مكتبة في زمن آخر

> عدن «الايام» عبدالواحد عبدالله:

>
لاتزال مكتبة عزيز المعروفة بمديرية التواهي محافظة عدن تعاني قلة مقصد السياح بعد 61 عاما من خدمة الثقافة في اليمن,ويقول مدحت عزيز:«حاولنا التقدم لسلطات ميناء عدن بالتواهي لمنحنا ترخيصا لفتح فرع متواضع لمكتبتنا داخل الميناء حتى نلاقي السيح قبل مغادرتهم، ولكن رفض طلبنا».

وياتي السياح إلى ميناء عدن وتكون بانتظارهم سيارات صالون تابعة لشركات السياحة التي تنقلهم بعيدا عن المحافظة دون ان تعطيهم فرصة للترجل عبر شوارع التواهي ليزوروا المكتبة. وربما تتخذ هذه الخطوة لدوافع أمنية.

ذلك مرتبط بمعاناة المكتبة منذ العام 1998م حين قاطعت الدول الغربية اليمن محذرة رعاياها بعدم القدوم إليها بعد مقتل غربيين في محافظة أبين. ويقول مدحت: «الآن تحسن الوضع ونشهد أجانب أكثر من ذي قبل، لكنهم لا يصلون إلينا».

والمكتبة تأسست عام 1946م بواسطة الوالد عزيز حكيم الذي توفي قبل عامين بعد صراع مرير مع المرض، والآن يدير المكتبة أولاده.

وتتوفر في المكتبة كتب قديمة باللغة الانجليزية عن قضايا عالمية، عربية ومحلية خاصة في جانب الترويج للسياحة.

ويتم تحصيل الكتب عبر المقايضة بكتب السياح الزائرين، لذلك تنتشر كتب وروايات حديثة إلى جانب القديمة منها رواية (ذهب مع الريح) Gone with the windالتي كتبتها مرجريت ميتشل وهي مقعدة على سرير المرض. وعندما قدمت الرواية في هوليود طبقت بها الآفاق.

إلى جانب ذلك توجد صور قديمة بعدسة الوالد عزيز حكيم لعدن في الخمسينات والستينات، إضافة إلى طوابع بريد قديمة.

وقبل عامين دخلت المكتبة خدمة بيع المستلزمات المدرسية لمواجهة النفقات المتزايدة بعد انحسار الأجانب عنها لمدة سبع سنوات.

والمكتبة هي أحب الاماكن للاجانب الذين يزورون عدن، وقد كتب أحد السياح مقالا في الانترنت وصفها فيه بأنها «مكتبة في زمن آخر»، ومضى يقول ايريك.بي.فورسيث: «لقد عدت إلى هذا المحل عدة مساءات واشتريت كتبا أخرى اضافية.

ومنذ أن أبحرنا من عدن نما عندي الشعور بأن Aziz Bokkshop توجد في زمن آخر، واذا ما استطعت العودة والسير خلال ذلك الباب، قليل الضوء، سيكون بمقدوري شراء طابع ألصقه على مظروف الرسالة التي ترسل مجانا في زمن كان فيه البريطانيون يديرون العالم، وكانت الشمس تقتفي بأمان خط سيرها المعتاد في السماء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى