الفن في صنعاء وفي المكلا..خمير!!

> محمد باجنيد:

>
محمد باجنيد
محمد باجنيد
طرقت اليمن أبواب المهرجانات مثلها مثل المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربية، إذ برزت مهرجانات في منطقة الجزيرة والخليج مثل (خريف صلالة في عمان - هلا فبراير في الكويت - جده غير في السعودية) وغير ذلك ثم جاء مهرجان المكلا مستفيداً من البحر البارد في الصيف الساخن وهو المهرجان الموسوم بالبلدة وشعاره بعد المكلا شاق، الذي رأى النور نتيجة جهد مجموعة من الرجال ذوي الهمم الرفيعة والطموح الكبير.

أصبح مهرجان البلدة تقليداً سنوياً ينتظره (أهل المكلا) وعشاق البحر.. حتى احتضنت مهرجان العام الجاري (2007م) شركة متخصصة في رعاية مهرجانات مماثلة.

وطبيعي أن يختلف المهرجان المقبل في الشكل والجوهر بما في ذلك شعاره فبعد أن كان العنوان السابق (بُعد المكلا شاق) معتمداً على الحنين والشوق للمكلا تبدل ليصبح عنواناً مليئا بالتفاؤل وهو (المكلا بلدة للجميع) أي أن المدينة لم تعد للعشاق وأهل الهوى المساكين لكنها بلدة منفتحة على الجميع.. بلدة تتسع أزقتها الضيقة للضيوف وتزداد جبالها ارتفاعاً مع ضجيج سيارات زائريها ويزداد بحرها برودة كلما أنهكت حرارة أرضها روادها. وإذا كانت صنعاء تستعد لمهرجان صيف صنعاء في الفترة نفسها تقريباً لتقدم لضيوفها أمسيات من الفن الصنعاني الشهير ولمحات من التاريخ العريق فإن منظمي مهرجان المكلا هذا العام التفتوا إلى حاجة الضيوف إلى تقديم (حضرموت) بتراثها وأصالتها وأكلاتها الشعبية مثل الخمير وهو خليط من (دقيق الذرة والدقيق الأبيض وبعض الحوائج) يتم إعداده في التنور إضافة إلى القهوة الحضرمية التي تختلف عن قهوة الخليجيين بكثافة الزنجبيل وقليل من القرفة بينما تمتاز القهوة في الخليج العربي بنكهة الهيل والزعفران.

مهرجان المكلا المقبل سيكون مختلفاً إذ سيمنح المكلا وظيفة جديدة هي استقبال الناس والترويح عنهم وإسعادهم بفقرات ثقافية وترفيهية وتسويقية حتى تنسى المكلا وظيفتها التاريخية المتمثلة في توديع المسافرين ورسم علامات الحزن على الوجوه مما حول المكلا نتيجة هذه الوظيفة القديمة إلى ساحل طويل خال من الناس وجبال مسكونة بالريح والأشباح وبحر عاطل عن العمل ينتظر مسافرين جدداً يغادرون إلى الضفة الأخرى من المحيط وكانوا كثيراً لا يعودون!!

(المكلا بلدة الجميع) هكذا كان لابد أن تكون المدينة السجينة بين البحر والجبل والغنية بذكريات المفارقين للأهل والوطن. ولعل فعاليات المهرجان تثير في الأحفاد أشواق العودة إلى أرض الأجداد ويصبح شاطئ الفراق مرفأ للوصال فتضج سواحل المكلا الجميلة بالضيوف وبأحفاد الحضارمة الأوائل وفي يد كل منهم (ضبعة خمير) وفنجان من القهوة الحضرمية المحلاة بالزنجبيل والقرفة والاستمتاع برقصة العدة والشبواني والحناء المنقوشة على كفوف الزهرات الصغار.

إذا كان قرار الحسن أن يكون مقامه في صنعاء وفي حضرة الفن العريق باعتبارها مهد الجمال فإن المكلا جديرة بأن تكون بلدة الجميع وتجعل من مفردات حضرموت الشعبية والتاريخية من عادات وفنون وأكلات في طليعة المرحبين بزوار المكلا. حتى وإن كانت الزيارة مرة كل سنة من أجل البحر البارد في الصيف الساخن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى