كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
قدم الزعيم اليمني الكبير أحمد محمد نعمان رحمه الله إلى عدن في بداية شهر يونيو عام 1960م.. وسمحت له الإدارة البريطانية بالبقاء في عدن لمدة ثلاثة أشهر.. ولكنها عدلت عن قرارها وطلبت إليه أن يغادر عدن.. فغادرها يوم 26 يونيو إلى القاهرة.. وقد أبدت الصحف العدنية استنكارها للإجراء الذي اتخذته الإدارة البريطانية لإبعاد الزعيم اليمني من عدن.

< ونشرت جريدة «الأيام»: «عندما قدم الشيخ أحمد محمد نعمان من القاهرة ولندن.. كان قدومه بمثابة أمل لإخوته الأحرار وتجديدا للقضية التي يناضلون من أجلها.. وأن أقسى القلوب وأكثرها تحجراً.. لن تبخل على الزعيم الشيخ بدمعة تنبع من عين لا تملك إلا أن تذرف الدموع وهي ترى الشيخ يشد رحاله عن هذه الأرض التي شهدت صورا لكفاحه ونضاله منذ فجر انبثاق القضية اليمنية.. إن العمر الذي شاخ وهو يحمل على كواهله أثقال القضية لجدير بأن نحترمه ونحني له الرؤوس ونودعه وقلوبنا تنفطر أسى وهي تشاهد جلال المشيب يحمل ظهره أثقال الرحيل.. وإننا لندعو الله من قلوبنا أن يشمل الشيخ برعايته.. وأن تأذن إرادته بنهاية متاعبه ليعود إلى الأرض التي ودعها عزيزا مكرما جديرا بأكاليل الغار.. متوجا كفاحه ونضاله من أجل اليمن».

< ونشرت جريدة «فتاة الجزيرة» :«كان الشيخ أحمد محمد نعمان قد قدم إلى عدن.. وقد اهتمت وكالات الأنباء بأخباره لأنه زعيم الملايين من أبناء اليمن الذين عقدوا على قيادته الآمال الكبار.. ولكن خبر عدم بقائه أحزن الألوف العديدة من اليمنيين الذين رأوا فيه صاحب الرأي الراجح والقائد الحكيم والرجل الوحيد الذي يستطيع أن يوحد الصفوف في صعيد واحد لخدمة هذا الوطن الذي مزقه الجهل والفقر والمرض.. بيد أن الشيخ أحمد محمد نعمان قد يغيب عن اليمن جسماًَ.. فهل يغيب روحا؟.. إن روحا كروحه تهيمن خالدة إلى الأبد.. وإننا لمحزونون على مغادرته هذا البلد الذي هو بأمس الحاجة إلى رجاحة عقله ورشاده وحسن توجيهه.. ولا نقول للشيخ أحمد محمد نعمان أن يستمر في جهاده.. لأنه قد نذر نفسه لهذا الجهاد في سبيل خدمة الوطن والقومية العربية.. أخذ الله بيده أينما كان».

< ونشرت جريدة «القلم العدني» : «وفي عدن انبهر أصدقاء الشيخ أحمد محمد نعمان بوفائه.. بوطنيته.. بعروبته.. بأدبه.. بصبره.. بروحه.. بجهاده.. بحبه للناس وعطفه على الشعب.. انبهر أصدقاؤه باستماعه إليهم.. وبحنوّه عليهم.. وبرجائه أن يحتملوا كما يحتمل.. وأن يصبروا كما يصبر.. فقد كان صاحب رسالة سياسية عربية وطنية.. لقد جاء نعمان إلى عدن في السابعة والعشرين.. وعاد إليها في الواحدة والخمسين من العمر.. ثم كان قرار الإدارة البريطانية برحيله.. فسافر بالطائرة إلى القاهرة.. ووقفت أنظر إليه يتسلق سلم الطائرة.. وأنا أسأل نفسي: كم من الناس يدخلون إلى عدن ويقيمون فيها ونحن لا نريدهم أن يقيموا بيننا.. ومع ذلك طلب إلى نعمان أن يغادر عدن.. بلاده.. وأن يفارق أهل عدن.. أهله.. كم من الناس يقيمون في عدن.. ونحن لا نريدهم أن يقيموا.. وكم من حبيب نريده بيننا.. فلا نظفر به يا أستاذ نعمان؟»..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى