النقابة المشطورة

> نجيب صديق:

>
نجيب صديق
نجيب صديق
يقيناً أن نقابة الصحفيين اليمنيين مشطورة.. أقول ذلك بعد أن تبين لنا نحن معشر الصحفيين أكذوبة طال أمدها لأكثر من سبعة عشر عاما، ومنذ المؤتمر التوحيدي في عام 1990م، تلك الأكذوبة التي ما برحت تتردد على مسامعنا في كل مؤتمر وملخصها تحسين أوضاع معيشة الصحفيين واستقرارهم بما يكفل لهم العيش بأمان.

وأعود للحديث لماذا نقابتنا مشطورة؟ لقد تقاذفتها الأحزاب والسلطة من كل جانب.. تارة يمينا وتارة يسارا.. وبين تجاذبات الأحزاب والسلطة للسيطرة على مقاليد قيادتها أصبح الصحفي ضحية لذلك العراك السياسي.. وأسهمت السلطة بعنفها المتزايد في ذبح النقابة بساطور قانون الصحافة تلوح به في كل حين.. والصحفيون في غفلة من أمرهم.

وعليه فإن أي مؤتمر قادم يتطلب الوقوف بكل جدية ومسؤولية أمام أوضاع الصحفيين ومعاناتهم، وإلا فإن الأمر لا يعدو أن يكون استراحة قصيرة مدفوعة الثمن مقدما لإعادة إنتاج تلك الوضعية المأزومة في كل مؤتمر أو اجتماع يعقد و«كأنك يا ابو زيد ما غزيت» أو هكذا قضي الأمر.

إن ما يدور في أروقة النقابة اليوم وبكل ما تحمله الأيام من رؤية ضبابية لمستقبل المهنة وأصحابها، فإن الحديث عن وحدة العمل النقابي الصحفي صار مثارا للشك، إذ أن النفوس الغائرة من حالات الغبن وعدم الاهتمام بأوضاع الصحفيين في الفروع وبعيدا عن المركز تنذر بأن مياهاً كثيرة تجري في النهر.

وإن دورة عقارب الساعة لن تتوقف إذا ما حمل هؤلاء الأعضاء على شق عصا الطاعة والذهاب بالنقابة إلى مرام تقفز بها إلى المطالبة بالاعتصام وتوقيف عجلة الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، رغم أن الأمل بتصريح النقيب نصر طه مصطفى المتعلق بتحسين معيشة الصحفيين أمل معقود عليه .. إننا بحاجة إلى إعادة النظر في أجندتنا العملية والنضالية وأهمها تلك التي تستوجب العمل بها سريعا من خلال نظام داخلي يستقرئ الواقع المهني وتوصيف وظيفي حقيقي لحياة معيشية كريمة وقانون يحمي الصحفيين من بطش المتذرعين بالثوابت.ولن يجدي الاستجداء إذا ما برحنا نقف رافعي أيدينا إلى السماء لكي تمطر لنا ذهبا، فإما أن نركع ونستمر خائفين أو نشمر عن سواعدنا نحو حماية آدميتنا من الانقراض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى