معارضو بوتين يتحدون الدولة وينظمون مظاهرة

> موسكو «الأيام» ايريك البريخت وستيفان فوس :

>
قوات مكافحة الشغب تعتقل احد المتظاهرين أمس
قوات مكافحة الشغب تعتقل احد المتظاهرين أمس
مع نشر اكثر من تسعة الاف شرطي ورجل أمن جاءوا من جميع أرجاء الدولة الروسية الواسعة في قلب موسكو،بدت العاصمة الروسية كما لو كان حصنا منيعا,وبدا ان الدائرة الحديدية الضخمة المحيطة بميدان بوشكين الشهير بالعاصمة تهدف للتصدي للمظاهرة المحظورة التي خططت لها المعارضة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واستهدفت الاعتقالات الاولية التي قامت بها الشرطة منظمي المظاهرة وهم ناشطين بارزين من بينهم بطل الشطرنج السابق جاري كاسباروف قبل ان تخرج الهراوات لضرب المعارضين.

وبالرغم من التواجد الامني الا ان المتظاهرين ساروا في تحد واضح بشوارع المدينة حاملين الاعلام.

وفي منتصف النهار تجمعت الجماهير الغاضبة على الارصفة الضيقة المحيطة بميدان بوشكين ومن بينهم شباب ومتقاعدين وناشطين من كل الاتجاهات الفكرية.

واحيط المتظاهرون بوحدات من القوات الخاصة التابعة للشرطة والتي دفعت المتظاهرين للوراء بالقوة. ولم تسمح السيارات المصفحة المتوقفة بجانب بعضها للناشطين بالهرب على الاطلاق.

ولكن فوق كل رؤوس افراد الشرطة كان هناك مجال للمزيد من المقاومة فعلى سطح احد المباني المطلة على ميدان بوشكين صعد احد الناشطين ولوح بعلم جماعة شباب محظورة,وقالت ناشطة وهي تتنفس الصعداء "لقد فعلناها."

وقال ناشط اخر كبير السن مشيرا الى صفوف رجال الشرطة "الصورة تتحدث عن نفسها." وكان كاسباروف نفسه قد ادان في وقت سابق حجم الشرطة الموزعة في الشوارع بوصفه علامة "على الضعف الداخلي للنظام".

وفي الوقت الذي اقتربت فيه الانتخابات الرئاسية في كانون اول /ديسمبر ازدادت حدة الصراعات السياسية في روسيا بصورة ملحوظة,وكانت السلطات قد اوضحت انها لن تسمح بمظاهرة في وسط موسكو.

من ناحية اخرى فإن دعوة بوريس بيريزوفسكي احد اقطاب النخبة الحاكمة قديما المنفي حاليا لثورة داخلية في الكرملين اسهمت في تكثيف التوتر السياسي خلال اليومين الماضيين.

ولا تعد الاتهامات بالتعديات الديمقراطية شيئا جديدا حيث عادة ما تصدر مثل هذه الاتهامات عن نشطاء مجال حقوق الانسان والليبراليين.

ولكن المعارضة نادرا ما تتمكن من استثارة رد فعل قوي من هذا النوع مثلما حدث أمس السبت حتى ان اعمال العنف التي قامت بها الشرطة فاجئت منتقدي نظام الحكم.

وقالت ليودميلا الكسيفا/79 عاما/ "كانت هناك انتهاكات لحقوق الانسان على نطاق واسع للغاية".

وتتولى ألكسيفا رئاسة مجموعة موسكو هلسنكي والتي ترجع خبرتها في المطالبة بحقوق الانسان في روسيا الى العهد السوفيتي.

ويقول معارضو الرئيس الروسي انه شدد التشريع بصورة كبيرة لدرجة ان اي انتقاد للنظام تقريبا اصبح جنحة تستدعي العقاب.

اما اصوات المعارضة القادمة من شوارع موسكو ودعوات الثورة من بيريزوفسكي المقيم في لندن اسهمت في وضع الكرملين في موقف سياسي عسير.

وقوات مكافحة الشغب تشتبك مع المتظاهرين
وقوات مكافحة الشغب تشتبك مع المتظاهرين
ويقول المراقبون ان بحث الرئيس بوتين عن من يخلفه في الرئاسة لم يؤت ثمارا بينما يقال ان الرئيس يتعرض لمزيد من الضغوط من الدائرةالمحيطة به لتعديل الدستور ليتسنى السماح له بترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة في اذار/مارس 2008.

ولكن المعارضين البارزين مثل كاسباروف او رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف لم يتمكنون حتى الان من جعل حالة الغموض السياسي تصب في صالحهم.

ووفقا لاستطلاعات الرأي فإن حتى المشهورين بين معارضي بوتين يحققون نجاحات هامشية وسط الناخبين.

وبالرغم من هذا فان نشر الشرطة بهذا الشكل أمس السبت قد يثير الانزعاج بين الروس الذين لن يهتموا بكاسباروف او كاسيانوف في الظروف العادية.

وحتى بعد ذلك فان فكرة ان تكون روسيا على مشارف حركة ثورة قومية جماعية مثلما حدث في اوكرانيا في اواخر عام 2004 تبدو فكرة سابقة لاوانها.(د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى