محمد جمعة خان لم ينل معاشاً تقاعدياً في حياته أو بعد رحيله

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> في عمود (كركر جمل) بالصفحة الأخيرة من صحيفتنا الغراء «الأيام» العدد (5075) بتاريخ 24 أبريل2007م، كتب الأستاذ القدير عبده حسين أحمد يقول: «من يصدق أن المعاشات التقاعدية للفنانين الكبار أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي ومحمد جمعة خان والمحضار وفضل محمد اللحجي ومحمد سعد الصنعاني وغيرهم لا يتجاوز العشرة ألف ريال، ولا أحد يدري ماذا سيكون مصير الفنانين الكبار الذين هم على قيد الحياة- أطال الله في أعمارهم...».

وبداية نود أن نؤكد أن العبقرية الحضرمية الغنائية الفنان محمد جمعة خان لم يحصل على معاش تقاعدي في حياته، بعد تقاعده عن العمل قائداً للفرقة السلطانية، إبان الدولة القعيطية بحضرموت، وذلك في اربعينيات القرن الماضي، واستمر في عطاءاته الفنية، بعد أن أسس فرقته الغنائية التي شهدت معه نجاحاته الكبيرة في تطوير وتجذير الأغنية الحضرمية ونشرها في كل أرجاء الوطن، والجزيرة والخليج، وشرق وجنوب شرق افريقيا في رحلاته العديدة إلى هذه الدول، واستمرت هذه الرحلة الفنية الثرية حتى رحيله في 25 ديسمبر 1963م، ولم تنل أسرته أي معونة تذكر، من أي جهة كانت، لا في زمن الدولة القعيطية، ولا بعد الاستقلال، واستمر هذا التجاهل والغبن حتى بعد قيام الوحدة، ومازال مستمراً.

أثار موضوع الأستاذ القدير عبده حسين، جملة من الأسئلة التي تؤرق كل صاحب فكر، وحامل رؤية ثقافية، بعدم وجود نوايا حسنة في توجهات السلطة، والنخب السياسية، وتعاملها مع المبدعين الحقيقيين في عموم محافظات الوطن، فهي ذاهبة إلى تكريس ثقافة الجهل والتجهيل، واحتضان مدعي المعرفة، ومتسلقي السلم الثقافي دون وعي، وهو الأمر الذي يبدو جلياً في اللا مبالاة والسلبية التي تمارس على كل رواد الفن والثقافة في بلادنا، ففي حضرموت على وجه الخصوص لم يحظ أي فنان أو كاتب أو مبدع في مجالات الفنون كافة بأي تقدير أو دعم إلا للأغراض الدعائية، بعد إفراغ مضمون هذا التكريم أو ذاك، على الرغم من أن حضرموت بها الكثير من المبدعين الكبار، أمثال الشعراء: أحمد سالم البيض، سالم أحمد بامطرف، عمر أبوبكر العيدروس، محمد محفوظ سكران الكالف، والملحن المبدع محمد علي عبيد، وشيخ الفنانين سعيد عبد النعيم، والمبدع عمر محمد غيثان، وهذا الأخير كنا قد انتزعنا له مع زميليه الفنانين عبدالحبيب صالح حيابك، وعازف الكمان محمد أحمد عبدالرحيم باعباد، قراراً بدعم شهري من صندوق الثقافة من قبل الوزير السابق الأستاذ خالد عبدالله الرويشان، ولكن هذا القرار ضاع في أروقة الوزارة، ولم ينل حظه من الجدية في التنفيذ من قبل القائمين على شئون العمل الثقافي بالوزارة، وبقي الحال يراوح مكانه، على الرغم من التواصل المستمر مع المعنيين، إلا أن للمركزية صوتها الطاغي، وغلبتها التي توقفك أمامها رافعاً الراية البيضاء.

ومن هنا كان لزاماً علينا أن نعيد طرح هذه القضايا الإنسانية التي تؤكد صدقية التوجه في انتشال الوضع الثقافي من كوبته. وأول خطوة فيه الالتفات إلى هذه الكواكب النيرة في عالم الثقافة في بلادنا، فهل يكون لوزير الثقافة الجديد د. محمد أبوبكر المفلحي لمساته الحانية؟

وهل يكون لمكتب ثقافة حضرموت تواصل حقيقي للتعريف بهؤلاء المبدعين ورفع صوتهم إلى وزيرهم القادم، بعد سنوات عجاف، وقطيعة مفتعلة مع الوزير السابق كانت مبرراً لما آل إليه الوضع الثقافي في حضرموت التاريخ والتراث والأصالة من ركود مخيف؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى