أكثر من تغيير الوجوه

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
ربما أن حكومتنا القادمة ستكون أكثر الحكومات وقتا على النار الهادئة، فيبدو أنها لن تسلق سريعا كما نظن، وبعض الظن إثم، أنه حدث مع الحكومات السابقة، ونتمنى أن لا تكون حكومة (ترضيات) فآلام الوطن وأبنائه لم تعد تحتمل القفز عليها من أجل خاطر عيون زيد أو عبيد.

الدكتور علي محمد مجور موصوف بالحزم لدرجة الإصرار كما عرف عنه ممن زاملوه وربما هي صفات مطلوبة في من يتولى الشأن العام وخصوصا شؤون الدول والحكومات، ألم يقل المتنبي يوما:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا

مضر كوضع السيف في موضع الندى

وربما يكون حجم المعاونين والمستشارين الذين تفرضهم جسامة المسؤولية التي تنتظر الرجل عونا كبيرا له ويعتمد الأمر على نوعية وقدرات ومصداقية هؤلاء المستشارين.

بلادنا ينتظرها دور كبير في التعاطي مع مصالح آخرين تحقق من خلاله مصالحها، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر الإقدام الجسور على إصلاحات كبيرة في كثير من جوانب إدارة شؤوننا، وفي المقدمة منها تحقيق الوعود الانتخابية في برنامج رئيس الدولة والخطب الانتخابية وما تبعها التي لم يكن أقلها قيام حكومات محلية بحلول العام 2010م.

بلادنا أصبحت بيئة استثمارية منفرة برغم المزايا التي حباها بها الخالق بدءاً من موقع عدن المتميز وانتهاءً بالتنوع الجغرافي والمناخي البديع الذي ربما لا يوجد مثيل له في معظم أو كل دول الجوار، ولا لزوم لذكر أسباب نفور الاستثمار عن بلادنا فقد أصبحت معروفة لدرجة (الحفظ غيبا) إن صح التعبير.

عزوف الاستثمار هذا خلف أعدادا مهولة من العاطلين بسبب غياب فرص العمل ولا يخفى على أحد الأثر الكبير الذي تخلفه مثل هذه الآفة (البطالة) من اتساع في مساحة الفقر مع ما يتبعها من مساوئ لا حصر لها.

سطوة القانون ليست في مستواها في مقابل (قانون القوة) وهي الخلل الأكبر الذي تعانيه بلادنا مع ما ينتج عنه من ضياع للحقوق وأكل الناس أموالهم بينهم بالباطل ومزاجية في أسعار السلع ومواصفاتها والخدمات المقدمة للناس، فقد قال لي أحد المشتغلين بشئون المال إن مستثمرا أجنبيا قال له: (لا يهم أن يكون هناك فساد أو رشوة المهم هل هناك سطوة للقانون واستقلال للقضاء؟) فقلت له ربما أجانب الصواب إن قلت نعم وربما أظلم القضاة الشرفاءإان قلت لا، فقال: (تلك هي، إذا كان القضاء مستقلا ونزيها فكل العيوب الأخرى تهون وستتحطم على صخرة القضاء النزيه).

الدكتور علي محمد مجور لم يأت من كوكب آخر ولم يأت إلى كرسي رئاسة الحكومة من السماء فقد صعد من بيننا وهو حتما يدرك كل ذلك وكثيراً غيره، فقط نريد أن نصرخ بالصوت العالي ونقول : إن بلادنا بحاجة إلى أكثر من تغيير الوجوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى