الاستثمار واقف صو جلمبحي!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
في موضوع الاستثمار الخارجي في اليمن نسمع والله كلام مافيش أجمل منه من الحكومة والدولة على كافة مستوياتها عن الترحيب والترغيب وكافة التسهيلات التي قامت وتنوي الدولة القيام بالمزيد منها من أجل فتح المزيد من المجالات ورفع القيود إذا كان في باقي قيود على الاستثمار.

والحكومة تقول انه مافيش شيء والطريق ممهدة ومفروشة .. والرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله يقول أجمل الكلام عن فتح كل أبواب التنمية أمام الاستثمار ويؤكد على رفع أية عراقيل باقية لإعاقة الاستثمار في مختلف المجالات حتى أنه أكد أن معاملة أي مستثمر سوف تتم من نافذة واحدة لإتمام كافة الإجراءات المطلوبة للعمل وبدء التنفيذ ..هذا والله كلام جميل ولا كنا نفكر فيه حتى في الأحلام .. أن تمد الدولة يدها من أعلى مسئوليات اتخاذ القرار وحتى أصغر موظف في سلك البيروقراطية الحكومية بهذه الطريقة غير المسبوقة لاستضافة الشركات ورجال الأعمال وحتى الدول الصديقة للدخول للاستثمار بجد في اليمن .. لانه المسألة زيما تبان جد هذه المرة مش صفاط ..هذا قلنا زيما تبان لكن الله وحده أعلم بالسرائر، ليش .. لأنه مثلما كل حضراتكم شفتوا وسمعتوا وبعضكم جرب كانت الدعوة للاستثمار مطروحة دائماً منذ قيام الوحدة وحتى تمام إعلان هذا التصريح أو البيان أو القرار الأخير .. ومن يوم ما قامت الوحدة وإلى ساعتك والآن وأحوال الاستثمار الحقيقي مش مليحة وفي بعض الحالات - واسمحوا لي أقولها باللغة الصومالية «صو جلمبحية» بما يعني إنها زيما نقول نحنا بالعامية «مدخّل مخرّج» يعني بالعربي الفصيح كثيرة التردد ومتخوفة - هذا لأنه من كثر ما شافت على أرض الواقع المنظور الأمور مش ساني ولا سوا وفيها كثير من الخمبقات وسيادات الفساد والفساد الأعظم وكذا الجليطة- كما يقال في اللهجة المصرية - والاحتكار والتفرقة بين الناس والفاس والراس والمرواس، والطاسة قرنطاسة في البحر غطاسة، وكل شيء يمشي على كيفه لما يوصل الى مرحلة الكشكبنطازة.

لهذا نتأمل هذه المرة ان تكون الدعوة إلى الاستثمار هي الجادة والخاتمة للمسخرة اللي مشت حتى الآن ..أصله ايش ما يستويش يا جماعة ينجح استثمار مع وجود هذا المستوى القياسي المرعب من الفساد الفساد الفساد .. ومايستويش حد يغامر ويجرب وهو يشوف بعينه ويسمع بأذنه انه مافيش محاولة جادة وحقيقية لوقف الفساد ولا بالمحاسبة ولا حتى بالغفران ووقف المرزالة عند هذا الحد.

وبعدين كمان مافيش ضبط ولا ضمان ولا عدالة تكفل حقوق الناس المعتدى عليها في هذا المجال أو حتى وقف المفاضلة وعدم الإنصاف وهيا كمان التفرقة المناطقية والالخ الخية (من الخ الخ) ما بين أهل باظروس وبن ظرطان وبازغيفة وعيال نعيمان وباعة البقع ودلاّلي الأوطان ..علشان كدة وغيره وغيره ما يمكن يستوي يعني يا معنى استثمار قوي إلا لما تزاح من قدامه هذه العوائق اللي من كثرة ما طالب الناس بإزاحتها منذ قيام الوحدة وإلى الآن لكنها لم تزال وعادها إلا تزيد من كثرة ما طالب الناس بتجفيف الفساد وتنشيف منابعه وتخفيفه وتقليصه ..من كثرة ما طالبوا بوقف الفساد وفتح باب الاستثمار بأسلوبه الصحيح والحكومات تتصانج حتى أيقن الناس أن الحكومة مرتاحة بالفساد وماتشتيش تصلح به حاجه ولا تمسك له حتى شعرة .. وهذا هو الشيء اللي خلى الناس كلما تعالت الصيحات للقضاء على الفساد كلما زاد الغرف من المال العام والسرقة وتوسع الفساد لأن الناس طبعاً كانوا يشوفوا الكلام ويصدقوا ومن خوفهم لايكون الكلام صدق يزيدوا بالفساد أكثر وأكثر ويالله جري كل واحد يشتي يلحق نفسه.. ..ويا ساعية جري الصنبوق .. ومادام ما أحد يحاسب أحد معناته انه الباب مفتوح والدنيا دردبيس وكل واحد يالله يلحق نفسه ..

ونحنا وما شاء الله من أكثر دول العالم فساداً .. بل اننا في طليعة الدول الفاسدة في العالم ..لكننا ماشفناش ابداً ولا فاسد واحد يتلقى العقاب او لفت النظر أو حتى العتاب واللوم والتقريع ..الحق كل الحق أن غالبية الفاسدين هم الذين يتلقون الترقيات والمناصب العالية!

رغم هذا بانصدق الحكومة هذي المرة كمان لأن عدنا إحساس بأن عندها نوايا حسنة - مع أن الدول لا تبنى بحسن النيات - وأن الدولة هذه المرة صادقة في دعم الاستثمار (وعلى كل حال فقد استنفدت الدولة حظوظها واستهلكت فرصها .. ويبدو أن هذه هي فرصتها الأخيرة لإثبات صدقيتها في دعم الاستثمار) أما الاستثمار فماشي حوله .. واقف «صو جلمبحي» - يعني متردد - يتفرج وكوفيته فوق رأسه ويعرف كيف يميز بين الملعابة والمقامرة وبين الكلام المسئول والتصرف السليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى