عدن عين اليمن

> عبدالعزيزبن عبدالحميد المفلحي:

> عدن هبة الله اختصت بموقع مهم في خارطة العالم الاقتصادية والسياسية إلى وقت قريب، ونظرا لتلك الأهمية فقد كانت هدفا بل مطمعا لكل الغزاة عبر التاريخ لأن من يسيطر على عدن استطاع أن يتحكم بالطريق البحري الدولي.

وفي الماضي القريب كانت عدن ثاني أكبر ميناء في العالم في الحركة التجارية ومن أولى المناطق في التجارة الحرة إلى جانب أنها صلة الربط الملاحي الجوي بين الشرق والغرب ومطارها كان من أنشط المطارات العالمية ويكفي أن نعرف أنه في مطلع الستينات كان عدد الحركات الجوية في مطار عدن لا يقل عن 57 رحلة جوية، وأول شركة طيران خاصة في الشرق الأوسط ومن الأوائل عالميا تأسست في عدن إلى جانب البنوك الخاصة.

وعندما نطرح السؤال على أنفسنا في هذه الأيام من أين نبدأ تطبيق برنامج الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وكيف؟

هنا تتزاحم الأفكار والأطروحات وقد دارت حوارات وندوات لذلك وما يلفت الانتباه هو جهل البعض بهذا البرنامج ووصل البعض الآخر لأن يعتبر تنفيذ البرنامج مشروطاً بموافقة المعارضة ونسي أو تناسى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت لأول مرة في تاريخ اليمن في عهد الوحدة المباركة كان التنافس فيها برامجيا، وعليه قالت الأغلبية كلمتها (نعم) لبرنامج الأخ الرئيس.

وعليه يصبح هذا البرنامج ملزما للجميع للعمل من خلاله وعلى المعارضة أن تكون مشاركاً إيجابياً للسير فيه أو أن تشكل أحد الأشكال الرقابية المساعدة على تطبيقه ورفض أي انحراف عن أهدافه لأن البرنامج أصبح وثيقة وطنية للجميع للخروج من حالة الفوضى والجمود والفساد.

وللإنصاف فقد كان الأستاذ القدير الأخ علي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية أفضل المتحدثين والأكثر فهما للبرنامج وكيفية تطبيقه في الواقع فالبرنامج يمثل استراتيجية وطنية لتحقيق أهداف قريبة المدى ومتوسطة وطويلة وهنا يأتي دور المؤسسات المختلفة في ترجمته بالخطط المدروسة والدقيقة والواقعية والقابلة للتطبيق والتطوير في كل فترة زمنية ويجب أن تكون تلك الخطط إجابة واضحة للسؤال عن الوضع الذي نريد أن تكون عليه بلدنا بعد خمس سنوات وعشر سنوات وعشرين سنة.. الخ في المجالات التالية على سبيل المثال لا الحصر:

1- البنية الأساسية (التحتية) 2- التعليم 3- الصحة 4 - الصناعة 5- الزراعة 6- السياحة 7- استغلال الثروات الطبيعة 8- تقليص البطالة 9- تعزيز دور المرأة في كل المجالات .

وعدن لابد أن تكون البداية لأي شكل من أشكال التنمية في اليمن لأسباب كثيرة، منها على سبيل المثال: - توفر الموقع الملائم للاستثمار العالمي- الخدمات المساندة- من أفضل المطارات في المنطقة جغرافيا- أفضل ميناء في المنطقة- مواءمتها للتوسع واستيعاب الاستثمارات المتنوعة وخلق فرص عمل حقيقة لعشرات الآلاف من الطاقة العاملة اليمنية في كل القطاعات الصناعية والخدمية والسياحية. لقد آن الأوان لنبدأ ونستغل هذه الفرصة التاريخية لبناء اليمن خاصة وأن التنمية والإصلاح في اليمن لم يعدا مطلبين محليين فقط بل عالميين وبشكل مشارك إيجابيا.

ويتضح ذلك من خلال ما رصدته الحكومة اليمنية والدول المانحة من مبالغ تساعد بل تمثل قوة الدفع للبدء في العمل التنموي في عموم اليمن ويجب أن تستغل بكل كفاءة واقتدار لبناء يمن المستقبل.

** مستشار اقتصادي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى