الأستاذ أحمد السقاف ومدلولات« كاظمة» الكويتية

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الأستاذ أحمد محمد السقاف أطال الله عمره ومتعه بالصحة (عم الزميل العزيز د. هشام محسن السقاف) الذي عرّفه حافظ محفوظ في كتابه الموسوم «أقلام خليجية» (ص 54) الصادر عام 1981م: «أمين عام رابطة أدباء الكويت، العضو المنتدب لهيئة الجنوب والخليج العربي، أول وكيل لوزارة الإعلام الكويتية، صاحب الفضل الأول في تأسيس وإصدار مجلة العربي التي وصل توزيعها إلى ربع مليون نسخة، عمود من أعمدة إيقاظ الوعي القوي في الكويت ورافد من روافده، شخصية عربية مرموقة عرف بنضاله من أجل القضية العربية وحماسه لوحدتها»، دخل دائرة الضوء كديدنه عندما تناوله د. يعقوب يوسف الغنيم على الصفحتين 50 و51 من صحيفة «الوطن» الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 25 أبريل 2007م، وتمحور التناول في مجلة «كاظمة» الكويتية التي صدر أول عدد من أعدادها في شهر يوليو 1948م.

دخلت «كاظمة» موسوعة الأوائل، فقد كانت أول مجلة تطبع في الكويت، وكانت تطبع في مطبعة المعارف، وهي أول مطبعة تجارية في البلاد، التي نشأت على كتفي الاستاذ أحمد البشر الرومي والسيد حمود عبدالعزيز المقهوي، كان السيد عبدالحميد عبدالعزيز الصانع مدير بلدية الكويت آنذاك هو صاحب الامتياز المسئول وكان رجلا مثقفا سبق له أن شارك في تأسيس المكتبة الأهلية عام 1922م كما كان الأستاذ عبدالصمد تركي مدير تحرير المجلة.

حقا إن التاريخ يصنعه ويغير مجراه رجال بمواصفات خاصة، وجاءت صيغة التنكير هذه (رجال) في القرآن الكريم من باب الإكبار، منها:

{رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}( النور:37)

{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} (الأحزاب:23)

{وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} (يوسف:109).

وتكرر رجال من تلك الشاكلة عبر مختلف مراحل التاريخ وكان الأستاذ أحمد محمد السقاف واحدا من أولئك الرجال الذين ارتقوا بمواقفهم إلى المصاف السامي، فإصدار «كاظمة» عام 1948م تزامن مع تفاعله مع نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948م وهو العام نفسه الذي صدرت به قصيدته (يا ساكب الدمع) ومطلعها:

يا ساكب الدمع آلاما وأحزانا

أضرمت في القلب والأحشاء نيرانا

وإذا كان الاستاذ أحمد السقاف صاحب مشروع ثقافي (كاظمة) وصاحب موقف قومي (ياساكب الدمع) فإنه سبق إلى ذلك بموقف ميداني في ساحة الوغى عام 1941م عند قيام ثورة رشيد عالي الكيلاني، حيث انضم إلى المجاهدين الذين تولى قيادتهم البطل القومي عبدالقادر الحسيني شهيد القسطل.

صدرت تسعة أعداد فقط من مجلة «كاظمة» لكنها دخلت التاريخ من أوسع الأبواب. ومن حسن طالعها أن مركز البحوث والدراسات الكويتية قد قام في سنة 2001م بإعادة نشر كافة الأعداد التي صدرت من المجلة في مجلد واحد ليصبح زادا للباحثين .

لماذا لا يستغل ذلك اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أو أحد فروعه في المحافظات عامة وفرع عدن خاصة؟

لماذا لا تقدم مراكز البحوث الجامعية على طلب مجلد «كاظمة» لقراءته واستخلاص الدروس من الكتابات بغرض إعادة كتابة التاريخ السياسي والثقافي والإعلامي، بل والاقتصادي؟

وإذ كنا بدأنا موضوعنا عن الأستاذ السيد أحمد محمد السقاف بما قاله حافظ محفوظ فإن مسك ختام حديثنا سننهيه بما قاله تلميذه الأديب الكويتي خالد سعود الزيد في الجزء الثاني من كتابه «أدباء الكويت في قرنين»: «هاشمي الجذور عربي النشور سباق الخطى في كل وجهة من الخير هو موليها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى