هاجس الحرب الاهلية يطارد اللبنانيين مجددا

> بيروت «الأيام» هنري معمرباشي :

>
والدة احد المفقودين
والدة احد المفقودين
أحياء اللبنانيون أمس الأول الذكرى الثانية والثلاثين لاندلاع الحرب الاهلية التي استمرت من 1975 الى 1990، وسط هواجس من اندلاع نزاع طائفي جديد في البلد على خلفية الازمة السياسية المتفاقمة.

وما يزيد حدة المخاوف من تجدد المواجهات وسط الشلل الذي يصيب المؤسسات الدستورية اللبنانية، التصريحات الشديدة النبرة التي تصدر عن القادة المتخاصمين والوضع الاقليمي المتوتر.

وبعدما خال اللبنانيون مع مرور السنين ان الحرب الاهلية دفنت الى غير رجعة،اخذوا يتحدثون بشكل متزايد الآن عن "عرقنة" الازمة التي تشهدها البلاد.

وفي هذه الاشارة الى النزاع الضاري بين السنة والشيعة في العراق، تذكير مشؤوم بواقع لبنان الذي يوصف بانه فسيفساء من الاديان والطوائف.

وقبل الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 كانت تستخدم كلمة "لبننة" للاشارة الى "تدهور دولة ونسيج اجتماعي ما يؤدي كما في لبنان الى مواجهة بين الطوائف وصولا الى حرب اهلية".

واوقعت الحرب اللبنانية نحو مئة الف قتيل وخلفت الاف المفقودين والمخطوفين في هذا البلد الصغير.

وبعد انتهاء النزاع الذي شهد تدخلات عسكرية سورية واسرائيلية وفلسطينية ومواجهات دامية بين ميليشيات محلية، استعاد اللبنانيون طريق السلم الاهلي على امل استنهاض المقومات السابقة التي كانت تجعل من بلادهم "سويسرا الشرق الاوسط".

ولكن مع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 واضطرار سوريا الى سحب قواتها من لبنان، انقلب الوضع رأسا على عقب.

وبات المأزق كاملا بين المعسكر القريب من الغرب والدول العربية الكبرى وعلى رأسها السعودية مهد المذهب السني، والمعسكر القريب من المحور السوري الايراني.

والمواجهة القائمة بين الطرفين تتخطى الخلافات السياسية حول مواضيع محددة لتطاول هوية لبنان نفسها.

وحذر وزير العدل شارل رزق الاسبوع الماضي خلال مناقشة تلفزيونية من "خطر تقسيم" في لبنان.

ويقوم الخلاف منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بين حكومة فؤاد السنيورة المنبثقة من الغالبية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة التي يقودها حزب الله بدعم من الرئيس اميل لحود الموالي لسوريا.

واقر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الاحد بان "الحوار في طريق مسدود" بين الاطراف، لكنه اكد في الوقت نفسه "لا نريد الذهاب الى حرب اهلية" متهما الولايات المتحدة بالسعي ل"جر حزب الله الى قتال" مع الاطراف اللبنانيين الاخرين.

بدوره اتهم الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله الحكومة الاميركية بشن "حرب سرية" على حزب الله "لتحقيق اهدافها في المنطقة"، في مقابلة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية الاربعاء الماضي.

وشهدت شوارع بيروت في كانون الثاني/يناير مواجهات عنيفة بين السنة والشيعة بعثت مخاوف لدى اللبنانيين من نشوب الحرب مجددا,ومنذ ذلك الحين يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسلح.

واتهم احد اقطاب الغالبية الزعيم الدرزي وليد جنبلاط حزب الله الاثنين بان هدفه "هو دائما قيام جمهورية حزب الله" في لبنان.

واشار الى "تهريب وتمرير" عناصر مسلحة اجنبية الى لبنان، مشددا على وجود "كتيبتين" سوريتين في الضاحية الجنوبية لبيروت و"كتيبة ونصف" في الجبل شرق العاصمة، "من خلال العمال السوريين".

من جهته، اكد رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع احد اقطاب الغالبية الثلاثاء رفض العودة الى الحرب.

ولم يعد هناك في لبنان كما في فترة الحرب الاهلية ميليشيات تملك سلاحا ثقيلا باستثناء السلاح الثقيل الموجود لدى حزب الله، غير ان الاسلحة الخفيفة اخذت تنتشر لدى الافراد. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى