تأملات في المشهد اليومي

> نجيب صديق:

>
نجيب صديق
نجيب صديق
(حمار الحكيم)..في كتابه (يوميات نائب في الأرياف) يحكي الكاتب الكبير الراحل توفيق الحكيم أنه كان لوالده (جحش) تربى مع توفيق الحكيم .. وعندما كبر الجحش وصار حماراً .. قام الحمار بارتداء جلد السبع .. وأخذ يبطش بالقرية ويأكل كل ما لذ وطاب من دجاج وبيض وزرع .. وخلف ذعراً لأهل القرية .

وما أن شبع الحمار .. نهق .. حينها تيقن أهل القربة من أن ذلك هو حمار الحكيم .. فأوسعوه ضرباً .. فما كان من توفيق الحكيم إلا أن قال «وكم من حمير تلبس جلد السباع .. حتى إذا شبعت نهقت ظهر عنها ثوب الخداع».

(برناردشو والكلب)
هذه واحدة .. أما الأخرى وهي أظرف من سابقتها فهي للكاتب الإيرلندي الساخر برناردشو. تقول الحكاية إن برناردشو كان يحمل ذات يوم أكياساً مليئة بالعظام ذلك لأنه كان يربي بعض الكلاب في منزله . فما أن رآه أحد أصدقائه حتى حاول مداعبته قائلاً له : ما هذا ؟! أظن أن لديك حفل استقبال للكلاب!!

فرد برناردشو بسرعة وسخرية: نعم .. ألم تصلك الدعوة بعد !!

(رجلان بقبر)
في مذكرات تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا السابق وفي أحد فصول الكاتب قال تشرشل إنه زار قبر أحد أصدقائه .. فلما وصل إلى حافة القبر قرأ لوحة كتب عليها : هنا يرقد السياسي البارع والصادق الأمين .. عندها ضحك تشرشل والتفت إلى يمينه قائلاً لمرافقه:«إنني لأول مرة في حياتي أرى رجلين في قبر واحد».

هذه التأملات التي استعرضتها نعيشها اليوم .. فحمار الحكيم يرتعي بين ظهرانينا .. وكلب برناردشو ينبح في شوارعنا .. وقبر صديق تشرشل .. جثث تسير بقدميها من دون حياء .. واللهم من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى