اطفال العراق ضحايا صراعات طائفية وسياسية

> بغداد «الأيام» سلام فرج :

>
يرزح اطفال العراق تحت وطأة الحروب والنزاعات الطائفية من جهة والسياسية من جهة اخرى، ما يعرضهم الى القتل العشوائي والاصابات بالاعاقة الجسدية فضلا عن الاضطرابات النفسية بسبب الخوف والرعب الذي يعيشونه يوميا.

وذكرت دراسة اجراها اطباء نفسيون عراقيون عام 2006 بدعم من منظمة الصحة العالمية ان 30% من الاطفال الذين شملهم الاستطلاع في مدينة الموصل (شمال) يعانون من اضطرابات نفسية، فيما تعرض 47% منهم في بغداد الى صدمة نفسية شديدة ادت الى معاناة 14% منهم باضطرابات نفسية شديدة كالاكتئاب والكوابيس والقلق.

ويعاني الاطفال في عموم العراق وفي بغداد خصوصا من اصابات مختلفة.

ففي كركوك ( 255 كلم شمال)، ادى انفجار سيارة مفخخة الى بتر الساق اليمنى وقطع اصابع الكف الايسر للطفل الكردي نوزاد محمود ( تسعة اعوام) الذي شهد مقتل اربعة من زملائه في المدرسة.

وقال والده لفرانس برس ان "حالة نوزاد النفسية صعبة، ويشعر باحباط شديد خاصة عندما يرى زملاءه في المدرسة التي حرم من مواصلة الدراسة فيها".

وفي حادث اخر، قرر الاطباء بتر يد زياد رحيمة كوركيس، وهو مسيحي كلداني، في الثامنة من عمره، بعدما انفجرت سيارة مفخخة استهدفت مبنى محكمة كركوك قبل نحو ستة اشهر.

ولن ينسى كوركيس ذلك الانفجار الذي حرمه من امه وشقيقه اللذين كانا يرافقانه في المنزل القريب من مقر المحكمة، ويقول "لا انسى منظر امي واخي ابدا وهما غارقان في الدماء".

واسفرت اعمال العنف، وخصوصا انفجار السيارات المفخخة في الاحياء الشعبية عن مقتل واصابة العشرات من الاطفال اصابات قد تؤدي الى اعاقتهم.

وقالت قمر عبد الرحمن المسؤولة في جمعية الهلال الاحمر ببغداد ان "نحو 30 % من الاطفال المعاقين المسجلين لدينا اصيبوا باعمال عنف بينها انفجار سيارات مفخخة وعبوات ناسفة".

واضافت "بين المصابين اطفال ميئوس من حالاتهم واخرون لا يمكن معالجتهم داخل العراق".

وفي سامراء (120 كلم شمال) اصيب الطفل عبد الله محمود (سبعة اعوام) بشظية اثر سقوط عدد من قذائف الهاون خلال اشتباكات مسلحة قبل عام ما ادى الى توقف ذراعه اليمنى عن الحركة وتشوه في منطقة الحوض.

ويقول والده "حرم ولدي من الدراسة واللعب مع الاطفال بسبب عوقه (..) اطفالنا يدفعون ثمن الصراعات غاليا".

ويعاني المرضى في العراق من مشكلة العلاج جراء مغادرة معظم الاطباء المتخصصين من البلاد بسبب العنف الذي طال بعضهم.

وقال الطبيب عبد الحميد رشيد من مستشفى سامراء، حيث يتلقى عبد الله العلاج "لا يوجد في مستشفانا كوادر ومعدات طبية تكفي لتغطية حاجة الضحايا".

وبدورها قالت ايمان طه مسؤولة الهلال الاحمر في سامراء "اصيب سبعون طفلا بجروح بالغة في اعمال عنف متفرقة على مدى السنين الاربع الماضية، وبعضهم سيعاق حتما".

وفي الرمادي (100 كلم غرب) اصيب ياس خضر (تسعة اعوام) بشلل في اطرافه السفلى جراء تعرضه لاطلاق نار خلال اشتباكات بين مسلحين والجيش الاميركي في حي التحرير (وسط المدينة).

وروى خضر وهو على كرسي خاص بالمعاقين كيف تعرض الى اصابته قائلا "كنت خارجا من المدرسة فوجدت نفسي وسط ساحة قتال، اصبت في ظهري وانا الان مشلول اتنقل على الكرسي".

وفي بغداد، ادى انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية الى بتر ساق هدى (عشرة اعوام) وفقدانها لوالديها وشقيقتها.

واكد اقرباؤها الذين اكتفوا بذكر اسمها الاول "انها تعيش الان مع شقيقها في منزل جدتها".

وفي هجوم اخر، ادى سقوط قذيفة هاون على مدرسة ابتدائية في وسط كربلاء (110 كلم جنوب) الى اصابة علي مرتضى (عشرة اعوام) في ساقه ما ادى الى شللها.

ووصف الطبيب عبد الرزاق خلف من مستشفى كربلاء حالة علي قائلا "اصابته خطيرة وقد نضطر الى بتر ساقه".

واكد الطبيب انه "لاتوجد محليا امكانيات ولامعدات طبية لانقاذ هذا الطفل".

وفي البصرة (550 كلم جنوب)، اكد مصدر طبي "اصابة حسن ناصر (ستة اعوام) بعوق نصفي ايمن في جسده بعد اصابته بشضايا قذائف صاروخية خلال اشتباكات بين مسلحين وقوات بريطانية".

ويؤكد والده الذي يعمل مهندسا "رقد حسن في مستشفى الصدر لاكثر من شهرين دون جدوى، ثم تولت القوات البريطانية رعايته في مستشفى خاص بها لمدة شهر ولكن حالة العوق اصبحت واقعا لامهرب منه".

وفي مدينة النجف (160 كلم جنوب) فقدت الطفلة فاطمة كاظم عينها اليمنى جراء سقوط قذيفة هاون على منزلها ما سبب ازمة نفسيه لها.

وكشف باسل العيداني، مسؤول منظمة الطفولة في البصرة عن "اصابة نحو 785 طفلا بحالات مرضية وعوق مختلف الدرجات منذ اجتياح العراق عام 2003".

ويؤكد باسم الشمري مدير منظمة الطفولة في الكوت (175 كم جنوب)، "اصابة عدد كبير من الاطفال جراء اعمال عنف بينهم 24 طفلا وطفلة اصبحوا معاقين".

وبينت دراسة اجرتها منظمة اليونيسيف، نشرت العام الماضي، ان عدد الاطفال الايتام في العراق يقدر باربعة الى خمسة ملايين طفل، وانهم في تزايد نتيجة الاعمال المسلحة والوضع الامني غير المستقر، ودعت الى تكثيف برامج خاصة بالاطفال اليتامى والمشردين والا فان مصيرهم سيكون مجهولا.

على الصعيد ذاته، اعلنت المنظمة الدولية للهجرة في شباط/فبراير الماضي ان معلومات تفيد ان اطفالا تتراوح اعمارهم بين 10 و14 عاما في محافظة ديالى المضطربة (شمال شرق) التحقوا بمجموعات المسلحين من اجل كسب لقمة العيش او انتقاما لمقتل احد ذويهم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى