الامتحانات من وجهة نظر التربويين والطلاب .. قبلها تسيب ومعها غش ونهايتها نجاح

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
الامتحانات.. الشبح الذي يلاحق الطلاب عند نهاية كل فصل دراسي، به يحدد مصير الطالب ومعه يتبين حجم المعرفة المتلقاة وبدرجته يحدد موقع الطالب سواء كان في المقدمة أم في نهاية سلم المقبولين أم سيعود أدراجه مرة أخرى.

«الأيام» تقف مع الطلاب والمعلمين بشبوة لأخذ آرائهم حول الامتحانات النهائية وما يدور قبلها من تحضير ويرافقها من غش وما تحويه من صعوبات في صياغتها.. فماذا يقول الجميع ونحن على أبواب هذه الامتحانات؟

على سطور «الأيام» نضع تلك الأحاديث:

المراحل الانتقالية أصبحت (ترانزيت)
< الأستاذ رويس سالم عوض محفوظ، مدير إدارة مشاركة المجتمع بمكتب التربية والتعليم بشبوة يقول: «الصفان التاسع والثالث الثانوي أصبحا بمثابة الترانزيت أو بالمصطلح المحلي (تجزيع وقت) لأن طلاب هذين الصفين يعلمون سلفا ما الذي سيحدث نهاية العام وحتى لا نغالط أنفسنا فإننا كلنا نعلم ما الذي يحدث في الامتحانات من غش وتسريب للأسئلة وتقديم العون والمساعدة على أكبر مستوى خاصة إذا كان هناك قاعات فيها أبناء مسئولين وقادة عسكريين.

والأمر الآخر المهم هو أن كثيرا من الطلاب أثناء العام الدراسي لا ينتظمون في الدراسة ويكونون بمثابة مصدر إزعاج وقلق وفوضى للإدارات المدرسية والمدرسين وبقية الطلاب في الصفوف الدنيا ما دون الصف التاسع والثالث الثانوي ناهيك أن هناك مدارس في المحافظة لا يدرس طلابها بعض المواد بسبب نقص المعلمين والمعلمات، ومع ذلك يدخلون امتحانات النقل النهائية، والمطلوب تجاه وضع كهذا وقفة جادة ومسئولة بداية بالوزارة والحكومة وانتهاء بالطالب وأسرته والمجتمع ككل، فالمسئولية مشتركة ولا يمكن أن نرمي بها على طرف دون الآخر ولعل رفع أعمال السنة إلى 50% وامتحانات النقل 50% قد ترغم طلاب المراحل النهائية على المواظبة والالتزام بالدراسة».

التسيب والمحسوبية أسباب الغش
< الأخ محمد أحمد السدلة، مدير مدرسة الزبير للتعليم الأساسي يقول:

«تواجهنا العديد من المشاكل والصعوبات التي تحتاج إلى الوقوف إزاءها لطرح النقاط على الحروف وتصويب الأخطاء الحاصلة فيها، فهناك العديد من المشاكل تتعلق بتأخر وصول المقررات الدراسية وصعوبة المنهج الدراسي والأخطاء الإملائية الموجودة في المقررات الدراسية، إضافة إلى العجز الحاصل في المعلمين ومشاكل أخرى تواجه الامتحانات، وفي النهاية تؤدي إلى أن الطالب يستخدم أساليب لكي ينجح ويلجأ إلى الغش، وهذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في بلادنا نتيجة لضعف المراقبة والمتابعة من الجهات المسئولة والتسيب الموجود والوساطات والمحسوبية، كل هذه الأشياء ولاسيما عدم توفير تعليم جيد يدفع الطالب إلى الغش في الامتحانات، فالمراقبة في الامتحانات تحتاج إلى نوايا صادقة للقضاء على هذه الظاهرة بتحسين الأداء داخل المدرسة، وأنا مع الرأي القائل بوجوب أن تتم داخل المدرسة خصوصا للصف التاسع ولا داعي للامتحانات النهائية في هذه المرحلة، فتقييم الطلاب يجب أن يكون في العام الدراسي أفضل من أن يدخل الطالب في أجواء الامتحانات النهائية المركزية لأن لها تأثيرا نفسيا كبيرا على أداء الطلاب».

يجب أن تكون الأسئلة مناسبة والمواد مدرّسة والمصححون جيدين
< الأخ فريد سالم عوض عبدالرحيم معلم بمدرسة الروضة: «بداية أشكر القائمين على صحيفة «الأيام» على ما يبذلونه من جهود في بحث القضايا التربوية، وفي رأيي الشخصي أن التعليم في اليمن يواجه صعوبات ومعوقات، ولدي بعض المقترحات بالنسبة لوضع الامتحانات هي:

أن تحرص وزارة التربية والتعليم على تأهيل المعلم وتدريبه حتى يكون مؤهلا للقيام بواجبه على أكمل وجه، وأن تراعي الامتحانات مستوى الطلاب.. وأن الصعوبات التي تواجه الطالب اليوم دفعته للاعتماد على الغش وأصبح لا يبالي بالدروس التي يتعلمها في المدرسة، وكذلك بعض المعلمين وضعاف النفوس يتخبطون في طرح محتوى المنهج المدرسي ولا يقومون بتوضيح الدروس، ولهذا تجد الكثير من طلاب المرحلة النهائية للثانوية العامة يفشلون في الامتحانات، وقد حصل هذا في العام الماضي بأن فشل العديد من الطلاب الأذكياء في الصف التاسع وذلك يعود إلى أسباب عدة رغم أن هؤلاء الطلاب يقولون إن إجاباتهم صحيحة ولكن لانعلم السبب الرئيسي في هذا الفشل، ولذلك نأمل من الإخوة في وزارة التربية والتعليم وضع أسئلة مناسبة في جميع المحافظات، وتوفير معلمين لصفوف المرحلتين النهائيتين الأساسية والثانوية لأن الطلاب كل عام يشكون من مواد غير مدرّسة، ووضع مصححين جيدين حتى لا يُظلم الطلاب».

نقص المدرسين سببه سوء التوزيع والتستر على المنقطعين
< علي محمد عامر، رئيس نقابة المعلمين اليمنيين بشبوة يقول: «للاسف الشديد كانت بداية العام الدراسي معطلة بسبب الانتخابات، ثم بسبب رمضان ثم إجازات الفصل وإجازات عيد الفطر والأضحى ثم الدورات التدريبية، لذا لم نجد دراسة فعلية سوى في آخر 90 يوما، إضافة إلى أن قلة المدرسين في المدارس ليس بسبب نقص المدرسين ولكن بسبب سوء التوزيع والتستر على المنقطعين، لذا نرى من الأهمية بمكان الاهتمام بهذا الجانب في حياة المجتمع والاهتمام بهذا القطاع الكبير من الطلاب الذين هم شباب اليوم ورجال الغد، والأسوأ من ذلك ما حدث في الأعوام السابقة في المراحل النهائية وأن بعض المواد الدراسية لم يتم تدريسها، ونطالب بتسيير الامتحانات بهدوء وبعيدا عن الإرباك والفوضى حتى يحقق الطلاب نتائج ممتازة».

< الأستاذ سيلان محمد حنش، مدير مجمع السعيد التربوي يقول: «عملنا على إخراج الطلاب من حاجز الخوف المسيطر على معظمهم وتهيئة المناخ المناسب قبل الدخول لقاعات الامتحانات من الآن باعتبار أن الحالة النفسية للطالب تعتبر من أهم العناصر التي يجب مراعاتها.

وفي هذه الفترة على الطالب الجد والاجتهاد والعمل على وضع جداول زمنية للمذاكرة باستمرار والابتعاد عن الغش الذي أصبح ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها من كل فئات المجتمع طلاباً وأولياء أمور وجهات مختصة كونها تؤثر سلبيا على المستوى التعليمي للطلاب، ونحن ننبه أولياء أمور الطلاب على الحرص على المتابعة المستمرة لأبنائهم حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج مرضية، ونطالب الطلاب بالجد والاجتهاد للامتحانات فهو أفضل من الغش.

ماذا يقول الطلاب عن امتحانات الشهادة الأساسية؟
< فريد علي حسن باجيل، طالب بالصف التاسع بمدرسة الروضة يقول: «المطلوب في هذه الامتحانات الجد والاجتهاد، فلو نظرنا إلى الامتحانات التي تأتي فهي بسيطة جدا وتأتي من داخل المنهج الدراسي الذي ندرسه، ولكن للأسف نلاحظ بعض الطلاب إذا وصل إلى هذه المرحلة يهمل دروسه، وهذا من الأخطاء الكبيرة فلا بد من الانتظام داخل الصف والاجتهاد للتغلب على الصعوبات، فلو لاحظنا امتحانات الأعوام الماضية فإن امتحانات 2005-2006م أبسط الامتحانات».

وعن ظاهرة الغش قال: «ظاهرة سيئة ونشاهد غالبية الطلاب يعتمدون عليها، وهذا سلوك غير صحيح فالاعتماد يكون على المذاكرة، لكن وأنا في السنة الماضية حدث ظلم في تصحيح الامتحانات ما أدى إلى فشل الكثير من الطلاب، لذا نرجو عدم تكرار الظلم وأن يتم اختيار مصححين جيدين».

الامتحانات الشبح الذي يقلقنا ويرعبنا
< عبدالرحمن محسن السف، طالب في الصف التاسع بمجع السعيد التربوي بعتق يقول: «ما هي إلا أيام قلائل وتحل علينا الامتحانات النهائية، إلى ذلك الحين ستظل كالشبح الذي يقلقنا ويرعب افئدتنا كأنها معركة ضارية سنخوض غمارها، نعم هي معركة سيفها القلم وجوادها العقل، والعلم غذاؤها.. معركة كل يتمنى أن يخرج منها رافعا راية النصر ..ولكن كيف؟ لن يربحها إلا من شحذ سيفه وأطعم جواده وهم قلائل هذه الأيام وما أكثر الذين يستعدون لها بالخداع والغش همهم الوحيد أن يحملوا راية النصر أو الشهادة ولو على حساب الآخرين غير مدركين بأنه سوف يأتي يوم يجدون أنفسهم مهزومين في معركة الحياة ولا أحد حولهم هذه المرة، لكن ليس اللوم كل اللوم عليهم بل على الجهات المختصة من القمة إلى القاع التي أفسدت الصالح مع الطالح بهذه الظاهرة (ظاهرة الغش) فنجد بعض الطلاب وإن كانوا اذكياء يقولون لماذا نتعب أنفسنا كثيرا بينما نستطيع أن نجتاز هذه الامتحانات بطرق أسهل؟ ومما يعاب على الجهات المختصة أنها تعمل على تعقيد الامتحانات وهذا مما يقلق الطلاب ويجعل أغلبهم يعتمد على الغش».

من جد وجد
< حسام منصور الوجيه، طالب في الصف التاسع يقول: مما لا شك فيه أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، الأيام تمر يوما بعد يوم فالبعض لم يدرك أهمية الوقت وكيف يمكن استغلاله، فشبح الامتحانات قد اقترب وثقتنا بأنفسنا كبيرة، فمن جد وجد ومن زرع حصد، فنحن في عتق أكملنا المناهج رغم أن العام الدراسي تخللته بعض العراقيل منها انشغال المعلمين بدورات تدريبية في أثناء العام وأيضا الانتخابات وغيرها إلا أن جهود المعلمين كانت كبيرة وهم الآن يعملون على مراجعة المنهج».

< سعيد أحمد سعيد علم الدين يقول: «يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان، فيجب على كل الطلاب أن يراجعوا بجد لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، لأن بعض الطلاب يعتمد على الغش، ونقول لهؤلاء الطلاب يجب أن تأخذوا بالأسباب ثم تتوكلوا على الله عز وجل وسوف يوفقكم الله».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى