السيول تدمر منشآت الري وتخلف أضرارا اقتصادية في أبين

> أحور «الأيام» صلاح أبولحيم:

>
ألحقت السيول التي من الله بها سبحانه وتعالى على مديرية أحور محافظة ابين أضرارا اقتصادية تمثلت في التوزيع غير العادل لمياه السيول وذهاب تلك المياه على ثلاثة أيام متتالية هدراً، ناهيك عن تصحر ما يقارب 67% من تلك الأراضي الزراعية لعدم وصول مياه السيول إليها بسبب تدمير جميع منشآت الري والقنوات وسد حنان الكبير وجميع المنشآت الحديثة التي كلفت الدولة ملايين الدولارات.

ولعل البعض يتذكر فيضانات عام 1993م التي جرفت ما يقارب 1500 فدان ومنذ ذلك الحين وحتى اللحظة لم يتحرك أحد في السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ومكتب الزراعة بالمحافظة للتخفيف مما يحل بالمنطقة من آثار سلبية، إذ غدت السيول الصغيرة تؤثر على الأراضي المتبقية بسبب انهيار السدود والحواجز المائية، وهذا ما حدث طيلة الأيام الثلاثة، ما أدى إلى توقف الحركة والنقل بين مدينة أحور وباقي مدن الجمهورية وكذلك توقف تنقلات المواطنين اليمنيين والعرب الذين أعاقتهم مياه السيول منذ فجر يوم الاثنين.. «الأيام» رصدت تلك المعاناة وتنقلها لذوي الاختصاص حتى يضعوا الحلول الناجعة لها.

< يسلم غيرم، عضو المجلس المحلي بأحور، قال: «من المعروف أن وادي أحور يتغذى من عدة أودية شعاب، ونتيجة لغياب دور السلطة التنفيذية فإن السيول تذهب إلى البحر دون أن تستفيد منها الاراضي الزراعية بالمديرية مما يؤدي إلى تصحرها.

وهذه المعاناة ليست وليدة اليوم بل جاءت نتيجة لعدم الصيانة والاهتمام بوادي أحور من قبل الجهات المختصة وعدم التنفيذ والاشراف على قنوات الري التقليدي الخارجة عن العمل منذ أمد بعيد، ولن يتم الاستفادة من مياه السيول إلا متى ما تم وضع السواقي في مكانها الصحيح ولو قام المختصون بما يتوجب عليهم تجاه المديرية والحفاظ عليها من كوارث السيول لما وصل وادي أحور إلى ما هو عليه اليوم من حالة سيئة، فتلاحظ السواقي التي حفرت في الوادي وكذلك القنوات محطمة، مما يعني أن المنطقة مقبلة على كارثة لن يتم تلافيها إلا بإلزام السلطة التنفيذية ومكتبي الزراعة والري بالقيام بالمهام الملقاة على عواتقهم، فنحن نتحسر لحال هؤلاء المواطنين الذين حجزتهم مياه السيول لأكثر من يومين متتاليين، والأنكى من ذلك أن القادمين من محافظات مجاورة كحضرموت والمهرة ودول الجوار لا يزالون مرابطين حتى تهدأ مياه السيول ومن ثم تواصل سياراتهم وناقلاتهم المسير».

< محمد محاد باعوين من صلالة بسلطنة عمان تحدث لـ «الأيام» قائلا: «وصلت من عمان عبر طريق الشريط الساحلي الدولي الذي سمعنا عن أهميته وقرب المسافة الزمنية، ناهيك عن المناظر الطبيعية فيه، وهو ما دعاني للقيام بزيارة إلى مدينة عدن للتعرف على شعبها وتاريخها، وبالفعل الطريق الساحلي سيخدم جميع أهالي المناطق الساحلية ولكن تبقى مسألة مهمة وهي أنه لا بد من بناء (كوبري) يفصل بين المنطقة والوادي.

فهل تصدق أنني هنا منذ الساعة العاشرة من مساء يوم (الإثنين) حتى هذه اللحظة، وإذا استمر الحال هكذا فسأعود إلى السلطنة وأكررها بأنه لا بد من بناء كوبري حتى تكتمل أهمية الطريق الساحلي الدولي».

< عبدالرحمن علي عبدالله من سلطنة عمان، قال: «كنا نتمنى أن نصل في ساعات قلائل إلى مدينة عدن ولكن أعاقتنا السيول التي كان من الممكن تجاوزها من خلال بناء كوبري يفصل بين الأحياء السكنية ومياه السيول، لأن استمرار الحال هكذا بالنسبة لهذا الوادي سيؤدي إلى كوارث في السير وكذلك لسكان المنطقة».

< ياسر صالح اليزيدي، من أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة: «لليوم الثاني على التوالي وأنا مرابط في أعلى الوادي بسبب تدفق السيول التي أعاقتنا عن الوصول إلى عدن، وهو ما يسبب قلقا كبيرا لأهلنا بالإمارات، وأرى أنه لا بد من بناء (كوبري) حتى تمر السيارات والشاحنات والناقلات المنتشرة أعلى الوادي ، إذ لن تكتمل أهمية هذا الطريق العظيم إلا ببناء كوبري في هذا الوادي.

< ياسر محمود العود، سائق شاحنة تحوي كميات من الأسماك قال: «أكملت اليوم الثاني وأنا أعلى وادي أحور، ولدي عازلة لحفظ الأسماك وأريد نقل الأسماك من أحور إلى الحديدة وشحنة الأسماك التي بحوزتي تقدر قيمتها بمليونين وسبعمائة ألف ريال، وبسبب تأخري تلفت كل الشحنة فمن يتحمل مسؤولية ذلك؟ لقد فرحنا بأن طريق الشريط الساحلي الدولي سيخفف عنا المعاناة، والمطلوب هو بناء كوبري من قبل الشركة المنفذة، وأناشد كل المسئولين والخيرين بأحور بإكمال فرحة هذا المشروع وبناء كوبري يفصل بين المنطقة وأحيائها السكنية.

< م. علي سعيد السويحلي، قال: «وادي أحور من الأودية المهمة على مستوى الجمهورية، ومر هذا الوادي بتقلبات جغرافية فأصبح ملجأ لمياه السيول التي تذهب باتجاه البحر وتعرض الوادي لعدة فيضانات سيول في عام 82م ثم فيضانات 94م وهو بحاجة إلى من يمد له يد العون وينتشله من حالته، حيث أصبح يهدد حياة أبناء احور، وعلى الرغم من ملايين الريالات التي تصرف باسمه لكننا لا نجد لها أثرا غير تصحر الأراضي الزراعية وانتشار شجرة الماسكيت (السيسبان) وسط قنوات السيول مما أعاق مرور مياه السيول إلى تلك الأراضي الزراعية، والأمر الذي لا يمكن أن يصدقه عقل أومنطق حفر قنوات عشوائية في وادي أحور دون حسيب أو رقيب، ومشكلة وادي أحور لن نجد لها حلا إلا بتكاتف الجميع، فمثلا كنا نملك في أحور أكبر محطة تأجير للمعدات الثقيلة فيما كان يسمى سابقا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولكنها اختفت ولا نملك اليوم أي وسيلة دفاع ضد مياه السيول، وفي الأخير نحن (أبناء أحور ) من يدفع الثمن وها هو الثمن ندفعه اليوم حيث اصبح أهالي أحور يخافون أن تذهب أرواحهم ضحية تلك الفيضانات.

فأحور اليوم غير أحور الأمس فبعد أيام قلائل سيتم ربطها بكافة محافظات البلاد ودول المنطقة، وبقاء الوادي بهذا الحال سيعيق حركة السير وسيؤدي إلى نتائج اقتصادية لا تحمد عقباها، ونناشد السلطة وكل الخيرين بإعادة رسم الخارطة الجغرافية الجديدة للوادي وبناء كوبري بين الأحياء السكنية والوادي حتى تكتمل أفراح أهالي أحور في تحقيق أجمل حلم ناضلوا لأجله وهومشروع الطريق الساحلي الدولي.

حقائق عن وادي أحور
- تبلغ مساحة حوض وادي أحور حوالي 6352كم2 ويبعد عن عدن 240كم وبالنسبة لمصادر مياه هذا الوادي فهي السيول الناتجة من الأمطار التي تسقط على المرتفعات الجبلية الشمالية والمرتفعة عن سطح البحر بحوالي 2300 - 2400 متر تقريبا ويبلغ المتوسط السنوي لكمية الأمطار حوالي 58 ملم والمتوسط السنوي لمياه السيول حوالي 69 مليون متر مكعب للفترة ما بين 55-1982م وبلغت كمية سيول الفيضانات عام 1983 (290) مليون متر مكعب، وصرف الوادي 5340 مترا مكعبا في عام 1983م وهذا الرقم مؤشر خطير لكمية الفيضانات التي تنزل في سنوات متباعدة وهو ما يعني أن المنطقة مقبلة على كارثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى