بيج بن عدن .. حجّبوها بعد 117 سنة

> نعمان الحكيم:

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
ثلاثة نماذج منها في العالم، الأصل في لندن.. والفرعان في جوهانسبرج وعدن,بيج بن الساعة الشهيرة في لندن بنيت عام 1840م على وجه التقريب، وشبيهتها (الثانية) صغيرة الحجم في جوهانسبرج بجمهورية جنوب افريقيا بنيت عام 1870م كنموذج أول، والنموذج الثاني والوحيد في عدن بنيت عام 1890م.

إذن ليس هناك حتى الآن غير نموذجين مصغرين: في جنوب افريقيا وفي عدن، العاصمة الاقتصادية والتجارية والمنطقة الحرة التي يفترض أن تضاهي بل تنافس أجمل مدن العالم لتاريخها ومكانتها وخلودها في زمن قيام المدن التاريخية قاطبة.

بيج بن لندن وبيج بن جوهانسبرج، لم يشوها ولم تُزل معالمهما ولم تتدخل إرادة الإنسان الجشعة في الاستثمار، الذي هو (استحمار) لكل ما هو جميل وتاريخي وحضاري وأخلاقي أيضا.

السلطة المحلية بعدن بحسب تصريح صحفي أكدت أن الأخ المحافظ أحمد الكحلاني اتخذ قرارا بإزالة البناء المستحدث حول الساعة سواء أكان مرخصا أم غير مرخص وسوف يتم إزالة الطوابق المتجاوزة الدور الأول والتي حجبت الساعة، كما سيتم إقامة مشروع سياحي بجانبها للمصلحة العامة.

نحن هنا نشيد بـ «الأيام» التي كان لها السبق والتفرد في إثارة قضية (بيج بن) بالصورة وبالكلام.. وهو دأبها دائما للدفاع عن المعالم التاريخية والحضارية والوطنية، ونعتقد أن ما نشرته «الأيام» هو الذي حرك الجهات المعنية، دون سواه.. لكننا نعتب على السلطة المحلية لتجاهلها هكذا أحداث.. فهل غاب عن ناظرها ومسئولياتها ما يطال المعالم والمتنفسات من عمل عشوائي يسيء للسلطة المحلية نفسها وللوطن عامة؟ مع أن ذلك قد يحدث في زحمة الأشياء، لكننا لا نخلي مسئولياتهم مهما كانت النتائج.

وهنا نسجل شكر كل المهتمين بمعالم عدن للأخ المحافظ والسلطة المحلية على موقفهم هذا، لكننا سنكون أكثر سعادة عندما نرى الساعة فعلا قد عادت كما كانت، وسنسعد أكثر إذا ما ارتفع صوت دقاتها لتردد صداه المدن والجبال كعهدها السابق.

وللتذكير كانت ساعة (بيج بن) في عصرها الذهبي تصدر أشعة ضوئية تملأ البحر والمدينة (التواهي) إضافة إلى دقات أجراسها المحببة إلى القلب والعقل فكانت منارة للميناء والمدينة برمتها.

فهل يكمل الأخ المحافظ المقتدر هذه اللمسات الفنية والجمالية لهذا المعلم ليعيد له رونقه وبهاءه بعد محاولة طمس له طالته مؤخرا.

نأمل .. ولكن بعد إزالة الحجاب .. يا أولي الألباب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى