من رائد الرومانسية اليمنية ؟

> «الأيام» عبدالناصر النخعي:

> لم تنل مدرسة من مدارس الشعر في العصر الحديث مثل ما نالته المدرسة الرومانسية أو كما يحلو لبعضهم أن يسميها بالرومانتيكية، فقد نالت وحظيت بدراسة نقدية مستفيضة، وذاك لما لهذه المدرسة من خصائص ومميزات. ومع هذا وذاك مازال مصطلح الرومانسية حتى وقتنا الحاضر بحاجة إلى مزيد من الدراسة والإيضاح، إذ تعذر تعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً يطمئن إليه الدارسون لا سيما المبتدئين.

وهذا الغموض الذي يلقي بظلاله على الرومانسية قد نشأ مع هذه المدرسة منذ وضع لبناتها الأولى، وخير دليل على هذا الطرح ذلك الخلاف الذي نشب بين النقاد في تحديد ريادة هذه المدرسة لاسيما عند العرب.

فقد دار الصراع على ريادة المدرسة بين أصحاب الديوان (العقاد، المازني، شكري) من جهة وبين خليل مطران من جهة أخرى. فزعم أصحاب الديوان أنهم أول من دعا إلى التجديد في مضمون الشعر وشكله، وقال مطران إنه قد نادى إلى ذلك قبلهم.

وقد فصل بعض النقاد في الأمر، بالعودة إلى السبق الزمني وتحديد من أحق بالريادة من خلال تاريخ إصدار كتاب الديوان، وتاريخ إصدار ديوان مطران.

والحال نفسه نجده عند شعراء اليمن، واختلاف النقاد في تحديد الريادة للرومانسية اليمنية، فالدكتور عبد العزيز المقالح كتب دراسات عديدة في هذا الشأن، فنجد في كتابه (أبعاد الشعر المعاصر في اليمن)1974 م أنه يقرر ويقدم الشاعر عبدالله فاضل بوصفه رائداً للرومانسيين اليمنيين، ثم يأتي من بعده لطفي أمان.

بينما يرى غيره أن الريادة للقمان ويقرر أن كثيراً من خصائص الرومانسية قد ظهرت في ديوانه الصادر 1943م. ويرى الدكتور مبارك حسن الخليفة أن التجديد في الشعر اليمني المعاصر، بدأت تظهر علاماته في ديوان صالح الحامد (نسمات الربيع ) 1936م، ويدخل في مضمار هذا السبق الريادي للرومانسية اليمنية محمد عبده غانم الذي عُدّ رائداً لرومانسية اليمن.

وإذا ما جئنا نقرر في هذه المسألة أي اليمنيين أسبق لحمل لواء الريادة في الشعر الرومانسي، واحتكمنا لعامل الزمن، كما احتُكم إليه في خلاف أصحاب الديوان ومطران، فإن الحامد سيكون أولاً. وهذا لا يعني أن من قرر أن الريادة للقمان أو أمان قد أخطأ. فقد نظر أصحاب هذا الرأي إلى الكيف والجوهر، ولم يعتدوا بالجانب الزمني، ولكنهم بنوا الحكم على ما تحتويه قصائد لقمان أو أمان من (الذاتية) التي تعدّ من أهم سمات المضمون الرومانسي.

والأمر كما أسلفنا أن الرومانسية مازالت بحاجة إلى كثير من الدراسة والبحث، لا سيما رومانسية اليمنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى