الوزير هلال: قانون جديد للسلطة المحلية يعطي الموازنات المحلية استقلالية تامة

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدره :

> أجرت «الأيام» أول حوار مع وزير الإدارة المحلية الجديد الأستاذ عبدالقادر هلال استشف منه الحنين والشوق لمحافظة حضرموت ولمواطنيها واتضحت لنا الرؤى والخطط التي يحملها الوزير عبدالقادر علي هلال للإدارة المحلية فقال:

«أولا أشكر شكراً جزيلا لصحيفة «الأيام» وهذا هو أول تصريح لي رسمي افتتحه معاكم ، وهذا اعتزاز وفخر بالنسبة لي أن احيي من خلال اول تصريح رسمي لي كل احبائي في حضرموت التي قضيت فيها ست سنوات واعتبرها سنوات تعلمت فيها الكثير وحضرموت مدرسة بحق ومدرسة شاملة وانتهز الفرصة ايضا لأطلب السماح من الجميع سواء في اجهزة السلطة المحلية والقضائية والامنية ومن كافة المواطنين فطبيعة الانسان مقصر وربما احيانا قسوت على البعض ولكن بحكم ظروف العمل.

والحقيقة ما من شك اننا امام مرحلة جديدة وهذه المرحلة وردت في توجيهات فخامة الرئيس وملامحها اتضحت من خلال الاستجابة السريعة في كلمة دولة رئيس الوزراء وهذه المرحلة هي ترجمة تفصيلية لبرنامج تفصيلي لما ورد في البرنامج الشامل الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية وسنركز نحن في الإدارة المحلية على الترجمة الحقيقية والفورية للصلاحيات المطلقة للمجالس المحلية في المحافظات والمديريات ولدينا اجراءات عاجلة يجب ان نفعلها في الحكومة لتمكين المحافظات من موازناتها لتحقيق بعض الخدمات التي تعرقل في المركز ونقلها للمحافظات ومن ثم للمديريات ونحن نعكف الآن على إعداد استراتيجية وطنية للنهوض بالاصلاح الشامل لقطاع السلطة المحلية برؤى تستوعب التوجيهات السياسية في قانون جديد من شأنه ان ينقل المجالس المحلية نقلة نوعية وستستمعون الجديد لاننا سنلجأ إلى منظمات المجتمع المدني والجامعات اليمنية والى الباحثين للتوصل الى نظام للسلطة المحلية الذي ليس بالامر السهل ولا يمكن ان يتمحور في غرفة مغلقة وسنعرض على جميع الشرائع والجهات المختصة والمتابعة ابتداء بانتخاب المحافظين مرورا بإعطاء الموازنات المحلية استقلالية تامة وتكوين مجالس تنفيذية تتبع المجلس المحلي ولا تتبع الوزارات، ولدينا العديد من الطموحات والآمال التي بإذن الله ستتحول الى واقع عملي مدروس وبخطط وبرامج تفصيلية».

< ما هي أهم التصورات وأولويات عملكم الجديد وكيف ستنفذ؟

- (مبتسما) بالرغم من انني ابن هذه المؤسسة الادارية وتدرجت في اعمالها على مدى ما يقارب 22 عاما ومكثت طوال حياتي الوظيفية جزءا منها ومرتبطا بها ولله الحمد على التوفيق الا ان الحديث المبكر عن اي تصورات واولويات وخطط عملية في الوزارة تعد عصب التواصل المباشر بين المواطن والحكومة من خلال المجالس المحلية كما يقع على عاتقها مهام تنفيذ التنمية المحلية وتنفيذ استراتيجية تطور ونماء نظام السلطة المحلية من اصغر وحدة ادارية الى اكبر وحدة ادارية فيها. وفي ظل التجربة الوليدة للحكم المحلي للمجالس المحلية وافرازتها الواسعة مع طبيعة الاداء مع الناس وضرورة العمل على تطويرها ومواكبتها كل ذلك يجعل الاولوية تتجه نحو مزيد من معرفة الوظائف التفصيلية للوزارة والمهام المتعددة والمتداخلة التي تقوم بها والاشواط التي قطعتها تنفيذا لدستور دولة الوحدة في ظل الكادر الحالي وخطط الوزارة المنبثقة من خطة الحكومة واستيعاب ذلك عن قرب بملامسة الواقع بعيدا عن الرؤيا النظرية مهما كانت والمضي قدما نحو ترسيخ دولة المؤسسات وسيادة النظام والقانون والمشاركة الشعبية الواسعة ليكون من حق المواطنين الادلاء بآرائهم وتقييم مسؤولياتهم ومساءلتهم كما ان الرؤيا تكتسب أهميتها كونها من برنامج فخامة الرئيس الذي حاز بموجبه على ثقة الشعب وتطوير نظام السلطة المحلية إخذ حيزا كبيرا من ذلك البرنامج.

< هل أنتم راضون عما حققتموه في حضرموت كمحافظ؟

- مع احترامي أنا أكرر دائما أنه لا تختزل استراتيجية الدولة وخطط الحكومة وجهد المؤسسات والأفراد والمجتمع في شخص أو فرد خاصة وأننا نعمل في إطار مؤسسي.

فأنا كنت ضمن الهيئة الإدارية والمجلس المحلي والمكتب التنفيذي بالساحل والوادي وكنا جميعا ننفذ استراتيجية وخطط وبرامج حكومات متعاقبة وفكر دولة يتمخض عنه إسناد سياسي ودعم لا محدود من فخامة الأخ الرئيس، وهنا أؤكد أن شرائح المجتمع المختلفة حلقة مهمة في أي شيء تحقق وما تحقق كان في إطار خطط المجلس المحلي والخطة الخمسية ونترك التقييم الإعلامي لإيضاح ما تحقق ونحن نعمل ونحن نعمل ونحمد الله ونشكره على عونه وتوفيقه ونلتمس السماح والعذر فيما قصرنا به وقناعتي بأني حاولت وبذلت ما في استطاعتي.

< لاحظنا في كلمتك نبرة شجن وحنين، ماذا تقولون لأهل حضرموت؟

- أقولها وبصدق إن قاعدتي أن أتعصب للمناطق التي عملت فيها وما يقوله الإنسان لأهله وإخوانه ووطنه، لقد وصلت إلى هذه المحافظة وأنا أحمل هماً كبيراً وطموحات أكبر وتخوفات لا حدود لها وكنت أتصور أن تحقيق كل ما أطمح إليه ترجمة للثقة الكبيرة من القيادة السياسية وأمل أبناء المحافظة دونه صعود الجبال الرواسي والمصاعب الكبيرة، لكن ما إن وطأت قدماي أرضها الطيبة كمحافظ حتى غمرتني مجموعة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار، ورأيت فيها من اللحظة الأولى أنها عمق اليمن وجزء مهم من تاريخ اليمن الموغل في القدم وعنصر أهم في حاضره، ووجدتها أيضا تعبر عن عمق الثقافة وروح الأصالة وعلاقة المدنية المتحضرة وصمام وحدة اليمن وعروتها الوثقى واحتلت مكانة خاصة لدى (أبو أحمد) رعاه الله.

ومن هذه الأرضية عملت وعمل معي كل أبناء المحافظة وبلا استثناء في الداخل والخارج وكلما كان يمر يوم كنت أجد نفسي أقرب إلى هذا المجتمع الذي يحب التواضع ويعشقه ويعبر عن المدنية والأصالة في أرقى صورها، ولقد وجدت في عيون الناس من أول لحظة المحبة الصادقة التي صاحبتها الدهشة البريئة والتساؤلات الهادئة والمنكسرة عن الغد القادم.

أقول لهذه المحافظة وكل من يعيش فوق ثراها إنها أسرت جبي وجوارحي وسلبت مني أحاسيسي وضمتني إلى صدرها الواسع الوطني وكأنها الأرض التي ولدت فيها والتي على ترتبتها سوف أموت، لقد دفعتني المحافظة لتكون همي ومستقبل تفكيري ومحط طموحاتي ومهبط حركتي وعملي، كان جميع أهلها أسرتي التي أعيش معها أوقاتي ولا يشغلني عنها أي شاغل حتى ظن البعض بأني قد بالغت في حبها.

< ما هي كلمتكم لمحافظ حضرموت الجديد؟

- هذا أخ عزيز وزميل سابق، عرف حضرموت عندما كان وكيلا لها في الوادي ولا شك أن لديه من القدرة والفطنة ما يجعله قادراً على معرفة خصوصيات مجتمع هذه المحافظة المدنية والثقافية والحضرية.

وأنا على ثقة من أن كل أهلي وأحبائي في هذه المحافظة سيضعون أيديهم في يديه لبناء هذه المحافظة والسير بها قدما نحو آفاق جديدة لبناء اليمن وأن يجعلوا من حضرموت صورة لليمن المشرق، كما نحن نرى أن الشمس تشرق من حضرموت، كما أنني على ثقة من أنه على مستوى اختيار القيادة السياسية وآمال وتطلعات أبناء المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى