إلى وزير التعليم العالي: المشكلة والاقتراح

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
قرأنا في عدة صحف على رأسها «الأيام» الغراء أحاديث لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور صالح باصرة يؤكد فيه دوائر السلبيات في الوزارة، خاصة في مجال البعثات الخارجية، وقرأنا شكاوى واستغاثات الآلاف من الطلاب الناجحين الذين لم يحظوا بأي منحة خارجية، وحتى اليوم بعد حريق أرشيف البعثات في مبنى الوزارة نفسها لم نسمع عن مساءلة على «الأخطاء» التي اكتشفت ولا محاسبة من خلال القنوات الشرعية والقانونية. «فقط» وجود أ.د باصرة بسمعته الطيبة وتفانيه بعمله هو الشيء الوحيد الذي يعكس التفاؤل والاطمئنان في قلوب الطلاب وأسرهم.. لكن هذا التفاؤل قد لا يكفي، وقد يغري أصحاب الهوى والنوايا السيئة بالتوسع في أفعالهم «الفردية أو المنظمة» التي يجنون من ورائها ما ليس لهم بحق. ويحق لنا بل يجب علينا ونحن نعرف الوضع وأبصر بأدق ملامحه بعد الذي جرى أن نعطي اقتراحاتنا لتكون بمثابة «كشاف» أو «جرس إنذار» يبدد طمأنينة العابثين بمستقبل الأجيال.

ولسنا بحاجة إلى القول إن الفساد سيتواصل وسيظل يشوه صورة الأوفياء لبناء هذا الوطن من أمثال أ.د. باصرة.. طالما والمجتمع إلى جانب المجاهدين لاجتثاث الفساد، وترديد أن الحالات السلبية التي تناولتها أقلام مختلفة الاتجاهات - رسمية وغير رسمية- لا تزال دون المستوى الذي يلفت نظر الحكومة بكامل أجهزتها ووزاراتها ويستوجب تحركها إلى جانب الخيرين داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. وهناك اعتقاد آخر يستشري منه الفساد مرده مكاتب الوزارة التي لا ترصد كل الأحداث والتحايلات ولا تحيط الوزير علماً بكل ما يجري، ومع الأسف أن كل ما حدث داخل أروقة و«أزقة» البعثات رغم خطورته أيضاً لا يزال دون إدراك معنى «التمريرات» الخاطئة التي تستدعى اليقظة والمحاسبة حتى أصبح التمسك بحقوق الطلاب موجباً للازدراء والتجاهل، وإلا فبمَ نفسر بقاء المسؤولين مضيعي الأمانة والحقوق في قيادة عمل يعد من أخطر الأعمال في حياة الأمة؟ وبم نفسر تنحية الأمناء الذين يؤدون واجبهم بكل إخلاص ووفاء؟ لا تفسير لدينا - وقد أعيتنا التفاسير- إلا أن الجهلاء ينقادون للسطو غير مبالين بحياة هذه الأمة، وهم يدركون أنهم سيكرمون في نهاية المطاف مهما بلغ قبح أعمالهم، وسيحاسب من يبدي استنكاره لهذا القبح!

سيادة الوزير.. نخاف أن تنمو الحالات السيئة وتترعرع في هيئة جديدة وتنشر أفعالها الخبيثة التي سرعان ما تلتحم مع الخير، وساعتئذ سيصبح عسيراً على الطلاب «طلاب البعثات وغيرهم» البحث عن حقهم حتى من خلال سيادتكم.

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي -سيادة الوزير- تمر بأحرج مرحلة في تاريخها، وقدركم أن تكون فترة مسؤوليتكم عنها جزءا من هذه المرحلة، ونحن لا نطالبكم بما ليس في وسعكم، ولكن نستغيث بكم أن تنقذوا أصحاب النسب العالية من الطلاب وهذا ما خوله لكم القانون من صلاحيات، وإذا استغاث بكم الطلاب فإن تدخلكم السريع يكون له ما يبرره، بل هو ضروري لحماية العلم والمتعلمين والمحافظة عليهم والرفع من شأنهم، خاصة وأن هناك من يتطفل على المتفوقين من الطلاب، وبمزيد من الإيضاح نقول إن الدولة اضطلعت بمهمة إعداد الكوادر العلمية اللازمة للبلد فخصصت ميزانية ضخمة للبعثات الخارجية والمهمات العلمية التي يكون لها مردود اقتصادي واجتماعي لا يغيب عن كل ذي فطنة، ومن يطالع «الأساليب» الخاطئة التي تمارس في «أيام الابتعاث» يفجعه المدى الذي بلغه إهدار حقوق الطلاب المتفوقين علمياً، ويفجعه أكثر الصمت المدهش عن ذلك الذي يجري.

وأريد أن أقول إن فكرة إصلاح الإدارات والوزارات هي في نظر بعض المخلصين للإصلاح مثل طائر العنقاء، أو كما يقال بالأمثال الشعبية (لبن العصفور يذكر ولا يشاف) ولكن إذا وجد «أمين» واحد من أمثال أ.دصالح علي باصرة حتماً ستختفي من الوجود الأشياء السيئة التي تراكمت داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وينشق الطريق إلى عالم جديد لن يبدأ إلا بالعلماء والمتعلمين، وعندما يتمكن الطالب المتفوق في دراسته من الحصول على حقه الطبيعي دون عناء أو (واسطة) فلن يكون أمامه أن يسأل أصدقاءه أو أقرباءه السؤال التقليدي المعروف «هل تعرف أحداً في وزارة التعليم العالي..؟».

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى