أوضاع الحدائق وملاعب الأطفال والمتنفسات في المنصورة .. استحداث دائم للبناءواستقطاع غير مبرر ومتنفسات يجب أن تعود

> «الأيام» كفى الهاشلي- فهد قائد غالب:

>
حمامات مؤجرة في حديقة المنصورة
حمامات مؤجرة في حديقة المنصورة
برغم ما تزخر به عدن من سواحل جميلة كمتنفس أول لسكانها إلا أنها مساحات على سطح الماء خلقها المولى ولم تسعَ أيادي البشر لعمل مثلها أو حتى منافس لها في حده الأدنى، وعلى الرغم من أن المساحات الرملية هي المجال المفتوح لذلك وخاصة عندما تعزز هذه الأمور تعليمات وقرارت من جهات الاختصاص، فإن العجيب أن يتحول القرار إلى حبر على ورق أو يرمى به عرض الحائط وتتحول الحدائق والملاعب وساحات التشجير إلى مواقع مهجورة أو غير مشجرة أو مهملة كلياً أو مستقطعة جزئياً ولنا في المنصورة مثال.. فمساحة تزيد عن 51479 كم2 مخصصة للحدائق والملاعب ومساحات التشجير طالها العبث والاستحداث والاستقطاع ودون وجه حق.

«الأيام» نزلت لترصد هذه الوقائع وتضعها على سطور هذه الصفحة بالصورة والكلمة والرقم.

اثنا عشر ملعبا وست حدائق واثنتا عشرة مساحة تشجير اختلفت في المساحة والمكان لكنها توحدت في الواقع المرفوض.

مسيرتنا كانت في المنصورة، بدأناها من حديقة الأسرة الواقعة على يمين الطريق الرئيسي للمنصورة بجانب مجمع المنصورة وبوحدة جوار61C4 وبمساحة 5406 م2 فماذا تحوي بين جنباتها؟

مناظر تبعث على الأسى والحزن، أبواب صُفّدت بالسلاسل، وكثبان تحضن صنوف الشجر، وصارت الحديقة مكانا مهجورا تقصده الحشرات والطيور، و تحول اسمها من الأسرة إلى الكربة!

حديقة الأسرة وتبدو بحالة مزرية ودون عناية
حديقة الأسرة وتبدو بحالة مزرية ودون عناية
أشجار مستأصلة، وأعمدة نور محطمة، وفي الجانب المقابل لها على الناحية الشمالية تقف حديقة المنصورة.. متنفسان تقابلا ليحكي كل منهما للآخر بلغة الإشارة ما يعانيه من عبث، وقرب باب الحديقة أو حتى وأنت على بعد خمسة أو سبعة أمتار تسمع طرقات العمال في أطراف الحديقة، ماذا يعملون يا ترى؟ كانوا يضعون الطوب بعضه فوق بعض ليتجسد بعد عدة شهور مبنى على جانب الحديقة الأيسر، يقال إنه سيكون مطعما وعلى ناحيتها المواجهة لمحطة الرويشان تقع حمامات مؤجرة لشخص ما.

وتحولت الحديقة إلى سلعة، هذا يقبل عليها وذاك يعدل فيها مع أنها متنفس بدرجة أولى.

دخلناها وطفنا في زواياها المختلفة قبل أن يتم منعنا من الدخول، ووجدنا هياكل الألعاب المحطمة والكراسي المكسرة وأعمدة النور المائلة، والصورة تبين كذلك الطوب والرمل والحجر في أرجاء الحديقة، ولم يبق مكان إلا وفيه خدش وجرح، وما بقي من حشيشها الأخضر إلا بمقدار ثلث مساحة الحديقة المقدرة بـ 8335م2 وعلمنا أن المستثمر سيقوم بجلب الألعاب من الصين العام القادم وأن البلدية أوقفت العمل أكثر من مرة داخل الحديقة.

إحدى الألعاب وتبدو مهملة
إحدى الألعاب وتبدو مهملة
مديرية المنصورة وتقاريرها
مكتب مديرية المنصورة في المحافظة وضع تقريرا حول ما يجري لهذه الحديقة ورفعه للأمين العام للمجلس المحلي وبلور فيه الوضع كالتالي:

الحديقة سلمت لاتحاد نساء اليمن وأُجرت للأخ محمد حسين محمد ومساحتها 5406م2 ولا توجد معلومات لدى مكتب مديرية المنصورة مع أن الاتفاقية كانت في 16/7/1990م وتم تجديدها في عام 1996م لمدة خمس سنوات أخرى للمؤجر من قبل اتحاد نساء اليمن.

ورفع تقرير مكتب المديرية ملاحظاته بأن الحديقة بحاجة لإعادة النظر في تبعيتها وإعادة حق تأجيرها والإشراف عليها لمكتب الأشغال أو الصندوق وإيقاف الاستحداث الدائم الذي يتم بداخلها دون ترخيص، حيث بنى المستأجر كثيرا من المنشآت داخلها وفتح محلين تجاريين ناهيك عن استئصال وقطع كافة الأشجار التي كانت داخل الحديقة وفتح أبواب على السور الشرقي وفتح باب لغرفة على السور الشمالي، وسبق أن كانت هناك متابعات للمستأجر وتقديم لدراسة متكاملة لتغيير صيغة الحديقة ولكن لم يتم العمل بها.

مساحة تشجير مهملة
مساحة تشجير مهملة
هذا التقرير رفع بخصوص حديقة الأسرة، أما حديقة المنصورة فلا تبعد كثيرا عن حال حديقة الأسرة، فالألم واحد وإن كان من اختلاف فهو بالحجم فقط، فمساحة حديقة المنصورة 8335م2 ومؤجرة للأخ فيصل محمد سعيد وكان إيجارها يعادل 20 ريالا للمتر المربع وكانت الاتفاقية في العاشر من مارس 1994م ولمدة عشر سنوات والاتفاقية تجددت من قبل صندوق النظافة ولاتوجد للمكتب أي فائدة، ورفع التقرير ملاحظاته عن الحديقة بأنها تحتضن منشآت من قبل المستأجر وبها حمامات مؤجرة لشخص آخر. مساحات التشجير

على الرغم أن عددها محدود ومساحتها محدودة إلا أن ذلك لم يمنعها أو يحميها من الأذى، والحق يقال إن هناك جهدا من قيادة المحافظة للاهتمام بالمتنفسات والحدائق ونظافة عدن لكن ما بين أيدينا من معلومات هي الأخرى رسالة يجب أن توجه لمصلحة عدن وأبناء المنصورة تحديداً، فإذا عرجنا على مساحات التشجير سنجد أن المساحة الواقعة في كابوتا حاشد الغربية غرب خط الأربعين تقدر بـ300م2 .

ولكن ما هو مشجر فعلاً صفر، ويتقدم الأمر قليلاً في مساحة تقدر بـ 450م2 في خط الأربعين خلف سور الكهرباء حسب شهادة استلام الموقع المصروفة باسم مكتب الأشغال العامة مديرية المنصورة والمساحة المشجرة هي 324م2 فقط مثلها مثل خط البريقة.

وظلت مساحة التشجير في بلوك 89 السنافرهي الاستفهام الثاني فعليها مبنى لشخص غير معروف ومازالت تحتاج لإعادة النظر من قبل القسم الفني ليتم التأكد من وضعها.

جانب من احدى الحدائق
جانب من احدى الحدائق
وواحدة من هذه المساحات الواقعة في بلوك 85 السنافر تفردت بمظالم، منها مولد الكهرباء، وما بقي منها ظل عبارة عن (خردة).

وبموازاة خط التسعين من تقاطع الشارع الجديد خلف السجن غرباً مع خط التسعين وحتى جولة السماوي مازالت أراض بيضاء حسب وحدة الجوار والطريق المؤدي من عدن تعز إلى شارع الكثيري عبارة عن مثلث بداخله كونتينر(حاوية) وشبك حديدي بحاجة إلى رفع.

وليست المولدات أو الطوب أو حتى بقاء الإهمال سيداً للموقف هي المساوئ الوحيدة لكن الأمر تعدى ذلك كله ليصبح الخصم والحكم طرفاً في الوضع.

فها هي شرطة القاهرة تتربع على مساحة تشجير محددة في وحدة جوار بلوك 84 لتصبح زعيمة الاستقطاع في أحد المتنفسات.

هذه هي أوضاع حدائق وملاعب ومساحات التشجير في المنصورة.. معالم انتابها الكثير من الأسى ورسمت عليها ألوان مختلفة من الحزن ومع هذه الأوضاع كان لزاماً علينا التوجه إلى جهات الاختصاص لنحاول الخروج بحلول سنقدمها في حلقتنا القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى