> مقديشو «الأيام» سهل عبدالله :
وجاء في تقرير اللجنة الذي حصلت رويترز على نسخة منه أمس الثلاثاء أن الاشتباكات بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة وميليشيا قبلية ومتمردين من جهة أخرى أسفرت عن إصابة أكثر من 4300 شخص.
ودفعت المعارك التي دارت رحاها بين 29 مارس آذار الماضي وأول أبريل نيسان الجاري 1.4 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم في العاصمة الصومالية التي يسكنها 2.4 مليون نسمة.
وكان تقرير أعدته جماعة محلية لحقوق الإنسان في وقت سابق قد ذكر أن عدد القتلى 381 مدنيا فيما وصفه عمال الإغاثة بأنه أسوأ قتال في مقديشو منذ أكثر من 15 عاما.
واندلع القتال عندما بدأت قوات الحكومة الصومالية وحلفاؤها الإثيوبيون حملة لنزع السلاح تطورت إلى هجوم لاستئصال شأفة المتمردين قبل مؤتمر للمصالحة الوطنية من المقرر عقده في 16 أبريل الجاري.
وذكر العقيد حسن حسين سياياد عضو اللجنة التي تضم مسؤولين أمنيين ونشطاء من المجتمع المدني أنه تم انتشال 88 جثة من منطقة مساحتها كيلومتر مربع تمثل جزءا بسيطا من ساحة المعركة.
وقال لرويترز "هذا تقدير تقريبي والعدد سيرتفع إلى أعلى من ذلك بكثير لأننا لم نخرج إلى خارج الطرق الرئيسية.. الجثث ما زالت هناك وستستغرق عملية جمعها كلها أسابيع."
ويقول سكان إن المتمردين عبارة عن مقاتلين إسلاميين وميليشيا من قبيلة الهوية القوية التي تعارض وجود ما يقولون إنهم غزاة إثيوبيون ويرفضون الحكومة التي يعتبرونها خاضعة لسيطرة قبيلة الدارود التي ينتمي إليها الرئيس عبدالله يوسف.
وتراجعت حدة القتال بعد التوصل إلى هدنة عبر مفاوضات بين شيوخ الهوية والقوات الصومالية الإثيوبية,وقال مسؤولون إن من المقرر إجراء مزيد من المحادثات لمناقشة تمديد وقف إطلاق النار.
لكن مراسلا لرويترز قاد سيارته عبر شوارع مقديشو المليئة بالأنقاض يقول إن مقاتلي الهوية والإسلاميين حفروا خنادق عميقة بامتداد الطرق الرئيسية وعبرها.
ويقول شهود في بيدوا معقل الحكومة إن تعزيزات إثيوبية هبطت في البلدة الواقعة وسط جنوب البلاد.
وما زال السكان يفرون من مقديشو حيث شهدت أسعار الطعام والوقود ارتفاعا كبيرا. وأصبح ثمن كيلو السكر الآن 16 ألف شلن وهو ما يعادل نحو ثلاثة أمثاله تقريبا قبل اندلاع موجة القتال الأخيرة بينما تضاعف سعر لتر البنزين.
ويقول دبلوماسيون إن الفرصة الوحيدة أمام الحكومة لكسب الشرعية التي تحتاجها لقيادة البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي تتمثل في مؤتمر المصالحة الوطنية. لكن كثيرين يتوقعون تأجيل الاجتماع.
وحثت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية الحكومة الصومالية يوم السبت الماضي على إتاحة الفرصة لكل الصوماليين الذين ينبذون العنف والتطرف للانخراط في العملية السياسية,ويخشى دبلوماسيون أن يؤدي تطور الأزمة إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة بأكملها.
واتهمت فريزر إريتريا بالعمل على زعزعة استقرار الصومال كوسيلة لإلحاق الضرر بعدوها اللدود إثيوبيا. ونفت إريتريا التي أجرت محادثات مع زعيم سابق للإسلاميين فر من الصومال تلك الادعاءات في بيان أمس الثلاثاء.
وقالت إثيوبيا إنها تحتجز 41 شخصا كانت قد اعتقلتهم أثناء القتال في الصومال بعد أن اتهمتها منظمة هيومان رايتس ووتش بإدارة برنامج احتجاز سري بالتعاون مع كينيا والولايات المتحدة والحكومة الصومالية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الإثيوبية بأن المحتجزين نقلوا جوا إلى إثيوبيا في إطار "تفاهم مشترك" بين أديس أبابا والسلطات الصومالية. وأضاف البيان أن أحدا من المحتجزين لم يتعرض للتعذيب أو لمعاملة لاإنسانية أو مهينة.
وقال البيان إن من المقرر الإفراج عن 29 سجينا بعد استجوابهم وإنه تم بالفعل إطلاق سراح خمسة محتجزين من تنزانيا والسودان والدنمرك والسويد والإمارات العربية المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي قال مسؤولون أمريكيون إن عملاء وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي استجوبوا أشخاصا يشتبه في أنهم متشددون إسلاميون في إثيوبيا أملا في الكشف عن تفاصيل بشأن أنشطة تنظيم القاعدة في منطقة القرن الأفريقي. رويترز