«الأيام» تزور مدرسة عمرو بن العاص بالمضاربة .. مبان قديمة آثارها متشققة سقوفها وجدرانها .. وقش وحجر يُظل طلابها

> «الأيام» محي الدين شوتري:

>
ظلام وأحجار ضخمة وأعواد القش تنذر بكارثة مستقبلية
ظلام وأحجار ضخمة وأعواد القش تنذر بكارثة مستقبلية
منطقة ملبية إحدى مناطق مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، ويبلغ تعداد سكانها حسب آخر الاحصاءات ثلاثة آلاف وخمسمائة نسمة يتوزعون على التجمعات السكانية الآتية : الخالدي، العشة، الصغيرية، الهراتية، المكيدفان، القاعدة، الاجرف، اللصبة، المشاعر.. الخ، وتحيطها سياجات جبلية وتلال، وتكسو أرضها الخضرة، ويتسم أهلها بالطيبة والكرم العربي الأصيل ويقاومون جفاف الخدمات بصلابة الرجال.

«الأيام» تقودكم إلى ملبية لتنقل لكم كلمات تعبر عنها صور من واقع التعليم في مدارسها وقصة مبانيها.. السطور الآتية جديرة بالقراءة والمتابعة.

مدرسة عمرو بن العاص في سطور

تأسست مدرسة عمرو بن العاص إبان الوجود البريطاني في الجنوب عام 1963م، حيث كانت مقصورة على الصفين الأول والثاني وكان عدد الطلاب يومها 35 طالباً فقط، ثم وصل عدد الفصول عام 71-72م إلى ستة فصول، ثم أخذت تتوسع من خلال إضافة عدد من الفصول الدارسية ليشهد عام 88 تخرج أول دفعة في الصف التاسع، وترجع بداية التعليم الثانوي بملبية إلى عام 95-96م حيث اقتصرت على الصف الأول الثانوي، واكتملت صفوف التعليم الثانوي فيها عام 97-98م.

أما مدرسة الزهراء للبنات فهي حديثة التأسيس حيث أنشئت عام 2002-2003م، وبلغ عدد الطالبات فيها 433 طالبة، فيما وصل عدد طلاب التعليم الأساسي إلى 467 طالباً، وطلاب الثانوية العامة بقسميها إلى 121 طالباً.

تشققات تظهر جليا في جدران المدرسة
تشققات تظهر جليا في جدران المدرسة
تعددت الهموم .. والنتيجة واحدة
تكاد تتشابه أحاديث مديري المدارس الثلاث الأستاذ أحمد علي النيش، مدير مدرسة التعليم الاساسي، والاستاذ غانم قشيع، مدير مدرسة التعليم الثانوي، والاستاذ محمد سالم البديش، مدير مدرسة الزهراء للبنات، ولا تختلف مضامين هذه الكلمات في الهموم والمنغصات للعملية التعليمية، فمن يزور مدرسة عمرو بن العاص سيظهر جلياً أمام عينيه تقادم المبنى وآثار التصدعات والتشققات في سقف المبنى المدرسي وجدرانه، وقد يتهدم هذا المبنى إذا لم تسارع الجهات المختصة بترميمه.

وما يلفت الانتباه هو مكتب الإدارة الصغير الحجم الذي يكتظ ببضع وعشرين معلماً يضاف اليهم الأثاث.. أما المبنى المدرسي فإنه لم يعد يتسع لكثافة الطلاب الآخذين في التزايد سنوياً، ونظراً لقلة الصفوف اضطرت إدارة المدرسة إلى بناء صفوف مرصوصة بأحجار ضخمة وأعواد من القش تظلل أجسادهم النحيلة، ليظل هذا الحال هاجساً يؤرق الطلاب والأبناء فإلى متى سيستمر هذا الوضع الذي ينذر بكارثة إذا لم يع مسؤولونا المهمة الملقاة على عواتقهم؟. وثمة همّ آخر تعانيه مدرسة عمرو بن العاص هي نقص الكتاب المدرسي ونقص المعلم .. كل هذه الآلام أصابت العملية التعليمية فيها بالشلل.

د. السلامي .. رجل المهمة
يبذل د. علي أحمد السلامي، مدير عام مكتب التربية والتعليم في محافظة لحج جهوداً كبيرة لإخراج الواقع التعليمي في المضاربة من وضعه المأساوي، فقد قام باستئجار مبنى للمكتب التنفيذي في المديرية، بالإضافة إلى توجيهاته المستمرة لقيادة المكتب بحل المشكلات التي تواجه المعلمين .

صورة لمدرسة عمر بن العاص تحكي قدم المبنى
صورة لمدرسة عمر بن العاص تحكي قدم المبنى
لكن السؤال هل يتعاون المكتب التنفيذي مع الدكتور السلامي وإبلاغه بالأوجاع المزمنة لواقع التعليم فيها لإيجاد حل عاجل ومناسب لها؟ أرجو من قيادة السلطة المحلية في محافظة لحج الوقوف إلى جوار د. علي السلامي وعدم خذلانه.

ليس تحاملاً وإنما ذكرى
أرجو أن لا يظن أحد أنني متحامل على مكتب التربية وقيادته في المديرية الذين أتمنى لهم بلوغ أقصى مراحل النجاح في المهمة الصعبة الملقاة عليهم.

ولكن هذا من باب الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين ولأولئك الذين صاروا حجة في التأويل والتفسير أقول لهم إن من يعمل في الميدان .

ويلامس هموم وأحزان الناس ويواسيهم خير من أن ينتصب في المقايل ليخوض في أعراض الناس ويقذفهم بأبشع الأقوال والأفعال وهم بريئون منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى