الحضرمية آمنة بنت الحبشي واليافعية زينب بنت عبدالله نموذجان مباركان

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
استهل المفكر الإسلامي المعروف د. محمد عمارة موضوعه الموسوم «المرأة والعمل العام» في مجلة «الوعي الإسلامي»، مارس 2006م - ص 70 :«إذا كانت مدرسة النبوة قد مثلت المؤسسة التربوية الأولى للعمل الدعوي والاجتماعي العام...». ومن هذا المنطلق كرم الإسلام نساء طاهرات ومجاهدات وصابرات منهن آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وأمهات المؤمنين تتصدرهن خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها وعنهن وبنات رسول الله زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن والقائمة طويلة لا يتسع المجال لذكرهن جميعا.

الغريب في أمر البعض أنهم يريدون إغلاق الأبواب وإطفاء الأنوار وإيقاف سنة وعجلة التطور بتعطيل طاقات معاشر النساء في هذا وذاك من البلاد الإسلامية، وإذا أخذنا المعطيات السكانية للإناث في بلادنا سنجد تقاربا بينهن وبين شقائقهن من الرجال، فاستنادا إلى النشرة التي أصدرتها مؤخرا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا - الاسكوا) فإن الإناث الواقعات في الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة قد بلغ عددهن مليونين و272 ألفا مقابل مليونين و380 ألفا من الذكور، أما الإناث الواقعات في الفئة العمرية من 25 إلى 64 سنة فقد بلغ عددهن 3 ملايين و267 ألفاً مقابل 3 ملايين و267 ألفاً من الذكور (بالتساوي مع الذكور).

في الجانب الآخر من الغرابة، نجد التباين الصارخ مع المرأة، حيث بلغ عدد المسجلات في القيد الانتخابي عام 1993م (478.379 امرأة) بنسبة 18% وارتفع في العام 1997م إلى مليون و304 آلاف امرأة بنسبة 28% وإلى 3 ملايين و414 ألف امرأة بنسبة 42% في العام 2003م، وإذا وقفنا أمام نصيبها في الترشيح الانتخابي سنجد أن عدد المرشحات عام 1993م بلغ 42 مرشحة بنسبة 1.3% وانخفض إلى 19 مرشحة بنسبة 1.4% عام 1997م وانحدر إلى 11 مرشحة بنسبة 0.8% عام 2003م.

هذا هو الحبيب المصطفى يشهد لشموخ أم عمارة:
أم عمارة، نسيبة بنت كعب رضي الله عنها (متوفاة عام 13هـ /634م) صحابية شهدت بيعة العقبة وأحد والحديبية وخيبر وعمرة القضية وحنينا، وسمعت من رسول الله أحاديث وكانت رضي الله عنها تخرج إلى القتال تسقي الجرحى وتقاتل بضراوة، وبرز ذلك يوم أُحد عندما تراجع الناس ومنيت باثني عشر جرحا بين طعنة رمح وضربة سيف، وكان رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه إذا حدث عن يوم أُحد وذكر أم عمارة يقول «ما التفت يميناً وشمالاً إلا رأيتها تقاتل دوني». وحضرت رضي الله عنها اليمامة وتفانت في الاستبسال ودفعت الضريبة مضاعفة عندما بترت يدها وتعرضت لعدد من الإصابات، فانتقلت إلى المدينة لتداوي جراحها وكان خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعودها ويسأل عنها (راجع: «الجامع» جامع شمل أعلام المهاجرين المنتسبين إلى اليمن وقبائلهم، محمد عبدالقادر بامطرف، ص 611).

من هي الحضرمية آمنة بنت الحبشي؟
آمنة بنت محمد الحبشي (1844-1915م) من العلويين الحضارمة، داعية إسلامية، من مواليد سيئون وفيها تلقت تعليمها. تزوجت من السيد علوي السقاف، صاحب الحاشية على كتاب «فتح المعين» (فقه). رافقت زوجها إلى مكة المكرمة وتوسعت هناك مداركها المعرفية على يدي ولدها وزوجها. غادرت مكة المكرمة بمعية زوجها إلى اسطنبول، حيث قامت بنشر الدعوة الإسلامية في الوسط النسوي التركي وانتفع بعلمها نسوة كثيرات.

شدت الحضرمية آمنة الرحال مع زوجها إلى سلطنة لحج لخدمة العلم. توفي زوجها السيد السقاف فعزمت السيدة الجليلة آمنة على العودة إلى اسطنبول حيث كان أولادها يقيمون هناك لتواصل مهمتها الدعوية، وانتقلت إلى رحمة ربها هناك. (مرجع سابق ص 27).

ومن هي اليافعية زينب بنت عبدالله؟
هي (أم المساكين) زينب بنت عبدالله بن أسعد بن عفيف الدين اليافعي اليماني ثم المكي (1367-1442م). دخلت أم المساكين التاريخ كمرأة فاضلة عارفة بالحديث. كانت ولادتها بالمدينة المنورة وتوفيت بمكة المكرمة، فارتبطت الولادة بنور الهجرة المحمدية وارتبطت الوفاة بنور الرسالة التي أشرقت وانطلقت من مكة المكرمة موئل ولادته صلوات الله عليه وسلامه.

خرّج لها نجم الدين بن نهد (مشيخة) كانت تحدث بها وبغيرها (مرجع سابق، ص 226).

أوردنا نماذج لنساء داعيات ومقاتلات من مراحل تاريخية مختلفة لتبيان المشاركة الفاعلة للمرأة المسلمة مع أخيها المسلم وأختها المسلمة، وعلينا أن نتبع مناهج الوسطية الإسلامية التي تحقق المقاصد الإسلامية مع الحذر من غلو الإفراط والتفريط (مرجع سابق، د. عمارة، ص 70). والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى