ازمة الجنود البريطانيين المعتقلين في ايران تذكر بازمات سابقة مماثلة

> لندن «الأيام» كاترين هادون :

>
الرئيس الاميركي جورج بوش
الرئيس الاميركي جورج بوش
اثار الرئيس الاميركي جورج بوش بوصفه عناصر البحرية البريطانية ال15 المعتقلين في ايران ب"الرهائن"، مخاوف من بقائهم قيد الاعتقال لفترة طويلة كما حصل في ازمة احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية بطهران في 1980.

وصرح بوش أمس الأول من كامب ديفيد في اول تعليق علني على الازمة القائمة بين لندن وطهران "على الايرانيين ان يطلقوا سراح الرهائن، انهم ابرياء ولم يرتكبوا اي سوء".

ولم تستخدم الحكومة البريطانية التي اعلنت اليوم انها تجري محادثات مباشرة مع ايران في هذه القضية، حتى الان كلمة "رهائن" بل تحدثت عن "موظفيها المحتجزين" منذ ان اعتقل الحرس الثوري الايراني في 23 اذار/مارس 15 جنديا من البحرية ومشاة البحرية البريطانية في شمال الخليج.

وقللت وزارة الخارجية من شأن هذا التصعيد الكلامي، معلقة على تصريح بوش في اتصال هاتفي اجرته معها وكالة فرانس برس، غير انها رحبت بدعم الرئيس الاميركي للحكومة البريطانية.

واعتبر متحدث باسم الخارجية انه "ينبغي عدم القفز الى الاستنتاجات" بناء على هذا التعديل في التعابير.

وقال النائب عن الحزب المحافظ مالكولم ريفكايند الذي تولى حقيبة الخارجية بين 1995 و1997 "ان الحكومة البريطانية لا تستخدم هذا التعبير ليس لانها تعتبره غير دقيق بل لانه سيوحي بتصعيد".

واضاف ردا على اسئلة فرانس برس "اعتقد انه من الحكمة ان تمتنع بريطانيا عن استخدام (كلمة رهائن)، لكن اذا ما استخدمها آخرون، فهذا يوحي بانهم (الجنود) يعاملون كادوات للمناورة".

وبادرت بعض وسائل الاعلام البريطانية الى استخدام عبارة "رهائن" في وقت تفيد المؤشرات ان اعتقالهم سيدوم طويلا.

وعرض الرهينة البريطاني السابق في لبنان تيري وايت أمس الأول التوجه الى طهران لمناقشة المسألة مع السلطات الايرانية.

ووايت الذي احتجز حوالى اربع سنوات في لبنان بعد ان خطفته مجموعة الجهاد الاسلامي الموالية لايران في 1987، قام بوساطات في قضايا احتجاز رهائن.

واعتقلت ايران في 2004 ثمانية عسكريين بريطانيين في المنطقة نفسها بعد ان دخلوا المياه الاقليمية الايرانية وافرجت عنهم بعد ثلاثة ايام بعد محاكمة صورية.

غير ان ازمة احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران التي استمرت 444 يوما هي التي تغذي المخاوف الكبرى.

وكان الطلاب الاسلاميون الذين نفذوا العملية يطالبون بتسليم الجمهورية الاسلامية الشاه الذي كان يعالج في الولايات المتحدة.

وانتهت الازمة في 20 كانون الثاني/يناير 1981 بالافراج عن الرهائن الاميركيين ال52 بعد ساعات قليلة على تولي رونالد ريغان سدة الرئاسة الاميركية.

وشكلت هذه العملية صدمة قوية لا تزال تلقي بظلها على السياسة الاميركية حيال ايران وهي التي حملت واشنطن على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في السابع من نيسان/ابريل 1980.

وكتبت صحيفة "ذي اوبزيرفر" الاحد "لا شك ان صورة احتجاز الايرانيين هؤلاء الاميركيين قبل 28 عاما وبقائهم في الاسر طوال 444 يوما تتملك (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير في وقت يسعى بالتفاوض الى ايجاد مخرج دبلوماسي" لهذه الازمة الجديدة.

وحذر رئيس لجنة الخارجية في البرلمان البريطاني مايك غايبس من اي محاولة عسكرية للافراج عن الجنود المعتقلين.

ودعا غايبس النائب عن حزب العمال (الحاكم) في تصريح لشبكة "اي تي في" التلفزيونية الى حل دبلوماسي للازمة، مذكرا بانه حين حاول الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في 1980 القيام بتحرك عسكري "كانت النتيجة كارثية وبقي (الرهائن) محتجزين 444 يوما".

وصرح وزير الدفاع البريطاني ديز براون لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الأحد ان بريطانيا تجري "اتصالات ثنائية مباشرة" مع ايران بشان جنود البحرية المحتجزين، مؤكدا "نحن حريصون على حل هذه المسألة بالسرعة الممكنة وبالطرق الدبلوماسية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى