رقابة الجودة ..الضمير (الغائب الحاضر) !!

> عامر علي سلام:

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
كل مجال من مجالات الحياة له أنظمته وحساباته الدقيقة التي تضبط توازناته وتداخلاته وتقاطعاته وكل اتجاهاته .. لأن الحياة نظام ومعادلات موزونة ومقدرة تؤمن حركة سيرها وتضمن توازناتها، وكما هو الكون والأجرام السماوية لها أفلاكها ونظام وقوانين تسيرها ... فإن جسم الإنسان، المستهلك لكل شيء في حياته له نظام غذائي ويحتاج إلى مقادير معينة وموزونة في كل شيء .

ربما من هنا تأتي وظيفة جهاز المواصفات والمقاييس ورقابة الجودة أن يحافظ على دقة مقادير كل تركيبة وثبات مواصفات كل سلعة .. بل وتعميم مقاييس صائبة وصحيحة على كل منتج استهلاكي .. فهو(الضمير) الذي لابد له أن يكون (حاضراً) لحماية المستهلك .. في مجالات يتعامل فيها مع أرواح بشر واستخداماتهم اليومية (الغذاء، الماء، الدواء...الخ) وفي كل شيء منتج ومستهلك .. لأن أي تقصير أو تهاون (للضمير الغائب) يعني تهاوناً واستهانة بحياة الناس وبالتالي فقدان (من يحمي المستهلك) وفقدان (ثقتهم بمن يثقون به) في زمن كثرت فيه أمراضنا ..أورامنا .. سرطاناتنا (التي أصبحت تتكاثر فينا حالاتها أكثر من تكاثر سرطانات البحر في سواحلنا)..! وأصبح زماننا يعج بمن لا يهمهم سوى الربح والمتاجرة بأي شيء ..حتى بأرواح الناس !! .. الأمر الذي يستدعي تكاتفنا جميعاً للوقاية .. ولحماية أنفسنا نحن المستهلكين لكل شيء ..بأن نفحص كل شيء .. وندقق في جودة كل شيء ينتج في اليمن أو حتى يأتينا من دول مجاورة .. وكما يقول المثل (ما كل ما يلمع ذهباً).

وعلى ذكر الذهب ..حتى المجوهرات وعلى رأسها الذهب والفضة لها معايير وهي أيضاً تحدد ثمنها وجودتها!! والناس معادن .. منهم التاجر المزيف(سارق المهنة) ومنهم التاجر الشريف الذي يمقت (الغش).. ويخاف الله ولا يبيع أي شيء فاسد.. وليست السلع وحدها التي يمكننا أن نصنفها إلى أصناف ومراتب جودة .. بل حتى جمهور المتعاملين معها، هم أيضاً أصناف ومراتب.. وفيهم الجيد وفيهم الفاسد الذي يحتاج لرقابة جودة !! (مع أنهم لو راقبوا الجودة في عملهم لربحت تجارتهم)..لأن الله تعالى يبارك (في رزق من يتقن عمله).

أخيراً ..علينا أن نراقب جودة كل ما نستهلكه .. أم أن حياتنا قد فسدت .. وفسدت فيها جودة أي شيء ؟! .. غير أن الله من قبل ومن بعد هو الرقيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى