الاحتفاء بالفنان المسرحي القدير محمد قائد صالح (شِرْوه)

> «الأيام» مختار مقطري:

> مرة أخرى تتفتق لحج عن تحضرها وعن تثقفها الأصيل وتعود إلى ينابيع ألقها الذي لا تحجبه الغيوم مهما تلبدت تحت سقف سمائها الرحيبة الحانية ومهما أقصيت (حوطتها المحروسة) عن الحضور في المشهد الإبداعي الثقافي والفني، تعود لحج متى واتتها العودة لتستريح، نافضة عن بدنها بعض التعب والإرهاق وعن عيونها الحالمة أشجان الزمن الرديء الناكر للجميل في سويعات دافئة تلملم فيها أحلامها الجميلة المشعة في أحداق المزارعين ووجنات الصبايا الملاح، مرسومة بريشة (القمندان) الفنان على خدود الزهر وخوص النخيل وظمأ (العبر) والمساقي وهدير (الدفر) المشتاق.

مرة أخرى ترتفع لحج على همومها وأحزانها وتعلو فوق رتابة حياتها اليومية الكسولة لتتذكر أنها كانت منذ عقود قليلة قلباً نابضاً بجمال الفن والإبداع، و أنها رغم زخم الأيام القاحلة مازالت ذلك القلب النابض.. لحج تموت إذا توقفت عن الشعر وقطعت لسانها عن الغناء ومزقت أوتارها المرهفة فلا صدحت موسيقى ولا ترنم عصفور.. ولأنها كذلك انبرى عدد من مبدعيها ومثقفيها ليؤكدوا للأجيال الجديدة أن (لحج) لا تنسى حقوق مبدعيها عليها ولا تقطع أياديهم ولا تهمل الاعتراف بكفاحهم ومعاناتهم.. فنظم اتحاد الأدباء والكتاب واليمنيين فرع لحج ومنتدى تبن الثقافي فيها عصرية يوم الاثنين الماضي فعالية احتفاء وتكريم للفنان المسرحي القدير والإذاعي والإعلامي البارز محمد قائد صالح المعروف بلقب (شروه) الذي اشتهر به والمأخوذ من عنوان المسلسل الإذاعي الفكاهي واسم بطله (شروه) الذي قدمه هذا الفنان المخضرم مع الفنانة القديرة لول نصيب وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً في العام 1975م، وكان في مقدمة الحضور الأخوان سعيد عبدالله حيدرة مدير عام مديرية تبن وعلي حسن القاضي رئيس فرع الاتحاد ورئيس المنتدى مع حشد من الأدباء والشعراء والفنانين من لحج وعدن وأبين ضاق بهم مقر الاتحاد، ورغم ذلك كان غياب كثير من مبدعي لحج ثم عدن وأبين واضحاً كل الوضوح وفي مقدمتهم فنانو المسرح والإعلام الإذاعي واكتفت إذاعة لحج ومكتب ثقافتها بإرسال من ينوب عنهما، إلا أن (شروه) أجاب عن سؤالي عن تأثير هذا الغياب أن (لكل واحد ظروفه) ولكنه بدا متأثراً وهو يقول إن مثل هذه اللحظات الجميلة تهيء النفوس قبل الظروف لمزيد من الإبداع، وكان الشاعر الكبير محمود السلامي قد (تعملق) وأكد نقاء روحه الفتية الكبيرة ببرقية اعتذار عن الحضور هنأ فيها المحتفى به الفنان القدير محمد قائد صالح (شروه).

ومن بين الحضور تحدث - أثناء بقائي- بعض الأساتذة منهم عبده سعيد كرد، خالد فضل محسن الحوت (قصيدة جميلة)، فرحان علي حسن ، كمال منيعم، محمد أحمد كرد وشيخ صبري بقصيدة جميلة، وكلمات المتحدثين أشرقت بعبارات حبية ومشاعر وفائية نحو المحتفى به وبتقديرهم الكبير لإسهاماته الرائدة في مجال الإعلام والدراما الإذاعية وفي مجال المسرح وبعضهم تناول بشيء من التفصيل جوانب عديدة من مشواره الفني والإعلامي ودوره النضالي كذلك مقلباً صفحات من الذكريات لنعرف أن (شروه) كان من بين الفدائيين الذين دخلوا مدينة (كريتر) في العام 1967م وجعلوها ممنوعة عن قوات الاحتلال البريطاني ، إلا أنه يجب أن توثق كلمات الجميع، وأن تضمها نشرة خاصة يصدرها الاتحاد أو منتدى تبن.

وللمحتفى به الفنان القدير محمد قائد (شروه) تاريخ طويل مع الدراما الإذاعية والمسرحية إلى جانب استفادة إذاعتي لحج وعدن من مهاراته في الهندسة الإذاعية، وفي إذاعة لحج قدم العديد من البرامج الثقافية الدرامية منها (سلومة وسالم) (كلام لك وكلام عليك) (يا الله رضاك) (أنتم معي والا معها) (الصراحة فيها راحة) وبرامج إذاعية مثل مجلة الإذاعة ونادي المستمعين إلى جانب بعض البرامج الصحية التوعوية. وفي المسرح شارك في الكثير من العروض المسرحية منها (طريق الهلاك، صورة من الماضي، شحبوب ورباش، الطفل المتقاعد، الزوج المنحوس، العلقة (دور امرأة)، شهامة العرب، المروءة، وهكذا لقي الله) وغيرها، ومع ذلك فهو إنسان متواضع للغاية وفنان للغاية جدير بالاحتفاء. الفعالية كدرها في نفوس معظم الحضور غياب واضح لكثير من فناني وإذاعيي لحج وعدن وأبين، إلا أن روح الشاعر الكبير الراحل عبدالله هادي سبيت المتوفى يوم الأحد 22/4 رفرفت فوق رؤوس الجميع وانسابت ذكراه العطرة في كلمات المتحدثين وعيون المستمعين ولونت كلمة المحتفى به بالحزن الثقيل وفاء وعرفانا من فنان أصيل لفنان أصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى