وولفوفيتز مهندس حرب العراق يترنح تحت فضيحة كبرى في البنك الدولي

> واشنطن «الأيام» شارلوت راب:

>
بول وولفوفيتز
بول وولفوفيتز
تتنازع مشاعر الصدمة والاحباط موظفي البنك الدولي الغاضبين من رئيسهم بول وولفوفيتز المتهم بالتورط في قضية محاباة لتحقيق منفعة شخصية.

وكتب في احد المنتديات الالكترونية الداخلية الخاصة بموظفي المؤسسة المالية الدولية "كيف سنتمكن من النظر الى زبائننا والقاء مرافعات ضد المحاباة والفساد؟ لا يسعني تقبل وقاحة هذا السلوك". طالب موظفو البنك الدولي الذين ساءهم ما اعتبروه خطأ اخلاقيا، رئيسهم بـ "التصرف بكرامة والاستقالة".

وقدم وولفوفيتز الذي عين عام 2005 على رأس البنك الدولي بعد ان كان احد ابرز مهندسي الحرب على العراق بوصفه المسؤول الثاني في البنتاغون، اعتذاراته الخميس عن "الخطأ" الذي ارتكبه بمنح صديقته شاها رضا علاوات على المرتب تزيد عن ستين الف دولار.

وكانت شاها رضا مسؤولة الاتصال سابقا في البنك الدولي انتقلت من هذه الهيئة الى وزارة الخارجية الاميركية في سبتمبر 2005 بعد ستة اشهر على تعيين وولفوفيتز على رأس المؤسسة المالية الدولية.

غير ان البنك استمر في دفع راتب شاها رضا وكشفت وثائق داخلية للبنك الدولي نقلت الى الصحافة انها حصلت على زيادات في الراتب تزيد عن ستين الف دولار ما رفع اجرها السنوي الى اكثر من مائتي الف دولار.

وطالبت عدة منظمات غير حكومية الجمعة ايضا برحيل وولفوفيتز.

وفي اليوم نفسه طالبت جمعية موظفي البنك الدولي باستقالته وواجه هتافات تنديد خلال اجتماع في مقر المؤسسة في واشنطن خصوصاً بعد تقديم اعتذاره حيث علت في القاعة اصوات العديد من الموظفين صارخين " استقال" و " بوووو".

وقالت اختصاصية في الشؤون الافريقية في البنك الدولي طلبت عدم كشف اسمها ان القضية حاليا محط كافة الانظار ومحور جميع الاحاديث حتى انه "من الصـعب للغايـة ان يركز الواحد على عمله".

وبلغ الامر الى حد حمل دائرة شؤون الموظفين على حد قول الاختصاصية الى توجيه مذكرة الى جميع المسؤولين تطلب منهم فيها "طمأنة الموظفين بأن مجلس الادارة سيقوم بعمله وانه ينبغي معاودة العمل على امل ان تكون منتديات التحادث (الالكترونية التي اقيمت) ووسائل تصريف غضب الموظفين مفيدة".

وتابعت الموظفة العاملة في المؤسسة منذ 15 عاما وقد بدا عليها القلق الشديد "يخيل للعديدين ان (وولفوفيتز) عين لنسف البنك الدولي، وان هذا ما يعمل عليه".

ولم تذهب موظفة اخرى متخصصة في البلدان العربية الى هذا الحد، بل ذكرت بان البنك الدولي التزم كمهمة رئيسية له فرض مبادئ "حسن الادارة" من خلال نشر الشفافية ومكافحة الفساد.

وقالت "الحجة المقنعة هي ان الادارة الحسنة تنعكس ايجابا على التنمية، لكن اذا حصل انحراف عن هذه المبادئ، فقد تترتب عن ذلك عواقب سلبية في البلدان" التي يساعدها البنك الدولي.

واضافت الموظفة التي تكلف عادة التفاوض مع المسؤولين الحكوميين "ان الامر اصبح صعبا، سيتحتم علينا بذل جهد اكبر للاقناع".

ويجمع الكل على ان القضية تتخذ ابعادا متزايدة اذ تتزامن مع انعقاد اجتماعي فصل الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

ويتمنى الجميع "البت سريعا" في القضية على امل ان يتجرأ مجلس ادارة البنك الدولي على مواجهة الولايات المتحدة، الجهة الممولة الرئيسية له، خصوصا وان وولفوفيتز لم يطلعه على الامتيازات التي منحها لصديقته.

غير ان البيت الابيض اكد الجمعة دعمه الكامل لوولفوفيتز الذي كان قدم ترشيحه لهذا المنصب.

وقال موظف التحق بالبنك الدولي قبل اربع سنوات بعد ان عمل في مجال التدقيق المالي "الحل الوحيد من وجهة نظر موضوعية هو ان يستقيل".

واعرب عن صدمته الكبيرة ازاء "نقاط الضعف البنيوية" التي كشفتها القضية، مشيرا الى انها لكانت ادت الى عقوبات فورية في القطاع الخاص.

شاها رضا
شاها رضا
وقال "ان رئيس المؤسسة في الوقت الحاضر هو حجر عثرة ولا احد يتصور من الممكن اصطحابه الى اي بلد في الوقت الراهن"، متخوفا مسبقا من الاجواء التي قد يواجهها خلال مؤتمر يتوقع تنظيمه في منتصف يونيو في مكسيكو حول موضوع المسؤولية الاجتماعية في القطاعين العام والخاص.

وامتنعت متحدثة باسم البنك الدولي عن الادلاء بأي تعليق على ردود الفعل. ويتواصل الغموض بشأن مصير وولفوويتز على الرغم من الدعم الذي تلقاه من الادارة الاميركية التي عينته على رأس البنك حيث قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان "الرئيس (الاميركي جورج بوش) يثق ببول ولفوفيتز وبعمله" في البنك الدولي.

وبموجب اتفاق غير مكتوب تعين الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي في حين تسيطر اوروبا على ادارة صندوق النقد الدولي.

وطالب المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ادواردز أمس باستقالة بول وولفوفيتز الرجل الثاني السابق في وزارة الدفاع واحد مهندسي الحرب على العراق، ليكون اول سياسي اميركي يتخذ هذا الموقف. واعتبرت لجنة الغاء ديون العالم الثالث انه "في الوقت الذي يعرض نفسه على انه داعية لمكافحة الفساد، ضبط وولفوفيتز بالجرم المشهود. ان المخرج الوحيد المقبول هو استقالته الفورية".

من جانبها اعتبرت "اوكسفام" انه "في حال قرر مجلس ادارة البنك الدولي انه تم انتهاك القواعد" من قبل وولفوفيتز "فمن الصعب ان يواصل" تولي مهامه.

واعتبرت الخارجية الفرنسية ان على وولفوفيتز "بنفسه" ان يقرر ان كان "بامكانه مواصلة مهامه".

وقال وزير المالية البرازيلي غيدو مانتيغا "يجب ان نرى ما اذا كان بامكان وولفوفيتز الحفاظ على السلطة المعنوية الضرورية لممارسة مسؤولياته".

اما وزير المالية الايطالي توماسو باوا-شيوبا فعلق بقوله "نحن نتابع القضية باهتمام. وآمل ان تحل (المشكلة) بسرعة".

ولم يقترح اعضاء مجلس الادارة حتى الآن اي "معالجة" للخروج من الوضع الراهن مثلما اقترح وولفوفيتز الخميس حين قدم اعتذارات علنية.

ويبدو انه ترك لوولفوفيتز امكانية الانسحاب من تلقاء نفسه مع احتفاظ مجلس الادارة بحقه في القرار النهائي.

وقال المجلس في بيان انه "سيتحرك بسرعة لتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها".

وعلم من مصدر اوروبي انه من المستبعد ان يجتمع مجلس الادارة مجددا قبل اجتماع محافظي البنك صباح اليوم الاحد.

وجاءت هذه الازمة في الوقت الذي يعقد فيه وزراء مالية ابرز الدول الممثلة في مجلس ادارة البنك مساء أمس الأول الجمعة في واشنطن اجتماعا لمجموعة السبع.

ويسبق هذا الاجتماع دائما اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة نهاية هذا الاسبوع في العاصمة الاميركية. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى