من مصائب الدول النامية

> حسن بن حسينون:

>
حسن بن حسينون
حسن بن حسينون
اليمن ليست من الدول النامية لأن الدولة النامية هي التي سبق لها أن قطعت شوطا لا بأس به في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على نفسها وعلى مجالات الدخل والموارد الوطنية ولا تتجاوز فيها نسبة الفقر ونسبة الأمية الـ 40% وفي هذه الحالة تكون الدولة في قائمة الدول الفقيرة.

واليمن بالرغم من مرور أربعة عقود على قيام النظام الجمهوري بعد إزالة الحكم الإمامي والوجود البريطاني ظلت طيلة هذه العقود الأربعة كالمريض الذي يعاني مرض التدرن الرئوي المزمن وأصبح عبارة عن هيكل عظمي لم تفد نفعا كل المنشطات والمضادات الحيوية التي خرجت للتو من مصانعها ولم تكن قد فقدت مفعولها أو انتهت فترة فعاليتها في القضاء على الداء غير أن هذا الجسم المتآكل لا تفيد معه حتى أحدث الصناعات الطبية من الأدوية بعد أن فقدت المناعة من كل عضلة من عضلات جسمه المتهالك وبالطبع فذلك يعود لأسباب متعددة يمكن توصيفها على الوضع والواقع اليمني الذي مازال يراوح مكانه وكأنه قد عقد حلفا مقدسا مع الفقر والتخلف وعدم تجاوز حدوده قيد أنملة.

من تلك الأسباب بالإضافة إلى الفقر والتخلف حليفي اليمن واليمنيين هناك أيضا حليفان آخران يرتبطان بعلاقات حميمة مع اليمن واليمنيين، موروث وطارئ، فالموروث هو العلاقات الاجتماعية المتخلفة وأما الطارئ فهو الفساد ولا يمكن لهما مجتمعين أن يتخليا عن بعضهما بعضا بعد أن أصبحت علاقات التحالف وطيدة.

أما المصيبة الكبرى التي حاقت باليمن واليمنيين وكأنها قدر مكتوب ولازمت كل الحكومات المتعاقبة وكانت السبب في بقاء التخلف واستمراره باليمن فهي عدم التعاون والتضامن والتفاهم والانسجام بين أعضاء الفريق الواحد في مختلف المرافق والمؤسسات صغيرة أم كبيرة فكيف إذا كان الأمر يوجد في مجلس الوزراء وإذا كان التفاهم والانسجام قد ظهرت ملامحهما عند التشكيل الوزاري في حين يظهر العكس مع مرور الأيام والأسابيع والأشهر ولا نقول السنين لأن ذلك شيء كبير بل غريب على اليمنيين والحكومات اليمنية فسرعان ما يدب الخلاف بين أعضاء الفريق الواحد بل ويتطور وبدلا من التفاهم والتعاون على حل مثل هذه التباينات البسطية إذا بها تتطور بين الفرقاء وعلى ضوئها تبرز التكتلات والتجمعات والحملات الدعائية والتحريضية المتبادلة التي تؤدي إلى بروز ظواهر مرضية جديدة من بينها اللامبالاة ووضع المهام والواجبات والمسؤوليات الضرورية جانبا وكل ذلك يؤدي إلى الإطاحة بالحكومة وتشكيل حكومة جديدة وهكذا دواليك.

وهنا نقول بل نؤكد بعد أن خرجنا للتو من تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة باجمال إن انعدام التفاهم والتعاون بين أعضاء الفريق الوزاري الجديد دلالة على الجهل وعدم الإخلاص للوطن وللشعب اليمني وفي الوقت نفسه رمي للثقة التي وضعها الرئيس في كل عضو من أعضاء الوزارة عرض الحائط وهنا تأتي الأهمية بأن يدرك كل وزير أنه عضو حي في هذا الجسم الذي لا يمكن من دونه الوقوف والسير على قدميه بصحة وعافية.

إن الأمل كبير وكبير جدا في حكومة رئيس الوزراء الجديد وكل أعضائها في التعاون والتفاهم والانسجام وتجاوز أخطاء الماضي وسلبياته ومن دون ذلك فعلى الدنيا وعلى اليمن والشعب اليمني السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى