العولقي أثناء تكريم درسي بدرع الوزارة
السيد آلان درسي قدم إلى اليمن أثناء الوجود البريطاني للقيام بدور المساعد لضابط التجنيد في محمية عدن، ومهام عمله كانت تتطلب منه زيارة كل مناطق اليمن الجنوبي لذا تعرف على الجنوب لكنه غادر عدن بعد ثلاثة أعوام ثم عاد في 1962م وطلب منه مساعدة سلطان العوالق العليا وجاءت مغادرته الثانية أثناء الانسحاب البريطاني وانقطع عن عدن لتأتي الرحلة السياحية ضمن جمعية الصداقة البريطانية بعودة مجددة له في عام 1994م ومازال الكثير من الشخصيات التي عرفها موجودة في شمال اليمن وجنوبه.

«الأيام» تسلط الضوء على جزء من سيرة آلان درسي وهديته المقدمة لليمن في هذه السطور.

قاد آلان درسي رحلات سياحية متوالية إلى اليمن بطلب من جمعية الصداقة البريطانية، التي استمرت منذ 1995م وحتى يومنا هذا صار معها آلان عضوا بارزا وأحب اليمن وبحث عن كل شيء يتعلق بها من مكتبة جامعة إكستر ومن الإنترنت ومن بائعي الكتب في الأسواق والمكتبات العامة والعلمية حتى استطاع أن يجمع ما يقارب 1500 كتاب و95% من العناوين الموجودة ضمن قائمة (السيد إكستر لوني) ويروي السيد درسي قائلا: «أهم كتاب كان اليوميات التي اكتشفها الرحالة كارستن ني بود 1760م الذي ترجم للإنجليزية بعد ستة أعوام وهو سجل لأول رحالة أوروبي حقيقي إلى اليمن ويتحدث عن ستة من علماء الاستكشاف تم إيفادهم من قبل ملك الدنمارك لاكتشاف ما يمكن اكتشافه عن اليمن الجنوبي وأسباب التوجه البريطاني لها، وتوفي خمسة من هؤلاء الرحالة ولم ينج منهم سوى واحد هو ني بود.

كما مثل الكتاب المصور لجزيرة سقطرى أول وصف علمي للجزيرة وتم تأليفه سابقا ونشر في 1896م وهناك كتب مهداة تمثل تقارير جميع المكتشفين والآثاريين الأوربيين الآخرين منذ القرن التاسع عشر، والكتب أغلبها بالإنجليزية والبعض بالفرنسية والألمانية وقليل منها بالإيطالية».

وقال: «الأمل موجود في استمرار ونمو الكتب التي تنشر عن اليمن وإبداعها لتصبح مرجعا عاما»، وأكد تحسن الحياة في اليمن مقارنة بالماضي حيث وجدت الطرق والمستشفيات ومدارس لم تكن في عهده متوفرة، وانخفاض الصراعات القبلية والعداءات بين السلاطين والموالي.

واعتبر الفترة التي وجد فيها عندما كان مساعدا لضابط التمييز ومسؤول الشؤون الإدارية بما فيها الأفواج وفرق الجمال ومساعد السلطان محمد عبدالله عوض العولقي سلطان العوالق العليا في نصاب فترة توطدت وتعمقت الصداقة بينهما إلى حد أنهم أصبحوا أسرة واحدة حيث تخطوا الأسلوب الرسمي إلى الإنساني.

يقول الأخ الأستاذ عوض محمد عبدالله عوض العولقي عضو مجلس النواب إن علاقات الصداقة التي تربطه بالسيد آلان درسي هي علاقات قديمة من قبل أهله في سلطنة العوالق العليا سابقا، ذلك أن جده السلطان عوض بن صالح العولقي رفض التعامل أو التفاهم مع الاحتلال البريطاني عند وصوله إلى السلطنة واعتكف في قصره حينها.

ويضيف: «كان والدي وأعمامي حينها يدرسون في القاهرة، ومن بينهم ابن السلطان عوض الأكبر عبدالله، والنائب صالح بن عبدالله عوض صالح وهو عمي، ووالدي محمد عبدالله عوض، الذي عين فيما بعد وزيرا للمالية والطيران المدني في حكومة الاتحاد سابقا والقائد أحمد عبدالله عوض قائد الحرس الثاني للسلطنة والوالد عبد عبدالله عوض سكرتير النائب صالح وهو عمي الآخر.

بعض من أعضاء السلك الدبلوماسي أثناء افتتاح ركن مكتبة السيد آلان درسي وتكريمه
بعض من أعضاء السلك الدبلوماسي أثناء افتتاح ركن مكتبة السيد آلان درسي وتكريمه
عندما عاد والدي محمد عبدالله عوض مع شقيقه صالح من القاهرة بعد إنهاء دراستهما أثناء اعتكاف السلطان عوض تم تشكيل لجنة لتسيير شؤون الحكم في السلطنة، كان ذلك أشبه بانقلاب من أقارب السلطان ومشايخ القبائل لكن في ذلك الوقت (عام 56 تقريبا) كان السيد آلان درسي موجودا كمشرف في نصاب (سلطنة العوالق العليا) ثم بدأ بعض الأهل بالبروز، كانوا شبانا مثقفين ومتعلمين لاتتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما، وبعدها تم إنهاء اللجنة المشكلة وتم توزيع مقاليد الحكم بين عدد من أقارب السلطان فكان عمي صالح بن عبدالله عوض نائبا للسلطان وكان هو من يدير شؤون السلطنة بدلا من السلطان عوض بن صالح وعمي أحمد قائدا للحرس الثاني وعمي عبد سكرتيرا لنائب السلطنة أما والدي محمد عبدالله عوض فقد عين وزيرا في حكومة الاتحاد كما ذكرت سابقا واستمر الوضع كذلك حتى 29 نوفمبر، وكانت آخر سلطنة تسقط بعد مقاومة شرسة وبعدها بيوم واحد تم إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.

في ذلك الحين كنت أنا ما أزال جنينا لم يمض على وجودي أكثر من شهر واحد في بطن أمي، وتم تصفية أهلي جميعا مع أعمامهم وأجدادهم وبينهم سادة وعساكر من قبل الحكم الشمولي حينها بعد اعتقالهم وكانوا أكثر من سبعين شخصا.

عندها خرجت الوالدة إلى أخوالي وكانوا في مرخة على الحدود مع الشمال سابقا وقد ولدت هناك وتم تهريبي إلى شمال الوطن سابقا ومن هناك إلى المملكة العربية السعودية، حيث نشأت ودرست هناك وبعد الوحدة المباركة كانت عودتي إلى أرض الوطن التي استقررت فيها حتى الآن.

وفي عام 95م فوجئت برسالة من السيد آلان درسي عبر صندوق البريد الخاص بي في نصاب بمحافظة شبوة وقد شرح لي فيها صداقته مع الوالد وأعمامي وقد استمررت في مراسلته حتى أشعرني بأنه سوف يزور اليمن ضمن وفد سياحي في عام 96م وأن لديه صورا لأهلي ولقبائل المنطقة وفعلا جاء في عام 96م وقابلته مع فوج سياحي في أحد فنادق مأرب وقدم لي أغلى هدية وهي مجموعة من الصور أعتبرها تاريخية لأهلي ولجميع القبائل المجاورة تم التقاطها في أحد الأعياد مع مجاميع من الناس والخيول تستعرض أمامهم وقد اعتبرته منذ أول لقاء لي معه صديقا وفيا وكان كل عام يزور اليمن ويمر إلينا في نصاب، وفي إحدى المرات سافرت إلى لندن وقمت بزيارته إلى حيث يسكن خارج المدينة بمسافة تصل إلى مائتي كيلومتر تقريبا وفي منزله أطلعني على هذه الكتب القيمة والثمينة عن اليمن فطلبت منه الاحتفاظ بها وإعادتها إلى اليمن لأنها كتب قيمة وقبل حوالي ستة أشهر تقريبا أشعرنا بأنه سوف يقدمها هدية لليمن وهي هدية غالية لا تقدر بثمن، وفي نهاية السنة الماضية 2006م كان موجودا عندي في العيد الكبير حيث أمضى ما يقارب عشرة أيام وعند افتتاح الركن الخاص به حضرنا مع الأخ خالد الرويشان وزير الثقافة والسفير البريطاني، أما الهدية فهي عبارة عن ألف وخمسمائة كتاب لا تقدر بثمن وهو لاشك يستحق التكريم الذي نظمته وزارة الثقافة احتفاءً به وبالهدية التي قدمها يوم الخميس الماضي، وقد أثبت السيد آلان درسي بأنه مخلص للعلاقة والصداقة التاريخية مع اليمـن واليمنيين فلـه جزيل الشكر والتقدير.

حديث ودي في منزل عضو مجلس النواب عوض محمد العولقي مع السيد آلان درسي
حديث ودي في منزل عضو مجلس النواب عوض محمد العولقي مع السيد آلان درسي
فهو برغم انتهاء عمله السياسي إلا أنه لم ينه صداقته مع من كان يعرفهم بعد غيابهم، وقد ظل يبحث حتى وجد من صار بعدهم، وهو أنا، فشكرا له مرة أخرى.

< عام 1953م وصل آلان درسي لليمن بدور مساعد لضابط التجنيد في محمية عدن.

< وفي 1956م غادر للعمل في مهام خارج اليمن.

< وفي 1986م قام السيد بول أكترلوني أمين مكتبة بجامعة إكستر بريطانيا بإخراج قائمة بالمراجع والكتب المطبوعة من الجانب الأوروبي التي رأى بأن لها صلة باليمن، وفي تلك الفترة كان آلان يعيش قرب جامعة إكستر.

< التحق بالخدمة في اليمن حين كان عمره 23 سنة.

وبدأت علاقته المباشرة مع اليمنيين من خلال السيد محمد عبدالله عوض وزير المالية والطيران في حكومة الاتحاد أثناء الاحتلال البريطاني، وتتضمن الكتب المهداة النسخة الأولى من كتاب الرحالة الدانماركي كريستين نيور، وهو يسجل رحلة أول رحالة أوروبي إلى اليمن في عام 1786م بالإضافة إلى كتاب نادر عن جزيرة سقطرى.

وفي تصريح للصحفيين أدلى به عند مغادرته قال السيد آلان درسي وهو عضو في جمعية الصداقة اليمنية البريطانية إن اليمن شهدت تحولات كبيرة على مختلف الأصـعدة السياسية والديمقراطية والتنموية.

الركن الخاص المهدى من السيد آلان درسي يحوي العديد من الكتب المنشورة بالإضافة إلى ألبومات صور لا تقدر بثمن ودراسات علمية تعد الأولى من نوعها مثل الوصف لجزيرة سقطرى.

وقد كرمت وزارة الثقافة السيد آلان درسي الأسبوع الماضي بحضور الأخ خالد الرويشان وزير الثقافة الذي أهداه درع الثقافة بهذه المناسبة وألقى في الحفل كلمة مهمة مشيدا بالهدية القيمة التي أهداها لليمن وقيمتها التاريخية.

كما استقبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح السيد آلان درسي في ختام زيارته الأخيرة لليمن حيث أطلع السيد درسي فخامة الرئيس على مجموعة من الصور الوثائقية النادرة عن اليمن بالإضافة إلى قائمة بمجموعة الكتب القيمة.

وكان قد حضر حفل التكريم الذي أقامته وزارة الثقافة مجموعة من السفراء والدبلوماسيين والشيخ حيدر الهبيلي وأبناء وأحفاد المرحوم محمد عبدالله عوض العولقي وآخرون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى