معاناة مدارس الأطراف ..مدير عام دار سعد: الأطراف مشكلة بالنسبة لنا سواء في الجانب التربوي أم الصحي

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
حتى المدرسون يركبون مع الطلاب بسبب أزمة المواصلات
حتى المدرسون يركبون مع الطلاب بسبب أزمة المواصلات
حث الإسلام على العلم والتعلم منذ بدأ تنزيل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم}.

إن هذا الأمر الإلهي بالقراءة والعلم نزل إلى جميع البشر رجالاً ونساء، واعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. ومن أجل العلم أنشأت الحكومة العديد من المدارس من رياض الأطفال حتى أعلى درجات العلم، ولكن رغم هذا انتشرت الأمية بشكل كبير بين الأفراد خاصة بين أوساط النساء، ورغم مصادقة الدولة على العديد من الاستراتيجيات والمواثيق الدولية التي تهدف إلى تحسين واقع التعليم بشكل عام وتعليم الفتاة بشكل خاص، فهناك صعوبات تقف أمام هذه الخطوات لنشر العلم والتعليم ومن خلال هذا التحقيق نتعرف على الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام تعليم الفتاة في اليمن.

< وفي مكتب التربية والتعليم بمديرية دار سعد التقينا بالأستاذ حسن محمود عبدالرزاق، مدير إدارة التربية والتعليم بالمديرية، الذي قال «نبذل جهودا كبيرة للارتقاء بمدارس الأطراف من أجل استقرار الدراسة، وتوفير كافة المستلزمات والمعدات لمدارس المديرية عامة ومدارس الأطراف خاصة، و يهمنا كثيراً أن نجمع كل طالبي العلم من سنة (1-9) للتعليم الأساسي ونقوم بتوفير المعلمين بقدر المستطاع لتلك المناطق وكذا توفير الكتب المدرسية المقررة لكل مرحلة إلى جانب النزول باستمرار لتفقد سير العملية الدراسية فيها».

وأضاف: «نتعاون مع أعضاء شبكة الإرادة التي تولي اهتماما وتبذل جهدا طيبا للمساهمة في دعم مدارس الأطراف واستمرار الدراسة فيها من خلال تقديم العون والمساعدة وتذليل بعض الصعوبات التي نعانيها، مثلا قامت شبكة الإرداة بتقديم مرتبات للمتعاقدين في مدارس الأطراف لتغطية النقص في المدرسين، فمدارس الأطراف بعيدة عن خطوط المواصلات ويتعذر على المعلمين الوافدين من المدينة خاصة دار سعد الوصول إليها لصعوبة المواصلات، إضافة إلى عدم وجود خط مواصلات أصلاً، لهذا تم اختيار المدرسين من أبناء المنطقة». مؤكداً أن من الضروري وللمصلحة العامة أن يتم التعيين في هذه المدارس من أبناء المنطقة حتى تسير الدراسة فيها سيراً طبيعياً.

مدرسة المصعبين حديثا
مدرسة المصعبين حديثا
وعن نقص المدرسين في في مدرسة دار منصور يقول الأخ حسن محمود «لدينا مدرسات خريجات كلية التربية تطوعن لفترة لا تقل عن أربع سنوات وهن من القرية نفسها وكان لنا رأي مع الأخ مدير عام المديرية أن يتم تعيينهن خلال هذا العام وتم رفع رسالة بهذا الصدد لمحافظ المحافظة وذلك من أجل استقرار سير العملية التعليمية بشكل منتظم، لهذا ندعو جهات الاختصاص أن يتم تعيين هؤلاء المعلمات وعددهن ثلاث معلمات بالإضافة إلى معلم واحد لتغطية النقص، وهم مؤهلون تربويا ولديهم خبرة كافية». وعن شكوى الطلاب من عدم وجود مدرسين ونقص الكتاب المدرسي يؤكد أن هناك غيابا للمدرسين خاصة مادة اللغة العربية، لأن مدرس اللغة العربية لديه ظروف مرضية، مؤكداً توفر الكتاب المدرسي بكميات كبيرة.

وأشار إلى وجود ضعف ملحوظ في أداء وعمل الإدارة المدرسية، متمنيا أن يتم تعيين إدارة مدرسية فاعلة لتذليل كافة الصعوبات.

< وكان لا بد أن نعرف دور المجلس المحلي في تفعيل مدارس الأطراف، فختمنا التحقيق برأي الأخ عبدالملك عبدالرحمن عامر، مدير عام مديرية دار سعد رئيس المجلس المحلي الذي يقول: «الأطراف مشكلة بالنسبة لنا سواء في الجانب التربوي أم الصحي وكذا في مجال محو الأمية، وذلك نتيجة لعدم توفر المدرس أو العامل الصحي من أبناء القرى لكي يقوم بالعمل» وحسب قوله «إن أبناء المدينة لا يستسيغون العمل في مدارس الأطراف أو حتى المجمعات الصحية فيها، لهذا تنقص تلك المناطق العديد من الخدمات». مؤكدا أن قيادة المديرية على اطلاع ومتابعة كاملة لما يجري في مدارس الأطراف.

وأضاف «هناك تعاون قائم بين المديرية ومحو الأمية وشبكة الإرادة التي تعتبر من الجهات الداعمة لمنظمات المجتمع المدني وفي تقديم العون وتوعية المجالس المحلية، وهي تسعى مشكورة إلى تأمين بعض الاحتياجات مثل تدبير مدرسين بأجر رمزي بدعم من منظمة اوكسفام البريطانية، ونتمنى أن يكون تعاوننا المقبل أكثر فائدة من خلال العمل على ترميم بعض المدارس وإدخال الكهرباء إليها.. أما مجال محو الأمية فكان لنا باع طويل وعلى مدى سنتين في دار منصور وتحققت نتائج طيبة وإيجابية».

مدرسة المصعبين قديما بتاريخ 1958م
مدرسة المصعبين قديما بتاريخ 1958م
وعن علاقة المجلس المحلي بالمجتمع المدني يقول «العلاقة بيننا علاقة شراكة فبرغم أن المجلس المحلي يكتسب صفة رسمية لوجود قانون يسمى قانون السلطة المحلية إلا أن دور المجتمع المدني يعد مكملا لعمل المجلس المحلي، فكلنا يسعى إلى تحقيق هدف واحد متمثل بتقديم أفضل الخدمات وتوعية المواطنين بالأنظمة وبالقوانين وما يجب اتخاذه من حيث الصحة والبيئة والنظافة».

في الختام نقول لم تكتف شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر بتفعيل مدارس الأطراف وحسب، بل عملت على الحفاظ على أرضية خاصة لبناء مدرسة بالتعاون مع الأهالي في منطقة كود العثماني بمديرية الشيخ عثمان، وحاليا مدرج ضمن برنامج التربية والتعليم بناء تلك المدرسة، وحتى يتم ذلك عملت الشبكة بالتنسيق مع التربية والتعليم وبتمويل من منظمة أوكسفام على استئجار مبنى وفتح مدرسة للمراحل الأساسية وتم توفير المدرسين وقام مكتب التربية بتجهيز المبنى بالتعاون مع شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر.

إنجازات كانت للبعض حلما وأصبحت واقعا وفرحة رسمت ملامحها على وجوه الطلاب حين لبسوا الزي المدرسي وحملوا كتبهم بعد يأس لتلقي العلم.. فهل تستمر الفرحة أم تنهار الآمال حين تنسحب منظمة أوكسفام وتنتهي فترة المشروع؟ هل يعود الوضع كما كان قبل تحقيق تلك الإنجازات أم تتحرك الجهات المعنية وتواصل المشوار لسقي تلك البذور التي بدأت بدأت براعمها تظهر ليكون واقعها أفضل للسير نحو التنمية والتطور؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى