المرأة.. نصف المجتمع الجميل

> «الأيام» حنان علي محمد سعيد:

>
حنان علي محمد سعيد
حنان علي محمد سعيد
الحديث عن المرأة هو حديث عن الأم والأخت والزوجة، حديث عن المخلوق الجميل والرقم الصعب في المعادلة الاجتماعية، ولولا المرأة كما قال ناظم حكمت، لحاصرنا الجفاف وقتلنا العطش.

إنها النبض الذي يمنح المجتمع حياته، ويجعله مع الرجل مجتمعاً سوياً قابلا للتطور والرقي، فكل عمل عظيم ومجيد أساسه المرأة.

من منا لم يقرأ، أو يسمع عما اجترحته المرأة من بطولات على انبساط التاريخ الإنساني من أمثال كليوباترا، زنوبيا، بلقيس، أروى، فكتوريا، هيلين كيلر، أنديرا غاندي، والقائمة طويلة، فالمرأة كما يقول ميخائيل نعيمة: نصف إنسان والرجل نصف إنسان، أما الإنسان الكامل فلا يكون إلا بالاثنين متحدين.

صحيح أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وعكس هذه المقولة هو بالمقابل صحيح أيضاًً، بل وقد ذهب آخر إلى أبعد من ذلك عندما قال: أن تخسر رجلاً تخسر فرداً، ولكن أن تخسر امرأة تخسر أمة، فالمرأة الأم إن أنت أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وهو قول مكثف للمكانة العظيمة التي تحتلها المرأة في اللوحة الكبرى للمجتمع.

الغريب أن بعض الرجال وفي الألفية الثالثة مايزالون يرون المرأة شيئاً من أملاكهم ومتاعاً لرغباتهم ولا حق لها بالخروج من الجدران الأربعة إلا مرتين: مرة إلى بيت الزوج ومرة إلى قبرها، أما خروجها للعمل وبناء المجتمع مع شقيقها الرجل ففيه خدش للشرف الرفيع! نسي هؤلاء أو تناسوا أنه لولا خروج المرأة مثل مدام كوري وعملها المضني في مختبرها لما عرفنا الراديوم، فالعلم لم يزدها إلا ورعاً وشرفاً كما قال المجاهد محمد علي لقمان المحامي في كتابه القيم (بماذا تقدم الغربيون؟).

لم يخف ابن رشد الحقيقة عندما قال: إن المرأة لا تختلف عن الرجل، وإن النساء قادرات على ممارسة الحكمة وخوض المعركة وحكم الجمهورية، فهي كما قال دستو فيسكي: خلقت لتنال الحقوق نفسها وفرص العمل نفسها والنجاح نفسه مثل الرجل، فإن لم ندرك حقيقة هذه المعادلة الاجتماعية فإننا بوعي أو بدون وعي نحفر لحد تخلفنا المعرفي، ونوسع الفجوة أكثر بيننا وبين الدول المتقدمة، وقد صدق المهاتما غاندي عندما قال: أن نطلق على المرأة الجنس الضعيف فهذه سبة لنا. وهذا مفتاح سر تطور الهند، التي غدت اليوم رقماً صعباً في قطار الألفية الثالثة تكنولوجيا ومعرفياً، ينطبق ذلك على كل الدول التي تحترم المرأة وتساويها بالرجل في الحقوق والواجبات بوصفها نصف المجتمع وشريكاً أساساً لا غنى عنه.

فهل نصحو من غفوتنا، ونستوعب معادله (امرأة+ رجل= مجتمع سوي، مجتمع قابل للتطور)؟ نرجو ذلك!!

ولم نفقد الأمل فما أضيق العيش- كما قال الشاعر- لولا فسحة الأمل.

مديرة مدرسة بازرعة التاريخية بعدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى