المرفأ رئة مقديشو تحت حراسة قوة السلام الافريقية

> مقديشو «الأيام» ميشال كاريو :

>
تقوم ثلاث دبابات تابعة لقوة السلام الافريقية في الصومال بعيدا عن الانظار بحراسة الخط المشرف على محور الطرق الرئيسية المؤدية الى مرفأ مقديشو الذي يمثل الموقع الاستراتيجي والحيوي في العاصمة الصومالية ويستقبل غالبية البضائع المنقولة بحرا.

والمرفأ هو رئة حقيقية لمقديشو التي انهكتها 16 سنة من الحرب الاهلية. وعبره تمر المنتجات الغذائية وايضا المحروقات على انواعها المخصصة للسيارات والمولدات التي تشكل المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في العاصمة.

ويقوم بضعة جنود يرتدون السترات الواقية من الرصاص ويعتمرون القبعات الثقيلة بدوريات بطيئة على طول ارصفة المرفأ تحت شمس حارقة.

ويتجاهلهم العاملون في المرفأ والذين وجدوا ملجأ في ظلال الابنية على غرار سائقي الشاحنات الممدين تحت آلياتهم بانتظار حمولة او درجات حرارة اقل ارتفاعا.

وفي مواجهة الوضع الامني المتردي بصورة دائمة في مقديشو، يحرص جنود قوة السلام ال1500 بالدرجة الاولى على تعزيز دفاعاتهم ومنع اي تسلل في محيط المرفأ.

واضافة الى الدبابات، وضعت بطارية مدفعية قرب السجن القديم الذي بناه مستوطنون ايطاليون فوق التلال المطلة على الموقع ومداخل الميناء.

واوضح الميجور جيف موكاسا قائد الفرقة التي تولت الحراسة للصحافيين ان "واجبنا هو ضمان امن المرفأ".

وفي شأن المتمردين الذين واجهوا القوات الحكومية والاثيوبية الحليفة بالاسلحة الثقيلة في المدينة في اذار/مارس ونيسان/ابريل، اقر الضابط بان "قصف المرفأ حصل،ولا يمكننا منعهم من القيام بذلك. اننا نجهل اسبابهم. لكن السيطرة على المرفأ امر اخر ولا اعتقد ان بامكانهم القيام به".

ومنذ ان طردت القوات الحكومية الصومالية بدعم من الجيش الاثيوبي قوات المحاكم الاسلامية في نهاية كانون الاول/ديسمبر، يشكل المرفأ مرارا هدفا لاطلاق قذائف الهاون.

وترحب الادارة الجديدة للمرفأ رسميا بوجود قوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي والتي تسمح للسفن بالرسو في المرفأ بامان. واوضح المدير عبدي غيناو الاساو "ان المنشآت تعمل لكن تنقصنا التجهيزات".

وتسببت المعارك وغياب الدولة منذ اندلاع الحرب الاهلية في 1991 بتآكل غالبية آليات نقل البضائع في الميناء والتي بقيت مهملة في ساحاته.

وحدها بضع سفن صغيرة لا تبعد كثيرا عن الشاطىء وزوارق بمحركات بقيت تتوقف في مقديشو بعد وضع حد لظاهرة القراصنة الذين يهاجمون بانتظام سفنا قبالة السواحل الصومالية.

وعلى طرف الرصيف، وصلت للتو سفينة صغيرة ترفع العلم الصومالي ومسجلة في مقديشو آتية من دبي. وانهمك العمال وافراد الطواقم بافراغها من اكياس الارز والسكر التي كانت تنقلها.

وعلق احد رجال الجمارك امام العمال الذين يقومون بنقل الاكياس على ظهورهم الى الشاحنات ان "السفينة تحمل مواد غذائية بصورة اساسية". ويقوم الجنود الاوغنديون بالاشراف على العمليات بعدم اكتراث.

واعتبر ضابط ان لا شيء غير طبيعي في صفوف قوة السلام الافريقية,ويعود عناصره الى معسكرهم عند الطرف الاخر من المرفأ حيث ينشدون بعض البرودة في الجو. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى