يهود اليمن احدث ضحايا للحرب في شماله

> صنعاء «الأيام» لين نويهض:

>
سليمان المرحبي يدخن (المداعة) مع حفيده في منزلهما المؤقت في صنعاء
سليمان المرحبي يدخن (المداعة) مع حفيده في منزلهما المؤقت في صنعاء
شعر داود سليمان وهو يهودي يمني بأن تغيرا طرأ على قريته حين رشقه شخص ما بحجارة في الشارع. وبعد قليل تلقى يهود قرية السالم تهديدا من جماعة شيعية محلية تطالبهم بمغادرتها.

وأجلت الحكومة يهود القرية النائية إلى مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه قبل نقلهم إلى العاصمة صنعاء على متن طائرة هليكوبتر ويقيمون هناك منذ ثلاثة اشهر تقريبا تحت حماية السلطات.

ورحل 45 من الرجال والنساء والاطفال اليهود وهم ضحايا غير منتظرين للتوترات بين انصار الزعيم الشيعي المتمرد عبد الملك الحوثي والحكومة والتي تصاعدت لحد العنف.

وتتهم الحكومة الحوثيين وينتمون للطائفة الزيدية الشيعية بالسعى لاعادة دولة الامامة التي اطيح بها في عام 1962.

ويقول سليمان (28 عاما) "جاء الحوثيون وحذرونا مطالبين بمغادرتنا القرية. تساءلنا لماذا؟ فأجابونا انه لن يسمح لأي يهودي بالعيش هنا. فأبلغنا الحكومة وطلبت منا الاقامة في صعدة .. ثم نقلونا إلى هنا وقدموا لنا المال والطعام."

ويقدر اليهود ان عددهم بين 200 و300 اجمالا وهم يمثلون اقلية ضئيلة ولكنها ترجع لعصور قديمة. ويبلغ عدد سكان اليمن 19 مليونا.

ويرتدي الرجال الجلباب الابيض مثل معظم اليمنيين ولا يميزهم الا القلنسوة وخصلتا الشعر الملفوفتان التي يعرف بها اليهود ويتحدثون العربية مثل اليمنيين ولكن اطفالهم يتعلمون العبرية.

وكان عدد الجالية اليهودية في اليمن أكثر من 40 ألفا حتى عام 1949 حين نظمت اسرائيل عمليات نقل جماعي لهم إلى الدولة اليهودية.

ويقول من بقى منهم انهم عاشوا في سلام مع جيرانهم في الدولة المسلمة إلى ان جاءتهم التهديدات الاخيرة.

يعيش المرحبي وخلفه داود سليمان المرحبي
يعيش المرحبي وخلفه داود سليمان المرحبي
ورفض اجداد سليمان موسي المرحبي مغادرة البلاد عقب اعمال شغب ضد اليهود في عام 1948 ويقول "هذه أول مرة نواجه فيها مشاكل. لم تذهب اسرتي إلى اسرائيل مع الآخرين لانها تعتبر نفسها يمنية."

وسلم المرحبي رويترز نسخة من خطاب تهديد مكتوب بخط اليد قال انه تسلمه. ويتهم الخطاب المؤرخ في العاشر من يناير اليهود بالعمل لصالح إسرائيل وافساد اخلاق المسلمين.

وتضمن الخطاب الموقع باسم سعد خضير الذي يصف نفسه بأنه ممثل الحوثي تحذيرا لليهود وطالبهم بمغادرة القرية على الفور ومنحهم مهلة لا تزيد عن عشرة ايام.

ويقول بعض السكان المحليين ان التهديدات وجهت لليهود لبيعهم الخمر للمسلمين من سكان القرية. وينفي اليهود هذه الاتهامات. ويضيف سليمان "ليس صحيحا. نعيش هنا منذ عقود. ليست سوى محاولة من البعض لتأجيج الكراهية."

وقال سليمان انه سافر إلى إسرائيل ولكنه غادرها بعد ثلاثة اشهر.

وتابع "ذهبت لإسرائيل ولكن لم ارتح هناك فعدت لليمن. جميعهم صهاينة هناك. هناك فرق بين الصهيوني واليهودي."

ويقول دبلوماسيون غربيون ان اليهود يواجهون مصاعب قليلة نسبيا في اليمن ويصفون المشاكل الاخيرة بانها حالات معزولة.

وقال دبلوماسي "ليست قضية عامة. لم يواجه اليهود في مناطق اخرى مشكلة.انه جانب مؤسف للحرب في اليمن اصاب اليهود اليمنيين."

أثناء ترتيب محتويات السوبر ماركت
أثناء ترتيب محتويات السوبر ماركت
وقتل مئات من الجانبين منذ اندلاع المصادمات في يناير في محافظة صعدة بين الحكومة والمتمردين الزيديين الذين تتهمهم الحكومة بالسعي لفرض نظام حكم ديني.

ورغم توفير الحكومة المسكن والغذاء ليهود قرية السالم وامدادهم بالمال فإنهم يبدون رغبتهم في العودة لديارهم حين يصبح الوضع آمنا.

وقال المرحبي "نأمل ان تهدأ الاوضاع حتى نعود لديارنا. ولدت في اليمن واريد ان اموت في اليمن." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى