«الأيام» تستطلع أوضاع مستشفى عزان .. التسيب الوظيفي وتدني الميزانية وانعدام الأجهزة أبرز المشكلات

> «الأيام» جمال عوض شنيتر:

> مستشفى عزان أحد المستشفيات المهمة التي تقع على خط المواصلات الرئيسي عدن - حضرموت، وموقعه المتوسط في مدينة تجارية كبيرة (عزان) جعل الوافدين اليه يتدفقون بشكل غير عادي من عدد من مديريات محافظة شبوة كميفعة، رضوم، الروضة، وحبان بل وحتى من مديريات محافظة حضرموت مثل حجر ويبعث وغيرها.

«الأيام» تلقت بعض الشكاوى من قبل المواطنين شكوا فيها من الأوضاع التي يعيشها المستشفى منذ فترة طويلة من تسيب وظيفي وإهمال للمرضى وسوء تغذية ونظافة .

وحرصا على معرفة الحقيقة زارت «الأيام» المستشفى للاطلاع عن قرب على طبيعة سير العمل والصعوبات والهموم التي تعيق سير نشاط المستشفى حيث تم الالتقاء بمختلف الجهات من مواطنين وأطباء وإدارة ومجلس محلي حتى تكتمل الصورة وكانت الحصيلة على النحو التالي:

مواطنون يتحدثون
< في البدء التقينا بعض الإخوة المواطنين المتواجدين في المستشفى الذين تحدثوا لنا عن أوضاع المستشفى، وكان أول المتحدثين المواطن سعيد مبارك بارحمة:

«أنا لي أربعة أيام وأنا أتردد على المستشفى من أجل تصفية الأذن، حيث أعاني من مشكلة في السمع ولكن لا فائدة فحتى الآن لم ينتبه أحد إلى مشكلتي والحقيقة الوضع في المستشفى سيئ ولا بد من إصلاحه».

< أما الوالد صالح عمر باسردة فتحدث قائلا: «أهم ملاحظة يمكن أن يراها المواطن الزائر هي انعدام النظافة، حيث تجد الروائح الكريهة وانتشار الذباب والقاذورات، والشيء الآخر عدم التزام الأطباء بعملهم في المستشفى، وفي أحيان كثيرة لا تجد الشخص الذي تريده أن يعالجك، فرغم أن العمال كثيرون في المستشفى لكنهم غير ملتزمين بالعمل».

< كما التقت «الأيام» أحد المرضى بقسم الرجال وهو الأخ صالح مهدي باعوضة، الذي تحدث قائلا: «للأسف الشديد هناك عدم اهتمام بالمرضى إلا فيما ندر، ويوجد دكتور روسي جراح يقوم بعمله بشكل ممتاز كما أن هناك مشكلة في النظافة حيث تجد عدم اهتمام بالنظافة في المستشفى».

< وأما الأخ فضل عبدالله حبتور، فقد كان آخر المواطنين المتحدثين حيث قال:

«لقد كثر الكلام عن مستشفى عزان ولكني أرى أن الحل لمشكلة المستشفى تكمن في خصخصته للقطاع الخاص بحيث يستفاد من المبالغ المرصودة للمستشفى في مساعدة المواطنين في العلاج، أما غير ذلك فأعتقد أنه لا جدوى من اللف والدوران وكثر الكلام وسيبقى الحال على ما هو عليه».

مع الأطباء والممرضين
أثناء تجوالنا في المستشفى التقينا بعض منتسبي المستشفى من أطباء وممرضين، وتحدث الأخ الدكتور جلال المورم قائلا: «بالنسبة للإقبال على المستشفى من قبل المواطنين كبير مقارنة بالسنوات الماضية ويأتي الوافدون ليس من مديرية ميفعة فقط بل من عدة مديريات أخرى ولكن للاسف مستوى الخدمة لا يزال مترديا حيث يفتقر المستشفى إلى أهم وأبسط التجهيزات والفحوصات الروتينية والمهمة جدا في المختبر.

أما بالنسبة للبعثة الاجنبية فالمفترض أن تكون موجودة في المستشفى، حيث إن وجودها سيؤدي إلى تقديم خدمة أفضل للمواطن».

وقال الأخ علي حسن سالم الوصابي مسئول قسم الرجال: «يسير العمل في قسم الرجال (جراحة) بشكل جيد، حيث يوجد طبيب روسي جراح يقوم بدور كبير في تخفيف العبء والألم عن المواطنين، وخلال الشهر الماضي بلغ عدد الحالات في القسم 29 حالة، وهناك التزام جيد من قبل الممرضين إلا أن هناك بعض الأمور التي تعيق سير عملنا، ومنها عدم التزام بعض الأطباء بالعمل وخاصة في النوبات الليلية كما أن هناك تراجعا مخيفا في جانب النظافة مما أثار استياء المرضى والعمال معا، بالإضافة إلى أمر سيئ آخر وهو عدم وجود استقرار أمني داخل المستشفى، حيث تحدث أحيانا بعض المشاكل في المستشفى وأحيانا يكون الأمن هو سببها، كما أن مساهمة المجتمع يتم توزيعها على موظفي المستشفى بصورة غير عادلة وكثير من العمال غير ملتزمين بواجباتهم الوظيفية».

< الأخ خالد أحمد سيول، مشرف تمريض، وجدناه في قسم النساء والولادة فتحدث قائلا: «يوجد في قسم النساء والولادة أربع ممرضات وتسع قابلات، وهناك نشاط ملحوظ لقسم النساء حيث تم توزيع الطاقم النسائي على الفترتين الصباحية والمسائية، إلا أن المشكلة تكمن أحيانا في عدم التزام الأطباء بالنوبات الليلية وكذا عدم وجود طبيبة نساء وولادة ولذا لا يتم أحيانا استقبال بعض الحالات المتعسرة ويتم تحويلها إلى خارج المستشفى».

صعوبات وهموم
من خلال تجوال «الأيام» في أروقة المستشفى والاطلاع على مستوى وطبيعة العمل فيه كان لا بد لنا من الالتقاء بإدارة المستشفى، حيث التقينا الأخ صالح مبارك الدوح، مدير المستشفى الذي بدأ حديثه بشرح واف لطبيعة العمل في المستشفى قائلا: «العمل في المستشفى يسير بصورة لا بأس بها، ورغم عدم وجود البعثة الطبية فإن هناك متابعة لايجاد بعثة جديدة خاصة وأننا قد جهزنا سكنا للبعثة.

العمل يسير بشكل جيد ولكن عدم إصلاح جهاز التخدير أثر على إجراء العمليات ولكن تم إصلاح الجهاز بـ 700 دولار وتم شراء جهاز آخر للتخدير والجهاز موجود ولكن لم يتم تشغيله لعدم وجود مهندس.

حضور الطاقم الوظيفي في المستشفى جيد، رغم وجود قصور من قبل بعض الأطباء، مع العلم ان بعضهم لديه مناوبة يوم واحد في الأسبوع ولا يحضر، وبعض الأطباء لا يحضرون النوبات الليلية، وقد كان للمجلس المحلي عدد من الزيارات التفقدية للاطلاع على الأوضاع في المستشفى، وهم يحاولون مساعدتنا لتحسين العمل».

ويضيف الأخ مدير المستشفى: «هناك عدد من الصعوبات والهموم يمكن إيجازها على النحو التالي: أولا الموازنة غير كافية وهي 350 ألف ريال هي موازنة لمستشفى عزان ومكتب الصحة بالمديرية وكذا مركز الحوطة الصحي وست وحدات صحية، منها 180 ألف ريال غذاء ونظافة والصرفيات للمحروقات كبيرة وللأسف هذه الموازنة الضعيفة لا تصلح أن تكون لمستشفى مثل مستشفى عزان.

ثانيا: عدم وجود البعثة الطبية، حيث ادى ذلك إلى خلل في المستشفى لعدم وجود الأطباء الاختصاصيين الذين يحتاجهم المواطن، لكن هذه المشكلة سيتم حلها قريبا باستقدام البعثة.

ثالثا: عدم الالتزام بالعمل من قبل بعض الموظفين حيث لدينا 170 موظفا بينهم 37 إداريا، ونحن نتابع الغياب، وهناك استقطاع من الراتب يصل على بعض الأطباء إلى حدود عشرين يوما، ويتم توريد الخصم للمجلس المحلي .

رابعا: نقص الأجهزة، حيث يفتقر المستشفى إلى عدد من الأجهزة والوسائل فعلى سبيل المثال تم شراء جهاز تخدير جديد لم يشغل بعد، كما يفتقر المستشفى إلى الأثاث والملبوسات من بطانيات وفرش وغيرها وكل ما هو موجود قد طغى عليه الزمن.

خامسا: مشكلة الغذاء والنظافة، حيث أدى سوء التفاهم مع مقاول النظافة إلى وجود مشكلة في هذا الجانب، وبالنسبة للغذاء طبعا مخصص الغذاء 125 ألف ريال شهريا بمعدل 200 ريال للمريض يوميا على النحو التالي: وجبة الفطور (روتي وشاي وجبن)، وجبة الغذاء (أرز وحبة موز وسمك أو دجاج) وجبة العشاء (روتي مع فاصوليا وشاي) ونحن نتابع من أجل رفع الاعتماد الخاص بالغذاء والنظافة في الفترة القادمة».

في ختام جولتنا الاستطلاعية اتجهنا صوب مكتب الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية ميفعة الأخ يسلم سالم باجنوب، الذي تحدث عن المستشفى قائلا:

«لقد جعلنا في المجلس المحلي للمديرية أوضاع مستشفى عزان من الأولويات المهمة في برنامج عمل المجلس، فحتى الآن تم القيام بأربعة نزولات من قبلنا إلى المستشفى للمساعدة والعمل على حل مختلف الاختلالات وأوجه القصور وتفعيل عمل المستشفى، وهذا ما يحصل الآن، فبالنسبة للعمل الصباحي وصلنا إلى حلول مع إدارة المستشفى والأطباء وهو حاليا شبه منتظم، وقد ارتفع عدد الحالات التي يستقبلها المستشفى، أما مشكلة النوبات الليلية فهناك تحسن في هذا الجانب بنسبة 50% كما أننا نتابع موضوع البعثة الطبية الأجنبية مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك نسعى بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة إلى إعادة ترتيب وضع مجلس الأمناء في المستشفى».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى