«الأيام» تستطلع أوضاع بعض مديريات المناطق الوسطى في إب .. جهود أنصفتها الإيجابيات وإهمال حكت عنه الكلمات

> «الأيام» نبيل مصلح:

>
مبنى المجمع الحكومي بيريم
مبنى المجمع الحكومي بيريم
سرنا في أربع مديريات هي: يريم والرضمة والنادرة والسدة وبدأنا رحلتنا من حيث تنعدم النظافة والمياه ولمدة قد تصل إلى شهر في يريم، ثم توسطناها بالنادرة وتركناها بالسدة لنخرج باستطلاع يرصد واقع تلك المناطق من الناحيتين الإيجابية والسلبية وتحدثنا مع المواطن والمسؤول واعتمدنا على مشاهداتنا لنبدأ الرحلة من المدينة المكونة من أربعة أبواب ونضع بين أيديكم هذه المعلومات على سطور هذه الصفحة.

الجامع التاريخي بجانبه القمامة
في الخط الدائري والخط الرئيسي لمدينة يريم شاهدنا العمل جاريا وهو متزامن مع احتفالات 22 مايو وتم الانتهاء من المبنى الحكومي للمديرية والمكون من طابقين وبتمويل حكومي مع إعادة تأهيل مدخل المدينة بالمظهر والحلة الجديدة، ودلفنا إلى وسط المدينة القديمة بيريم حيث كان الوضع مختلفاً تماماً، فهناك الحالة يرثى لها فالجامع التاريخي بجانبه القمامة وحمام ساخن غير نظيف وشوارع تنتشر فيها القمامة رغم وجود الصناديق الخاصة بها، والكلاب الضالة تجوب المكان، ومستشفى (يحصب) لا يستطيع أن يقدم الخدمات بالشكل المطلوب.

< سكان المنطقة لم يعجبهم هذا الوضع يقول الأخ عبدالملك الرحبي: «في مدينتنا لا توجد نظافة ولا مياه، وتصل من قبل المشروع كل شهر وسعر الوايت يصل إلى 1500 ريال، والمجاري تطفح في أكثر من مكان وأنتم بالتأكيد تشاهدون هذا، أما المستشفى في المدينة فلا يقدم شيئا.

< انتقلنا إلى مدير عام المديرية الأخ خالد أحمد الشيبة، حيث قال: «لم تنفذ بعض المشاريع باستثناء الخط الدائري، والخطة أيضاً إعادة تأهيل مدخل يريم ورصف الشوارع، وكل هذا تم اعتماده بمبلغ 722 مليون ريال، كما تم الانتهاء من بناء المجمع الحكومي للمديرية، وضمن الخطة بناء خمسة مراكز صحية». وقد اعترف المدير بأن النظافة غائبة والشارع العام لم يبدأ العمل فيه، والمستشفى فعلاً في وضع يرثى له وهناك دراسة لإيجاد اعتماد من أجل ترميم المستشفى ورفع مستوى الخدمات فيه.

< الأخ حسان القحطاني، الآمين العام، قاطع المدير العام قائلاً: «هناك تأخر كبير في سفلتة الشوارع، والنظافة غائبة فعلاً».

< الأخ محمد العمري، مدير عام التربية بالمديرية قال: «لدينا 1810 عمال في القطاع التربوي في المديرية، ورغم ذلك هناك عجز في معلمي المواد العلمية، وتتم توسعة وبناء بعض المدارس مثل مدرسة الثورة ومعين الوسطى والأمل وشحطرة.

براميل القمامة تملأ شوارع المدينة
براميل القمامة تملأ شوارع المدينة
المحافظة بخلت بعشرة ملايين ريال
< أما مدير صندوق النظافة الأخ عبدالرحيم أحمد العقاب فقال: «هناك تدهور في النظافة ولكن السبب هو المواطن الذي لم يصل إلى الوعي الكامل، وفوق هذا أقول لك إن المبالغ المالية المعتمدة قليلة، فقد يصل دعم المحافظة للصندوق مليون وثمانمائة ألف ريال ولدينا 40 عاملا للنظافة و20 سائقا ومراقبا، والحمد لله رغم أن العمل بدأ متأخراً حققنا الكثير بعد أن كنا لا شيء، واليابان قدمت خمس آليات ( قلابات) عبر الجمعية الخيرية ونشكرهم على ذلك».

وأضاف أن «معظم الشوارع غير مسفلتة ونحن نعمل في حدود الإمكانيات المتاحة لنا وبالنسبة للغرافة فلم نتسلّمها وهي معطلة ويحتاج إصلاحها إلى 400 ألف وظروفنا لا تسمح، وهناك مقلب في المدينة تم حرقه».

- لماذا لا يوضع خارج المدينة؟

- وضعه في وسط المدينة يسبب الكثير من الأمراض، وقد قدمنا دراسة للصندوق الاجتماعي للتنمية فوافق عليها، وتصل تكلفتها إلى 80 مليون ريال من أجل إخراجه من المدينة ونقله إلى أرضية مناسبة، وهي متوفرة، ولكن المحافظة بخلت في دفع عشرة ملايين ريال لأصحاب الأرض.. ومشاكل الصندوق كثيرة، والتعاون غائب من قيادة المديرية.

< حولنا مسارنا ناحية مديرية الرضمة، وهي مدينة صغيرة وجبلية وقد أفاد الأخ صالح حيدر، مدير عام المديرية بقوله «إن العمل جار على قدم وساق في مختلف المشاريع، وتم إنشاء سوق جديد في المدينة، والعمل جار من أجل ربط شبكة الكهرباء مع الشبكة العامة ونحن نعمل على إصلاح أوضاع المكاتب الحكومية المختلفة، وتم سحب الثقة عن ثلاثة مديرين، ووجهنا لفت نظر للقطاع الصحي وأنذرناهم.

وهناك اهتمام بالشباب والرياضة، ومشكلة الأرضية الخاصة بمحطة كهرباء سوف يتم فيها التعويض ولكن بعد الانتهاء وحل الخلاف حول الأرض ومعرفة صاحب الأرض الحقيقي، والحمد لله المديرية دخلت ضمن المشاريع الاستثنائية للوحدة اليمنية ومشاركة المديرية كبيرة في هذا الصدد».

أحد أبواب مدينة يريم التاريخية
أحد أبواب مدينة يريم التاريخية
بعد ذلك مررنا بخط كتاب - السدة -النادرة، وهذا الخط مسفلت منذ سنوات ولكن تنتشر الحفر في معظمه، وقيل لنا إن العمل سيبدأ فيه قريبا لإعادة تأهيله من جديد.

< الزيارة الثالثة كانت لمديرية النادرة حيث وجدنا الأخت نجيبة المعمري، الأمين العام لمحلي المديرية حيث قالت: «العمل جار في الخط الدائري بطول 3 كيلو و24 مترا بتكلفة 240 مليون ريال، وكذا العمل في رصف المدينة، وهناك مشروع متكامل لمياه الريف من بئر وخزانات ومواسير وغيرها.

وفي مجال الحواجز هناك حاجز ماء متكامل هو حاجز مرخاء، ووصلت نسبة إنجاز المشاريع إلى 40%، أما في القطاع الصحي فليس هناك أي اهتمام به، وللأسف لم تحظ المديرية بأي مشروع ضمن الخطة الاستثنائية، وعملية صيانة طريق كتاب - السدة - النادرة اعتمد العمل فيه وسوف يبدأ قريباً، ويتم الإشراف عبر أعضاء المجلس المحلي في المديرية». أما حول مشكلة الخلاف بين بني فاضل والحالمي فقالت «تم السيطرة عليه في وقته عبر إرسال 12 طقما من قبل المحافظة وهدأ الخلاف، وتم أخذ عدد من الأشخاص من الطرفين من أجل حل المسألة وتم سحب الأطقم.

منظر يشوه جمال مدينة يريم
منظر يشوه جمال مدينة يريم
تدفق السيل وجرف معدات المقاول
< أما في كلية التربية بالنادرة فقد قال لنا د. محمد الجوفي، عميد الكلية إن التوسعة شملت المدرجات والمبنى الملحق والمكتبة وغيرها وفعلاً شاهدنا تلك النقلة في الكلية والمباني الجديدة فيها.

والعمل الجاري في بناء جسر السدة إلى المدينة وكذا جسر السدة- النادرة ليرتاح المواطن وخاصة أثناء السيول لأنه عند قدوم السيول تحرم أي شخص أن يسافر من السدة إلى النادرة، وهطلت أمطار أثناء تواجدنا فتدفق السيل وجرف معدات المقاول للجسر وظللنا محاصرين بين السدة والنادرة حتى وقت متأخر من الليل.

السدة أفضل حالاً من المديريات الثلاث
أما مديرية السدة فقد وجدنا فعلاً أنها أفضل حالاً من المديريات الثلاث الأخرى من حيث المشاريع الخدمية والطرقات، وفيها مستشفى جيد يقدم الخدمات للمرضى ويضم مبنى إضافياً والنظافة فيه جيدة. وقيل لنا إن مديرية السدة فيها عدد كبير من الوزراء والمسؤولين في المحافظات الأخرى.

تحدث إلينا الأخ نبيل العواضي، مدير عام المديرية قائلاً: «هناك مشاريع قيد التنفيذ بمبلغ ملياري ريال إلى جانب المشاريع الاستثنائية وتتمثل في رصف الشوارع وسفلتة طرق فرعية وجسور وإنشاء مبنى المعهد المهني بتكلفة 600 مليون ريال». وأشار إلى أن هناك اهتماما بمعالم السياحة عبر الصيانة لاستقبال الزائرين «وأيضاً يتم مسح شلالات وبناء استراحات سياحية في ظفار السدة والترويج للسياحة هدف للجميع، ولدينا 40 موقعا أثريا وسياحيا بالسدة، والمجلس المحلي يعمل ليلاً ونهاراً من أجل نجاح الخطة المرسومة له، ولا يوجد خلافات ونسبة ما تم إنجازه من المشاريع حتى الآن هو60%».

< أما الأخ د. نبيل سلمي مدير مستشفى السدة فقال: «المستشفى يقدم خدمة لثلاث مديريات هي السدة والنادرة والشعب وبعض عزل دمت، والكادر فيه ممتاز سواء الأجنبي أم المحلي وكل الأقسام فيه تعمل والمناوبات باستمرار».

العمل جار في الطريق الدائري لمدينة الرضمة
العمل جار في الطريق الدائري لمدينة الرضمة
اهتمام .. وإهمال
خلاصة القول ومما شاهدناه في المديريات الثلاث أنها تتمتع بمواقع سياحية وأثرية خلابة منذ القدم، وبعض المواقع لاقت الاهتمام والصيانة، والبعض الآخر أهمل. وحتى لا يقال إننا ننقل الجانب السلبي .

وننظر بنظارات سوداء نقول إن هناك فعلاً نقلة نوعية في المشاريع وغيرها، وهناك تقصير في الجوانب الأخرى، ولكن المستقبل مبشر بالخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى