> أبحر أسطول كبير من السفن الحربية الأمريكية عبر أضيق نقطة في الخليج في وضح النهار أمس الأربعاء لإجراء تدريبات قبالة الساحل الإيراني في استعراض كبير للقوة أدى إلى توتر في أسواق النفط.

وقال مسؤولو البحرية الأمريكية إن إيران لم تخطر مسبقا بخطط ابحار تسع سفن تشمل حاملتين للطائرات عبر مضيق هرمز وهو قناة مائية ضيقة في المياه الدولية قبالة السواحل الإيرانية وشريان أساسي لضخ شحنات النفط إلى العالم.

وتزيد المناورات من الضغوط على الجمهورية الإسلامية في تزامن مع توصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نتائج مفادها أن إيران تجاهلت مطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووسعت عمليات تخصيب اليورانيوم مما قد يؤدي إلى تشديد العقوبات.

وقفزت أسعار النفط إلى حوالي 70 دولارا للبرميل مع إبحار السفن الأمريكية عبر المضيق الذي تمر عبره 40 في المئة من شحنات النفط في العالم.

وقال الاميرال كيفن كوين قائد المجموعة إن السفن ستبدأ في تنفيذ تدريبات في إطار جهود خطط لها منذ فترة طويلة لطمأنة الحلفاء الإقليميين بشأن الالتزام الأمريكي حيال أمن الخليج.

وقال للصحفيين على متن حاملة الطائرات الحربية الأمريكية جون س. ستنيس "هناك دائما تهديد بقيام دولة أو أي جهة أخرى باتخاذ قرار إغلاق أحد المضايق الدولية والأكبر هو مضيق هرمز... المختلف في هذا الحدث هو وجود مجموعتين ضاربتين. الجميع سيشاهدنا لأنه يجري في النهار."

وزاد التوتر بسبب طموحات طهران النووية المخاوف الإقليمية من احتمال وقوع مواجهة عسكرية. والوجود البحري الأمريكي في الخليج هو الأكبر منذ حرب العراق عام 2003.

ومما يسلط الضوء على احتمال حدوث تصعيد غير مقصود قال مسؤول في البحرية الأمريكية إن حاملة الطائرات ستنيس تلقت تسع استفسترات من دول مجاورة اثنان من عمان وسبعة من إيران من بينها استفسار من سفينة إيرانية كانت تبحر على مسافة قريبة لكنها كانت في إطار المرور العادي.

وقال وزير الدفاع الإيرانى مصطفى محمد نجار إن إيران ستقاوم أي تهديد وستوجه ردا قويا إلى الأعداء.

وتعبر أغلب السفن الأمريكية المضيق خلال الليل حتى لا تجذب الانتباه. وتحركها بهذا العدد الكبير معا أمر نادر الحدوث.

وقال مسؤولو البحرية إن قرار إرسال حاملة طائرات ثانية اتخذ في اللحظة الأخيرة دون أن يدلوا بأسباب.

وعبرت مجموعة السفن التي عليها نحو 17 ألف فرد ونحو 140 طائرة المضيق حوالي الساعة 03:55 بتوقيت جرينتش,ومن المقرر أن تشارك في التدريبات التي ستجرى على مدى الأسابيع القليلة القادمة.

وتأتي المناورات الحربية بعد أقل من أسبوعين من قول نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني من على متن ستنيس خلال جولة في الخليج إن الولايات المتحدة ستقف مع آخرين لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية و"الهيمنة على المنطقة".

وتتهم الولايات المتحدة إيران بمحاولة انتاج أسلحة نووية وسعت لأن تفرض الأمم المتحدة عقوبات أشد على إيران. وتقول إيران إن طموحاتها النووية هي لأغراض إنتاج الطاقة فقط.

ومن المقرر أن يجتمع سفيرا الولايات المتحدة وإيران يوم الإثنين المقبل في بغداد لمناقشة الأمن في العراق حيث تتهم الولايات المتحدة إيران بتأجيج العنف من خلال دعم الميليشيا الشيعية هناك وتوفير الأسلحة وتكنولوجيا زرع قنابل الطرق. ونفت إيران الاتهامات.

وفي الطريق لدخول المضيق دعا إعلان عام الطواقم لمشاهدة "بعض أكثر السفن قوة في العالم" التي كون تشكيلها المنظم مع شروق الشمس صورة درامية للقوة البحرية الأمريكية.

وفي الشهر الماضي أجرى الأسطول الأمريكي الخامس وقاعدته في البحرين أكبر تدريبات للرد في حالات الطواريء وفي مارس آذار نفذت البحرية الأمريكية أكبر مناورات حربية في الخليج منذ عام 2003.

وقال مسؤولو البحرية إن التدريبات في هذه المرة ستشمل تدريبات على الدفاع الجوي والصعود على متن سفن أخرى تقوم بدور سفن مشتبه بها.

وقال كوين "إذا أغلق مضيق هرمز أو دار صراع هناك سترتفع أجور الشحن ارتفاعا حادا."