نظرية الأدب الإسلامي (الخصائص 2)

> «الأيام» عبده يحيى الدباني:

> 5- تعد الواقعية من خصائص الأدب الإسلامي ونقده ولكن ليس الواقعية بمعناها الغربي الفلسفي المذهبي اللغوي، فالواقعية في الغرب مذهب أدبي وجد صداه في الأدب العربي الحديث وكذا الواقعية الاشتراكية لكن هاتين الواقعيتين حصرتا الإنسان في مساحة محددة ضيقة وأهملتا الواقع الإنساني الكبير الذي يشمل حياة الإنسان كلها بما فيها من عمق واتساع إذ حصرتا الواقع الإنساني في الجانب المادي الحيواني وأهملتا الجانب الروحي المعنوي الذي هو أساس الحياة الإنسانية بعد نفخة الروح.

أما الواقعية في نظر الإسلام والأدب والنقد المنطلقين منه فهي عامة وشاملة إذ هي كل ما يحدث في حياة بني الإنسان من تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية وروحية وتصوير هذا الواقع يراعي مكانة الفرد في حياة البشرية ولا يهمل واقع الجماعة كما يراعي جوانب القوة والضعف معاً في حياة الإنسان فلا يهمل هذه على حساب تلك (منهج الفن ص92 ) والأدب الإسلامي في واقعيته يرسم ما في الفرد من نقائص وعيوب وضعف وخسة وهبوط ولكن على أساس أنها شر وعلى أنها نقائص لا على أساس أنها واقع وضربة لازب لا محيد عنها ولا أمل في الفكاك منها أو الارتفاع عليها (من قضايا الأدب الإسلامي ص 76 ) فالله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان ضعيفاً وخطاءً ولكنه قد زوده بما يتجاوز كل ذلك ويكفره .

6 - حتى يصير الأدب إسلاميا فليس بالضرورة أن يكون تسبيحاً وتهليلاً واستغفاراً وابتهالا أو موشحات دينية، فجانب الدين والعبادة هو جانب واحد من جوانب الإسلام الكثيرة والأدب الإسلامي ليس فقهاً ولكنه قد يتمثل الفقه أو روحه ثمثلاً فنياً بحيث يفيد الأديب من الفقيه ويفيد الفقيه من الأديب وكذا فإن النقد الأدبي الإسلامي ليس فقهاً وما ينبغي له أن يكون كذلك، إن مجال الأدب الإسلامي واسع وعميق سعة الإسلام وعمقه.

7 - إن من الخصائص التي يتمتع بها الأدب الإسلامي ونقده (الانفتاح) على مختلف النظريات الفلسفية والأدبية العالمية والأخذ منها ما يناسب هويته ومبادئه وما يخدم تطوره لاسيما في جوانب الأشكال الفنية انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم :

«الحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها فهو أحق بها» فلسان حال النظرية يقول : لا انكفاء ولا ارتماء .

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى