يكتب الشعر ويتحدث الإنجليزية ويتمنى الوظيفة والزواج والكرسي المتحرك .. المعاق اللحجي علي الطبلة:إرادتي في الحياة أقوى من الإعاقة

> «الأيام» هشام عطيري:

> التحدي والإرادة سمتان مميزتان في هذا الشاب اللحجي المكافح، فرغم إعاقته الواضحة في قدميه والتي تؤثر كثيرا عليه إلا أن إرادته القوية جعلت منه شابا نشيطا ومكافحا، فبالرغم من بعد سكنه (منطقة الحبيل التي تبعد حوالي 12 كيلومترا شمال غرب الحوطة) إلا أنك تجده دائما يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ويتجول في أماكن بعيدة في أرياف لحج ولا يأبه لإعاقته مطلقا.

«الأيام» التقت الشاب المعاق علي الطبلة وسألته عن حياته وإعاقته وآماله وآلامه وهواياته وقضايا أخرى فلنبحر سويا مع هذا الشاب في اللقاء التالي:

الاسم: علي بن علي سعيد الطبلة، من مواليد 1970م قرية المنصورة في منطقة الحبيل بتبن لحج، تعلمت حتى الصف الثامن أساسي ولم أكمل بسبب الظروف الاقتصادية.

< كيف تعلمت اللغة الإنجليزية وأنت لم تكمل دراستك؟

- لقد أحببت المادة من خلال المعلمة، من ثم حفظت عددا كبيرا من مفرداتها ثم صقلت هذه الموهبة من خلال برنامج إذاعي كان يقدمه راديو لندن واسمه (تعلم الإنكليزية) والحمد لله فقد صرت أتحدث الإنجليزية.

< يلاحظ وجودك الدائم في مدينة الحوطة رغم بعد قريتك عنها؟

- في الحوطة أجد ذاتي وكبريائي وإلهامي، والحوطة هي نبض اليمن كاملا وليس لحج فقط، ولي فيها أصدقاء عديدون من شرائح مختلفة.

< ما هي اهتمامك الأخرى؟

- من اهتماماتي الأخرى كتابة الشعر وقراءة الصحف وفي المقدمة «الأيام».

< وما آخر قصائدك؟

- آخر قصيدة كتبتها عن احتفالات بلادنا بعيد الوحدة وسأهديها للملحن المقتدر سعودي أحمد صالح لتلحينها.

< هل لك نشاط سياسي؟

- حاليا لا، أما في الماضي فقد كنت منتخبا لأشيد ومن ثم تدرجت حتى وصلت في عام 1987م إلى عضو حزب مرشح ولكن عندما بدأت تلوح في الأفق استراتيجية الزعيم جورباتشوف في عمليتي البروستاريكا والجلاسنوست انسحبت من العمل السياسي بشكل كلي.

< هل حصل لك موقف في تلك الفترة؟

- نعم حصل لي موقف مازلت أتذكره ففي يوم من الأيام اتفقت مع أحد الإخوة الدخول في جدل على أساس أن يقوم هو بتمثيل دور الرأسمالية فيما أقوم أنا بتمثيل دور الاشتراكية وقد غلبته في هذا الأمر ولكنه لم يعترف بل قام بتهديدي بشريم كان يحمله في يده بأنه سيقوم بفصل رأسي عن بقية جسمي.

< هل تحب الأدب والفن ومن هم رموزه المحببين إليك؟

- أحب الأدب وبالذات شعر الأستاذ الكبير عبدالله هادي سبيت وقصيدته الوطنية يا شاكي السلاح، أما الفنانون فيعجبني فيصل علوي وسعودي أحمد صالح والفنان أيوب طارش وأم مراد.

< ومن هي أم مراد؟

- أم مراد فنانة شعبية تؤدي أغاني لحج عن طريق الطبل والمراويس وتسحرني بأدائها حتى أنني أحيانا أستمع إليها حتى الفجر عندما تؤدي الغناء في أعراس النساء.

< ومن الشعراء الحاليين؟

- يعجبي الشاعر الغنائي الأستاذ رشاد مشبح صديق لي وقد علمت أن له قصائد حديدة وأرجو من الملحن سعودي أن يقوم بأخذ بعض من هذه القصائد وتلحينها لاسيما وأن السعودي قد قام بتلحين رائعة مشبح (غيرك مامعي حد).

< قريتك الحبيل أنجبت الفنانين وكانت ملهمة الشعراء حدثنا عنها؟

- نعم الحبيل أنجبت الفنانين المعروف علي سعيد العودي وهي قرية البساتين والثمار وقد قال القمندان فيها :

أنت عنب في الحسيني

والا خريف الحبيل

كما كتب عنها الأمير عبده عبدالكريم قصيدته المعروفة :سرى الهوى ركب عشقي

وبالمناسبة فإن للعبادل الكثير من البساتين في قرية الحبيل.

< لماذا لم تتزوج؟

- كيف أتزوج وأنا حتى الآن بدون وظيفة والحياة صعبة.

< وجمعية المعاقين؟

- جمعية المعاقين لم تقدم لي سوى ثلاثة ألف ريال فصليا.

< والأراضي الممنوحة من الرئيس لكم؟

- الرئيس حفظه الله كان قد وجه بتخصيص أراض للمعاقين في المنطقة الخضراء ولكن المنطقة الخضراء تحولت إلى منطقة حمراء بفضل السماسرة الذين لهفوا كل شيء ولم نحصل على شيء.

الزميل هشام عطيري أثناء لقائه بالمعاق علي الطبلة
الزميل هشام عطيري أثناء لقائه بالمعاق علي الطبلة
< موقف شخصي حصل لك؟

- كنت راكبا بجانب صديقي الذي يقود باصه وكان صديقي قد قام بصدم سيارة كانت خلفه ولم أشعر أنا بالصدمة فجاء صاحب السيارة المصدومة وأصر على أن نذهب إلى إدارة المرور وعندما وصلنا إلى إدارة المرور قام صديقي بالهروب خلسة بطريقة فنية فقمت أنا وجلست خلف مقود الباص وعندما غادر صاحب المرور اتهمني بأنني أنا سائق الباص وظل يهددني بمدير المرور فقلت له لنذهب إلى مدير المرور لأنه لم يقتنع بأنني ليس السائق فقال لي إن مدير المرور غير موجود فقلت الباص موجود عندكم وأنا سأحضر غدا للجلوس مع مدير المرور فوافق وعندما نزلت من الباص ولاحظ بأنني معاق تألم كثيرا وعرف غلطه في حقي وقام باستئجار سيارة لي أوصلتني إلى منزلي.

< ماذا تتمنى حاليا؟

- أتمنى الحصول على وظيفة حتى أتمكن من العيش وأكمل نصف ديني.

< وشيء آخر؟

- أتمنى الحصول على كرسي متحرك حتى يريحني لاسيما وأنني كثير التنقل.

< هل تعتقد أن أحداً سيلبي طلبك؟

- أملي في أهل الخير كبير وإرادتي في الحياة أقوى من الإعاقة.

< متى تتألم؟

- أتألم عندما أرى ما يحصل لإخواننا في فلسطين والعراق والصومال لكن ألمي الأكبر كان يوم استشهاد الزعيم العربي صدام حسين الذي يمثل مع صلاح الدين وجمال عبدالناصر فخر ومجد الأمة العربية والإسلامية.

< كلمة تود قولها؟

- كلمة أخيرة أوجهها للأخ الرئيس حفظه الله الذي وحد اليمن وأقول له إن الاقتصاد هو أهم حلقة ينبغي أن تتصدى لها حاليا حتى تكتمل إنجازاتك ويكتب عنك التاريخ.

< ماذا تتوقع يوم أن تنشر «الأيام» هذا الحوار معك؟

- أتوقع أن يحتفي بي كل أصدقائي في لحج أما في قريتي فسأصير عريسا فيها ولكن بدون عروس أما والدي فسيشتري عددا كبيرا من جريدة «الأيام» في ذلك اليوم ولا أريد من قراء «الأيام» المتأخرين أن يزعلوا إن لم يحصلوا عليها في ذلك اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى