اليمن ..(الجوهرة) و (الفحّامون)

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
(اليمن جوهرة في أيدي فحامين..) .. تلك مقولة بليغة للسيد عبد الرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، أراها تختزل وعلى نحو صادق ورائع ومعبر (صفحات) مما يمكن أن يقال ويكتب عن واقع حال المنظومة السياسية اليمنية (سلطة ومعارضة) بمختلف أطرافها، في تعاطيها مع مختلف قضايا الوطن واستحقاقاته وضرورات تأهيله لأدوار محورية في المنطقة والعالم، إذ تمضي تلك الأطراف على اختلاف مدارسها وتوجهاتها وأنماط تعاطيها، في اتجاه واحد يكرس اختلالات الوطن ويعطل ممكنات الانبعاث والانطلاق الكامنة في أعماقه.

إنها (مقولة) حق وصدق لا تصدر إلا عن زعامة سياسية واعية ومالكة أدوات القراءة السياسية المتعمقة والصائب، ذلك أن بلادنا بما تزخر به من مقومات وثروات طبيعية: بشرية واقتصادية وجغرافية وتاريخية متعاظمة، على النحو الذي يهيء لها من المكانة والدور ما يفتح لها آفاق التألق والتطور والازدهار، هي -دون أدنى شك- (جوهرة) ثمينة ومتفردة ومتجددة الثراء، بحيث أن (أهلها) و(ذويها) لن ينالوا غير النعيم والعيش الكريم، إن هم أحسنوا وأجادوا التعامل معها، واستثمار ما تختزنه من إمكانات ومقومات مايزة وثرية، لكن ما يؤسف له، هو أن تعاطي مجمل أطياف المنظومة السياسية اليمنية مع الوطن (الجوهرة) لم يرتفع إلى ذاك المستوى المثمر والخلاق، إذ ظل -في إطاره العام- محاكياً لتعامل (الفحّام) مع (الجوهرة) التي في قبضة يديه، ذلك أن جهالته بقيمتها وبغناها يجعله يتعامل معها بالنمط ذاته الذي يحكم تعامله مع (أكوام) الفحم ، حيث إن من يتابع أداء مكونات منظومة العمل السياسي في بلادنا، لن يقف إلا على مشاهد التمترسات المؤذية، والإنتاج المدمر لملهبات التأزيم والتوتير، والتبادل الكثيف لممارسات الإقصاء والإلغاء، أما قضايا الوطن الحيوية وحاجاته وضروراته واستحقاقات إتمام الجاهزية لأدوار استراتيجية، فلا يسجل لها حضور إلا من بوابة الاستخدام السياسي النفعي، ولدواعي المزايدة و(المناكفة) والمكايدة.

لسنا بحاجة للتذكير بأن التعاطي مع الوطن -الجوهرة- بعقلية وجهالة (الفحّامين)، قد فوّت على بلادنا الكثير من فرص النماء والتطور والانطلاق على مدار العقود الخمسة الفارطة، بحيث وجدنا بلدانا شقيقة -مجاورة لا تمتلك ما لبلادنا من مقومات وإمكانات بشرية واقتصادية وجغرافية وتاريخية، تحقق طفرات نهضوية متعاظمة وإنجازات تنموية عملاقة، بينما تتردى بلادنا في مهاوي البؤس والانهيارات المستدامة، فقد أخدتنا (العنتريات) الثورية و(الشعارات) التنظيرية الساخنة التي لم تورث البلاد والعباد غير (الخيبات) و(الأزمات) ودوامات الصراع وحمامات الدم.

ألا يكفينا ما حصدناه طوال تلك العقود الزمنية من مآس وفواجع وجراح وانكسارات؟ .. ألم يئن الأوان لاغتنام فرص سانحة للعبور بالوطن - الجوهرة - إلى حيث إتمام جاهزيته للانبعاث والانطلاق والنماء والرفاه؟.. نسأل الله العون والسداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى