> قال الاختصاصي النفسي الألماني هيربرت شايتنهاور إنه من الممكن التعرف على بوادر تدل على احتمال ارتكاب شخص بعينه جريمة القتل العشوائي "حيث إن معظم الحالات في ألمانيا قد أعلنت عن نفسها قبل وقوعها فلم تكن هذه الجرائم وليدة لحظتها". يذكر أن البروفيسور شايتنهاور يشرف منذ عام 2006 على دراسة عن جرائم القتل العشوائي في المدارس والجامعات الألمانية.

أضاف شايتنهاور في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب .أ) أمس الأول الثلاثاء في برلين:"غالبا ما يكون لجرائم القتل الجماعي العشوائي مقدمات فأحيانا يحذر أحد التلاميذ جميع زملائه في الفصل بأن شيئا ما سيقع قريبا ويهدد مثلا بالقول:"سأقتل الجميع"".

وأشار شايتنهاور إلى أنه في إحدى الحالات أرسل خطابا لمدرسته به رسم لجمجمة وفي حالة أخرى قام تلميذ آخر بوصف كيفية قتل مدرسته في أحد مقالاته المدرسية "وأحيانا تكون هناك سمات تميز السلوك الشخصي فإذا ركز أحد التلاميذ على جمع قصاصات الأخبار الخاصة بجرائم القتل العشوائي فإن ذلك يمكن أن يكون مؤشرا على أنه يخطط لتنفيذ جريمة ما و يجب أخذ ذلك على محمل الجد. كما أنه إذا اهتم الشباب بجمع معلومات عن الأسلحة والتقطوا صورا وهم يحملونها فلابد من تحري حقيقة أمرهم".

أضاف شايتنهاور:"غالبا ما يشعر هؤلاء التلاميذ بأنهم ضحايا ويريدون أن يعبروا عن هذا الشعور".

وطالب شايتنهاور المدرسين والتلاميذ والآباء بالتعرف على المؤشرات والدلائل على احتمال ارتكاب التلميذ مثل هذه الجريمة وقال إن حكومة برلين تسارع إلى مواجهة مثل هذه المواقف من خلال فريق من الأطباء النفسيين "كما أن مدارس برلين لديها خطة عمل جاهزة لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة".

واعتبر شايتنهاور أن حساسية الرأي العام في ألمانيا تجاه القتل العشوائي قد تزايدت بعد مرور نحو خمس سنوات على مذبحة مدرسة ارفورت وقال "هناك إجابة جادة من قبل الحكومة عن مثل هذه الجرائم مثل تشديد القانون الخاص بحيازة الأسلحة".