حرب 1967 : صفحة من تاريخ الشرق الاوسط وصفحة في الكتب المدرسية المصرية

> القاهرة «الأيام» لمياء راضي :

>
"حرب ماذا؟ حرب 1967، نعم اتذكر انها مرت علي" .هكذا يرد المراهقون المصريون عندما يسألون عن الهزيمة العربية امام اسرائيل التي هزت الشرق الاوسط ولكنها لا تحتل سوى صفحة واحدة في الكتب المدرسية المصرية.

ويقول حسين حامد وهو فتى في الثانية عشرة من عمره "حرب 1967؟ ربما تقصدون 1973". اما ندا زين الدين (14 سنة) وهي تلميذة في مدرسة خاصة فتقول "نعم سمعت عن هذه الحرب من ابي وامي".

وتؤكد حبيبة فكري وهي معلمة تاريخ ان "حرب الخامس من حزيران/يونيو ترد في كتب التاريخ المدرسية ثلاث مرات ولكن بشكل عابر، فكتاب الفصل السادس الابتدائي يتحدث عنها في فقرة واحدة وكتاب الفصل الثالث الاعدادي يخصص لها ثلاث فقرات اما كتاب الصف الثالث الثانوي فيتناولها في صفحة ونصف".

وتضيف "ان عددا كبيرا من المصريين يبلغون الخامسة عشر من دون ان يعرفوا الكثير عن هذه الحرب".

وحسب اخر احصاء ديموغرافي (نيسان/ابريل 2007)، فان 32% من سكان مصر البالغ عددهم 5،76 مليونا تقل اعمارهم عن 15 عاما.

وتقول معلمة التاريخ ان وزارة التعليم لم تطلب في اي وقت تجاهل هذه المرحلة "ولكن احدا لا يطلب ابدا من التلاميذ موضوع انشاء حول نكسة 1967".

وتستخدم حبيبة فكري تعبير النكسة الذي لجا اليه الرئيس جمال عبد الناصر لدى اعلانه الهزيمة في التاسع من حزيران/يونيو 1967,وتتابع المعلمة "من في هذا العالم يحب تذكر الهزائم او الاخطاء".

وتؤكد ان "التلاميذ يصدمون عندما يعرفون ان بلدهم هزم ويتساءلون على الفور كيف ارتكب القادة مثل هذه الاخطاء ولم يدركوا ان اسرائيل تحضر لهجوم شامل".

وتتابع" ويزداد استياءهم عندما يكتشفون ان القادة تلقوا معلومات حول موعد وخطة الهجوم".

وكان الفريق اول محمد فوزي وزير الدفاع الاسبق قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس عام 1997 ان "ناصر جمع كبار المسؤولين في البلاد ومن بينهم القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر في الثاني من حزيران/يونيو عام 1967 وابلغهم بوضوح ان العدو سيشن هجوما جويا في الخامس من حزيران/يونيو".

وتابع فوزي في المقابلة التي اجريت قبل وفاته ببضع سنوات "المشير عامر لم يكن مقتنعا ولم يبلغ قادة الجيش وسهل هذا الاهمال مهمة العدو الذي فاجأ مصر والمشير عامر الذي كان في جولة تفقدية في سيناء وراى بعينه تدمير 80% من سلاحه الجوي".

ويقول كتاب التاريخ الذي يدرسه تلاميذ الصف الثالث الثانوي في مصر "في صباح يوم الخامس من يونيو 1967 قامت اسرائيل بغارات مفاجئة على المطارات المصرية وانزلت ضربة ساحقة بالسلاح الجوي المصري كما اغارت قواتها الجوية والبرية على سيناء واستولت على قطاع غزة وواصلت زحفها حتى وصلت الى الضفة الشرقية لقناة السويس بعد ان خسرت مصر الجانب الاكبر من قواتها المسلحة في سيناء".

ويضيف الكتاب "ولم تكن اسرائيل وحدها في المعركة ولكن كان معها مئات المتطوعين والطيارين والقواد العسكريين وكان معها اجهزة تجسس اميركية صورت لها المواقع المصرية وابطلت لصالحها عمل اجهزة الدفاع المصرية ونقلت اليها تعليمات القيادة المصرية".

وتدرس هذه الكتب في كل المدارس الحكومية والخاصة التي تلتزم بالمناهج الدراسية المصرية،اما المدارس التي تعتمد مناهج دولية بموافقة الحكومة المصرية فانها تدرس كتب تاريخ اوروبية او اميركية لا يحتل تاريخ مصر موقعا هاما فيها.

وتعتبر مصر انها حققت انتصارا على اسرائيل في حرب 1973 التي استطاع الجيش المصري خلالها ان يعبر قناة السويس وان يتقدم على الضفة الشرقية في سيناء قبل ان تتمكن اسرائيل من تحقيق اختراق تلاه اتفاق لوقف اطلاق النار. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى