«الأيام الرياضي» تحاور مسئولة النشاط النسوي في نادي الشعلة الرياضي:التواصل الشخصي هو الأسلوب الذي نتبعه للوصول إلى المواهب ..أدوار الاتحادات وفروعها ضعيفة في دعم ومساندة رياضة الفتاة

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

> تعتبر المهندسة سميرة عبدالله محمد الأغبري واحدة من أنشط المتواجدات في الساحة الرياضية من خلال حضورها الدائم والفاعل في الرياضة النسوية على مدى سنوات طويلة امتدت لما يقارب العقدين من الزمن ابتدأت فيها كلاعبة متفوقة في لعبة كرة الطاولة ووصلت إلى أن تكون في قوام المنتخب الوطني وتواجدت في عدة مناسبات ومحافل عربية وقارية ثم تواجدت في كثير من المناصب الرياضية في نادي الشعلة واتحاد الطاولة في عدن ولجنة الرياضة النسوية في عدن وفرع اتحاد الشطرنج بعدن وهي محاضرة وطنية (التضامن الأولمبي) وغيرها.

«الأيام الرياضي» سعت إلى الأخت سميرة المهندسة في شركة مصافي عدن ورئيسة جمعية الفردوس والرياضية التي تشغل منصب مسئولة النشاط النسوي في الشركة ونادي الشعلة، وحاورتها وخرجت بالتالي:

> وأنت مسئولة عن القطاع النسائي في نادي الشعلة، هل هناك نشاط كاف لتعطي الفتاة كل ماعندها؟

- الواقع لكي نتحدث عن نشاطنا من خلال التواجد في المسابقات فهو ليس جديدا ولكن له سنوات وقد ابتدأ من لعبة الشطرنج التي سجلنا من خلالها حضورا وأداءً تصاعديا في المستوى وصلنا به إلى احتلال المركز الثاني على مستوى الجمهورية.

بعد ذلك دخلت لعبة كرة الطاولة في اهتمامنا في فترة كنت فيها عضوا في الهيئة الادارية لنادي الشعلة الرياضي فنلنا الدعم والتشجيع من قبل مجلس الادارة بقيادة الاستاذ فتحي سالم لوضع قاعدة للعبة في اوساط الفتيات للاستقطاب الى النادي وصقلهن بتوفير مستلزمات اللعبة والاجواء المساعدة في تحسين المستوى رغم الصعوبات التي وقفت امامنا والتي جاءت في اتجاهات متعددة فكانت هناك إرادة واعتمدنا على ايماننا بقيمة الرياضة وأهميتها للمجتمع بشكل عام والحمدلله صار للعبة في نادينا شأن وأصبحنا أبرز فريق على مستوى الجمهورية بتحقيق المراكز الأولى.

> في ظل المعاناة وما وصلتم إليه بجهود بذلتموها مع أطراف أخرى هل هناك من يهتم بالأمر؟

- حتى لانكون مجحفين في حق البعض هناك من يهتم ويقدر ما تحقق ولكن هناك تهميش من قبل الأطر العليا التي يفترض ان تكون راعية لهذه الالعاب وانا اتحدث عن الاتحادات وفروعها التي يفترض ان تجعل مسابقات الفتيات حاضرة دائما لا موسمية وأن تكون مبرمجة في جداول معروفة من سابق حتى يكون هناك استعداد جيد يأتي بمستوى أفضل.

سميرة قبل إلقائها محاضرتها حول الرياضة النسوية
سميرة قبل إلقائها محاضرتها حول الرياضة النسوية
إضافة إلى اتحاد المرأة الذي تقع عليه مسئولية كبيرة في وضع نشاط ومسابقات الفتاة على خارطة الرياضة وذلك من خلال الاهتمام الفعلي والسعي وعدم الاكتفاء بما تقرره الاتحادات متى ما شاءت.

كما أنه يجب ان تكون عدن بالذات في واجهة الاهتمام لانها كانت ومازالت هي السباقة على مر السنوات في مجال الرياضة كونها تمتلك المواهب التي اكدت تواجدها دائما في المحافل الخارجية والداخلية.

ولك ان تتصور كيف تصاب الفتاة بالاحباط عندما تحقق شيئا لاتنال عليه سوى العودة وانتظار الاعلان عن مسابقة قادمة بعد شهور عدة.

> دعيني أسالك ماهي آلية الوصول الى المواهب وجذبها الى النادي؟

- دعني أقول لك بأن وضع آلية عمل واتباعها على اساس المدرسة التي هي الحقل الاول للفتاة والولد نجد فيه صعوبة قصوى وذلك يعود الى عادات مجتمعنا التي يعرفها الجميع ولكن نحن عندما بدأنا كان اعتمادنا على تواصل شخصي لرصد البنات اللاتي لديهن موهبة في الالعاب التي نهتم بها ومن خلال بعض المسابقات التي كنا نقيمها في نادي المصافي والتي أفرزت لنا مجموعة شكلنا بها الفرق الاولى في تلك الفترة وعن طريق هؤلاء تم البحث عن أخريات في المدارس في ظل صعوبة التنسيق مع المدارس لوجود فجوة متمثلة بمنطق رفض رياضة الفتاة، فظللنا نعتمد اسلوبنا الذي لايفرض على أحد وإنما بالرغبة الكاملة وبسعينا الى توفير متطلبات ممارسة الفتاة للعبة بما يتناسب وتقاليدنا وبحرص شديد جدا ووفقنا في ذلك.

> الصعوبة في التنسيق مع المدارس وعدم وجود نشاط يمكن ان يختار منه كيف تتجاوزونها؟

- كما قلت لك نحن نحاول حسب الاستطاعة ومتى ماوجدنا تعاونا من الاطراف الاخرى بإمكاننا ان نؤدي ادوارا افضل فمثلا قيام فرع اتحاد الشطرنج بمسابقات على مستوى المدارس ساعدنا في المتابعة ورصد لاعبات جدد، وعلى العكس في الفروع الاخرى التي لاتعطي المدرسة اهتماما بإقامة نشاط ومسابقات فيصعب الامر بالنسبة لنا للمتابعة والرصد .. وهذا الشيء يلمسه الجميع في فريق الطاولة الذي بقي على نفس الاسماء خلال عدة سنوات دون ظهور جديد يكون بديلا لمن سبقه.

سميرة أثناء تكريمها من قبل وزير الشباب والرياضة السابق
سميرة أثناء تكريمها من قبل وزير الشباب والرياضة السابق
> إدارات الاندية وبالتحديد الشعلة هل تساند وتدعم ماتقومون به؟

- أنا سأتحدث عن الموقع الذي اتواجد فيه لأنني لا أعرف عن بواطن الامور في الاندية الاخرى فإدارة نادي الشعلة متواجدة معنا في كل نشاطاتنا وحيث ماتواجدنا وتقدم لنا الكثير مما نحتاجه في ظل وجود شخصية بحجم الاستاذ فتحي سالم رئيس مجلس الادارة ومن الاشياء المقدمة لنا المواصلات والسكن اثناء رحلاتنا وكل المستلزمات والامور التي نحتاجها لذلك نحن نعبر من هنا عن امتناننا لكل ماتقوم به الادارة الشعلاوية تجاهنا كفرق نسوية تحمل لواء النادي في المنافسات الرياضية.

وهناك أمر نتمنى ان تأخذه الادارة بعين الاعتبار وهو توفير مدرب خاص بالفريق النسوي للطاولة لان المدرب هو نفسه مدرب الاولاد وعندما تكون هناك مسابقة نظل دون مدرب وهو أمر يخل بتماريننا وهو أمر مهم نتمنى ان تأخذه الادارة بعين الاعتبار.

> وأنت صاحبة المشوار الرياضي الحافل كيف هي المقارنة بين ماكان وما هو الآن؟

- لايمكن ان توضع مقارنة بين ماكان من وضع رياضي وعصر ذهبي في السنوات التي عشناها كرياضيات وبين اليوم.

في الامس كانت الرياضه لها خصوصيتها كرياضة ليس فيها ماهو اليوم فالمال دخل وأخل بتوازن حب اللعبة وإعطاءها ماتستحق لتحقق أهدافها.

وفي هذا الأمر أقول إن عدن التي كانت الاجود والافضل في تفريخ المواهب وإبرازها الى الساحة في سنوات سابقة والتواجد في المحافل العربية والقارية تسير في اتجاه استعادة وضعها اذا ما جاء الاهتمام موازيا، كما ان هناك ايضا محافظات اخرى بدأت تظهر في العاب مختلفة كالجودو والكاراتية والشطرنج والطائرة والسلة وتحتاج الى مسابقات دائمة لتصل الى التطور الذي يخدم هذه الالعاب وتواجدها بين الانشطة الرياضية بصفة عامة.

> هل هناك تنسيق بين المدرسة والنادي والاتحاد والفروع وحتى الوزارة لبرمجة الانشطة الرياضية للفتاة؟

- بكل صدق اقول إن هذا الامر غير موجود فلا توجد برامج مسبقة تعطيك فرصة كافية للاعداد ولا هناك تواصل بين ادارات التربية في اقامة المسابقات الخاصة بالفتاة بشكل مستمر حتى تظهر المواهب ويتم صقلها فالاتحادات بفروعها شبه غائبة اذا ما استثنينا البعض الذي يحاول بذل الجهد لاقامة مسابقة رغم الصعوبات التي لها حضور والتي تصب في اتجـاه مضاد يرفض ان تمارس الفتاة الرياضة.

في مجمل الأمر أستطيع أن أقول إننا نفتقد برمجة مسابقاتنا وأحيانا نفاجأ بأن هناك مسابقة ونبلغ قبل أيام وبالتلفون بأن علينا أن نستعد للسفر أو ما شابه.

وهذه أمور تحتاج إلى عمل من قبل القائمين في الوزارة والاتحادات من خلال إعطاء رياضة الفتاة اهتماما في برامجها النسوية.

وتقدم شرحاً لكبار زوار أحد المعارض التي أشرفت عليها
وتقدم شرحاً لكبار زوار أحد المعارض التي أشرفت عليها
> تواجدك كعضو للمجلس المحلي في دورة سابقة هل جاء بمردود على تأدية مهامك في الجانب الرياضي؟

- في الحقيقة أنا كنت أنتظر أن يكون كذلك ولكن من خلال التجربة العملية لم يتحقق الامر لسبب وحيد هو عدم إعطاء هذا الجانب أهميته في منظومة عمل المجلس على مستوى المديرية ،وبالتالي إغلاق الباب أمامي لأحقق ماكنت أريده مما جعل وجودي كعضو في المجلس لايأتي بأي فائدة على العمل الرياضي بكل أسف.

> ماذا تحتاج رياضة الفتاة لتسجل حضورا أفضل مما هي فيه؟

- تحتاج اهتماما جاداً وليس إسقاط واجب، يجب أن يكون لرياضة الفتاة- إذا أراد القائمون عليها أن تتطور وتحقق أهدافها- برامج تدريبية مستمرة وخبرات تساعد في ذلك ووضع مسابقات دائمة وليست موسمية على مستوى الاندية ولايظل الامر محصورا على المدرسة فقط كما أن تجاوب الأسر أمر مهم جدا في الاقتناع بأن الرياضة لايمكن أن تأتي بضرر على بناتهم خصوصا الألعاب الفردية.

> كلمة أخيرة

- أولا أشكر صحيفة «الأيام الرياضي» على وجودها وسعيها لرصد وضعنا كما نوجه الشكر للأستاذ فتحي سالم ومجلس إدارة نادي الشعلة على المساندة والدعم المستمر ونود أن نقول للبعض إن الرياضة رسالة سامية وذات فائدة على المجتمع..أتمنى أن يفهمها الجميع.

على هامش اللقاء
- نحن نعاني من موقف مضاد لانعرف على ماذا يستند .

- نحن لانطلب المعجزات من الوزارة واتحاد المرأة ولكن فقط نريد أن تعطى الرياضة النسوية حقها.

- وجود المرأة في بعض المواقع المهمة في الهيئات الرياضية لايمكن أن يكون له جدوى مالم تنل دعم من هم حولها .

- الوزارة وعدت بإقامة مركز رياضي في عدن وإلى اليوم مازال الأمر مجرد كلام.

بطاقة تعريفية
> الاسم : سميرة عبدالله محمد.

> الوظيفة : مهندسة في شركة مصافي عدن.

> المؤهل: ماجستير هندسة مدنية.

> الوضع الرياضي: مسئولة النشاط النسوي بنادي الشعلة.

> لاعبة كرة الطاولة للمنتخب الوطني سابقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى